المخا وصراع الأمن والمؤامرات.. تأمين الجبهة الداخلية

السياسية - Sunday 02 May 2021 الساعة 02:55 pm
نيوزيمن، كتب/عبدالسلام القيسي:

اذا أردت أن تضرب جبهة ما وتستهدف مكانا ما فما عليك إلا استهداف الجانب الأمني للناس.

تفشل كل المدن إذا فشلت السيطرة على الوضع الأمني، كما حدث في مدن كثيرة وسقطت رمزية المقاومة والجمهورية من خلال ضرب الأمن والسكينة في المجتمع، وعلى سبيل المثال، تعز.

الذي نجح به طارق هو هذا الملف، لم يستطع أحد النيل منه جراء تكامل الجبهة بالجبهة الداخلية، ووجود مجتمع بسيط يساعده العميد بكل شيء دون أدنى مشاكل أو انبعاثات رمادية بينهما.

حقق هذا التكافل الجمهوري ولم يستطع أي طرف النفاذ إلى هنا، ووقف الحاضن الاجتماعي للجمهورية في كل المدن ضد هذا الاستهداف وفي مديريات الساحل الغربي ضد الحملات الممنهجة بقوة.

صحيح، لن ندعي المثالية في الناس، الأخطاء تحدث في كل مكان والمشاكل المجتمعية هي أصل حقيقي لكل مجتمع، وإذا لم تكن هناك مشكلة، فهناك مشكلة وهي عدم وجود مجتمع البتة. 

لكن الذي يحدث الآن في الساحل ليس عفوياً، قد تحدث مشاكل عفوية فعلا، ولكن تتحول إلى قلاقل مدفوعة الأجر من أطراف شتى، فسرقة السيارات المتكررة ليست عفوية، حالة التضخم بمتوكلي الأراضي هنا ليست عفوية، أن تتحول حادثة عرضية من مس كهربائي إلى استهداف طارق صالح. فهذا ليس عفوياً، هناك من يعمل هنا.

المقصد إثارة حمية الناس البسطاء قليلي الفهم والمعرفة واستثمار الهدير الشعبي لدى الجمهور بمساندة إعلامية من طرف معروف للوصول لأهداف مدروسة مسبقا ومس طرف المقاومة وطارق صالح. 

بعد إنهاء الأمن صباح اليوم، لحالة الاشتباكات التي حدثت بسبب موت فتاة بمس كهربائي، خرجت إلى الشارع لأقرأ الذي حدث ووجدت كمشة منهم في الجولة وبينهم شخص أعرفه، فقام يوجه لي الكلام بسرعة: يرحل طارق، ليرحل طارق.. خير، لماذا يرحل؟ 

- ما سمعتش الاشتباكات من غبش، مش معقول!.

رددت عليه: نعم سمعت، لهذا خرجت أشوف إيش حصل.

أجابني: فتاة من حارة المغيني مستها الكهرباء فماتت ثم خرج الناس أصحاب الحافة لإحراق المولدات والشبكة، وقاموا بإحراق بعض الأشياء. ثم أتى الأمن وقام بالسيطرة على الوضع، وعندما هاجموا الأمن أمطرهم بكثافة ولم يجرح أحدا، بل قبض عليهم كووولهم، لذا يرحل طارق، لا بد يرحل. 

فتاة مستها الكهرباء، ليرحمها الله، إن كان هناك تقصير من فريق شبكة الكهرباء ومالك المولد فعليكم الذهاب إلى الأمن، وهناك سوف يدرك الأمن إذا كان ثمة غلط وسيتخذ اللازم، ولكن أن تذهب لإحراق المولدات وللتصدي للحملة الأمنية، فخير ما فعل الأمن ولا بد من ضبط الجميع.

شعرت بالفخر، مررت إلى المغيني ورأيت دوريات الأمن والبزات وقلت: ثمة من يريد افتعال وضع منفلت يستثمرونه ضد طارق، وإذا استمر الأمن في حزم وعزم كهذه فلن ينجح بذلك أحد. وللحفاظ على جبهة الحديدة المتقدمة يجب تأمين الجبهة الداخلية.

ثمة أطراف لا تتحرك دونما الساند الشعبي الذي يديره المال، وقسمه الكبير تديره البوابة الإعلامية وحمية لابن البلد، لذا على الجبهة الوطنية أن تعي أن هذه التكتيكات حالة مسبقة تحدث بكل مكان قبل الهزة ورسم صورة فوضوية عن المكان الذي يريدون الوصول إليه، كما حدث في الحجرية.

فالحوثي يعمل لإقلاق الأمن هنا، وقد فشل وقامت الاستخبارات بالقبض على خلايا زرع المتفجرات، والإصلاح يعمل وسوف ينجح إذا تم التهاون بما يحدث هنا.

كانت المخا مغلقة، كانت في ذهنية الناس ساحة حرب، وكان لا أحد يفكر بالذهاب إليها. والآن المخا مليئة بالوافدين، ولا أظن هناك عفوية في تضخم الغرباء.

لا أظن، وللمستقبل فيهم نظر.