من هو المؤمن؟.. هذا هو دين الإسلام

السياسية - Saturday 24 April 2021 الساعة 12:30 pm
عدن، نيوزيمن، كتب/ حسن الدولة:

عندما وقع نظري على هذه الصورة ترقرقت الدموع في مقلتي وتساءلت:

 لماذا دعاة الإسلام قساة غلاظ يجعلون الدعوة إلى الإسلام بالسيوف والرماح والقتل والإكراه في مخالفة صريحة للقرآن الكريم؟، وتساءلت بيني ونفسي قائلا:

من هو المؤمن؟

هل من يحول من الأطفال الأبرياء قنابل متفجرة بتلبيسهم أحزمة ناسفة يعتبر مؤمنا؟ 

بينما لو قلت لنصراني ضع حزاما على كلب واقذفه ليفجر الأبرياء من البشر لأبى ليس رحمة بالطلب بل ولكن سيتم قتلهم من الأبرياء الأمنيين!

 وكررت الأسئلة:

فقلت هل من يسفك الدماء ويزهق الأرواح هو مؤمن؟

وهل من يقلق الأمن والسكينة في العالم هو مؤمن؟ 

هل من يفجر الجوامع والكنائس هو المؤمن؟

هل هذا الحنان الملائكي لدى هذه المرأة يعتبر كفرا؟

هل هذه المرأة التي تكاد تتفجر إيمانا ورحمة وحنانا هي كافرة؟

هل هذه المرأة التي تحولت إلى كتلة من الحزن والرحمة والحنان والرأفة على طفل إفريقي تعد كافرة؟ 

هل هذا الحزن الظاهر في كل ذرة من كيانها لا يشفع لها عند القساة العتاة أن يقبلوها بدينها أيا كان منبعه ونوعه فلها دينها ولنا ديننا؟ والله هو الحاكم بيننا يوم الدين.

هلا رقت قلوبنا التي صارت كالحجارة أو أشد قسوة لنعلن كفى حرا كفى عبثا بالأوطان!!

فمن يسفك الدماء ويحاصر الشعوب هم أعداء الله وأعداء انبيائه المرسلين رسل الرحمة؟

 إن من يحرق الناس أحياء ويذبح الناس كما تذبح النعاج هم الكفرة الفجرة وهم أعداء الله وليسوا من البشر بل هم حيوانات بل أضل سبيلا.

إنهم أعداء الإنسانية مجردون من القيم والأخلاق مهما ادعوا أنهم مسلمون مؤمنون بالله وكتبه ورسله، فمن يستحل ازهاق الأرواح في أمور دينية الحكم فيها لله وحده يوم الدين هم أشرار خلق الله.. 

ومن يستبح قتل إنسان لأن دينه يخالف دينه هم أولئك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر؟ 

إن جسد هذا الطفل الإفريقي الذي يتبول في حضن هذه المرأة الرؤوم هو إطهر وانقى من ألف صاحب لحية غشوم!! 

فالدين هو الحب، فمن امتلأ قلبه حبا فقد امتلأ إيمانا ولم يعد فيه متسع للكراهية:

يقول الشيخ الأكبر ابن عربي (العربي):

أدين بدين الحب أنى توجهت 

ركائبه، فالحب ديني وإيماني

 نعم فمن لا يعرف قلبه الحب والحنان والرأفة لا يعرف القيم والأخلاق، وفي المقابل من اتسع قلبه للحب فإنه حينئذ يكون قادرا على محبة من يكرهونه ويؤذونه!!

الله ما أعظم مشاعر هذه المرأة التي يعتبر بول هذا الطفل على جسدها أطهر من ريح المسك.

 بينما هذا البول الذي لو وقع على ثوب دجاجلة الأديان لتوقفوا عن عبادة الله ولنهروا الطفل الذي تبول على طرف ثوب أي منهم.. ولابتعدوا عنه امتارا حرصا على طهارة اثوابهم، هذا وهم يؤمنون بان الدين هو المعاملة وهو السلوك وهو الرحمة وهو الحنان وهو الصدق وهو محبة الناس وهو الإيمان بالله قولا باللسان وعملا بالجوارح والأركان..........

 هذا الطفل لو رآه أي من دجاجلة الدين لتأفف من لمسه بل ولتقزز من بوله ومخاطه ومنظره. 

إذن فمن هو الكافر ومن هو المؤمن؟

لقد جاء الإسلام فاخبرنا بأن الرسول رغم علو كعبه في الدين لا يعلم ما يفعل به الله الذي لا يعلم بمن ضل ومن اهتدى إلا هو..

قال سبحانه: (قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ..)

اللهم إني أشكو إليك معشر ضلال ضلوا فاضلوا وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا؟

 أسألك يارب أن تهديهم إلى سواء السبيل لأنهم يظنون أنهم ينصرون دينك من حيث أنهم يكفرون بكل قيم الرحمة التي انزلتها على انبيائك ورسلك الذين حددت مهمتهم بالبلاغ كمبشرين ومنذرين، فقلت لرسولك الكريم (لست عليهم بمسيطر) وجعلت عذابهم يوم الدين، بل قلت سبحانك لنبيك الكريم: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)، ومن عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها.

يا رب أدخل الرحمة إلى قلوبنا كما ادخلتها إلى قلوب اتباع المسيح عليه الصلاة والسلام، الذي بشرته فقلت: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ).

هنا يلزمني أن أتوقف واتأمل قوله سبحانه وتعالى: (وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة)...

إذن ليس الدين لنا وحدنا وليس الحق معنا بل كل من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون بنص القرآن الكريم القائل: (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ).

 هذه هي أصول الدين السماوي تؤكد أن كل الأنبياء ارسلوا بدين الإسلام الذي يعني الرحمة والحنان والحب، وكل مسلم هو من اسلم وجهه لله وهو محسن، أي هو العصيان المطلق لكل الآلهات (لا إله) والطاعة المطلقة لله وحده (إلا الله).

 فالإسلام بهذا المعنى هو الحرية المطلقة والتحلل من كل الآلهات والأفراد وكل من هو دون الله.

 فالمسيح قال لاتباعه:

﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾

 وقول يعقوب لبنيه: (مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).

 فمن أسلم وجهه لله وهو محسن فهو المسلم من أي دين وملة كان!! 

ارحموا الناس يرحمكم الله وارحموا الأطفال يرحمكم الله إن كنتم مسلمين.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك