عشرات الاعتداءات حوَّلت جامعة صنعاء إلى مؤسسة مشلولة ومعاقة

الحوثي تحت المجهر - Tuesday 11 May 2021 الساعة 02:55 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

منذ الساعات الأولى لسيطرة مليشيات الحوثي، ذراع إيران في اليمن، على مفاصل الدولة وجوهر الحياة، كانت جامعة صنعاء هدفًا لا يمكن تفويته.

كيف أسقطوا الجامعة؟! سؤال بارز كان نافذة لعمل إحصائية تقريبية بعدد الاعتداءات التي تأتي كمدخل لكسر هيبة الحرم الجامعي.

تنوعت الاعتداءات بين اقتحام مكاتب العمداء، وضرب كادر التدريس، والتهديد بالتصفية الجسدية والاختطاف، وقطع الرواتب، وتجاوز لوائح وقوانين الجامعات، حيث تجاوزت الاعتداءات بالغة الخطورة 60 اعتداءً كانت النقابة قد وقفت عليها جميعاً، وقدمت أكثر من 70 بلاغًا متنوعًا. 

سبق ذلك صراع 2011 حول الحرم الجامعي وساحته إلى مسرح للتجاذبات، تحولت مباني الكليات إلى ثكنات عسكرية وأماكن لنوم جنود الفرقة الأولى مدرع. 

بهذه الاعتداءات تكون ذراع إيران قد دشنت مرحلة هدم خطيرة وممنهجة لأهم مؤسسة في إطار تغيير الهوية وتغييب تام للتعليم.

بداية الاعتداءات 2014

كانت الحصيلة (3) اعتداءات تمثلت في اقتحام نقابة هيئة التدريس في 10 نوفمبر، وفي 24 تم إغلاق الجامعة أمام الداخلين والخارجين، واكتمل العام باعتداء على منزل د. اسماعيل الوزير في 23 ديسمبر.

لم يكن العام 2015 أقل سوءًا، ففي7 فبراير تم مهاجمة مكتب عميد كلية الشريعة ومصادرة الختم وحمل هذا العام (12) اعتداء.

في 16 مارس تم اقتحام عمادة كلية الزراعة من قبل 30 مسلحًا. وفي مطلع شهر أبريل تم الهجوم على منزل د. فتحي العزب واختطافه.

في 9 أغسطس جماعة مسلحة تعتقل د. عبد الرزاق الأشول، و د. عبدالله صالح السماوي، وقبلهم د. عبدالمجيد المخلافي.

في ذات السياق مجاميع مسلحة اقتحمت حرم كلية التجارة، في 23 أغسطس واعتدت بالضرب على أعضاء هيئة التدريس.

تبعها اختطاف رئيس النقابة د. محمد الظاهري، و د. علي سيف كليب، و د. عبدالله الفقيه، و د. عدنان المقطري، ومحاصرة الكلية.

في 7 يوليو قامت مجموعة مسلحة باقتحام مكتب نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب أ.د. سنان غالب المرهضي، وتهديده بالسلاح.

انتهى العام 2015 ولا يزال العديد من أكاديميي جامعة صنعاء في المعتقلات أمثال د. الأشول، أ.د. السماوي، إضافة إلى صهيب الزمر ابن عضو هيئة التدريس.

عام 2016.. أحداث مضاعفة

توسعت ذراع إيران في أساليب الترهيب ففي 12 يناير بدأت باستحداث نظام جديد للتعليم يُسمى "التعليم اللاتنافسي"، يهدف إلى زيادة إيرادات بعض الكليات بالعملة الصعبة دون أي تنافس.

في 17 يناير تم إطلاق سراح د. الأشول د. السماوي، د. محمد العديل والطالبين صهيب الزمر، وفارس مذكور وانتهى العام ب(21) اعتداءً بعضها وصل إلى الشروع في القتل.

في 23 فبراير قامت المليشيا باختطاف أ. عبد اللطيف الصلاحي واقتياده إلى جهة مجهولة. في 13 مارس تم الاعتداء بالضرب بالهراوات على د. رصين الرصين.

في 20 مارس أصدرت ذراع إيران قرار تكليف رئيس للجامعة ونائبين خارج اللوائح. في 28 مارس تم الاعتداء على أ. محمد مدهش رئيس نقابة الموظفين من قبل عمر الخيتري حوثي.

في 5 أبريل من نفس العام تم الإعلان عن اختفاء مبالغ تجهيز كلية الصيدلة تقدر بملايين الدولارات تم توفيرها منذ العام 2006م.

في 10 أبريل تم اقتحام كلية الصيدلة والإعلام وفرض عميد جديد. تبعها اقتحام مقر نقابة هيئة التدريس في 20 أبريل.

قامت المليشيا باختطاف د. علي الأشبط في 4 مايو تحت تهديد السلاح. بالمقابل تم اقتحام قاعات الصيدلة في 8 مايو.

انفجار يهز كلية الآداب في 24 مايو. وفي 26 مايو تعرض أعضاء هيئة التدريس للإهانة والاعتداء أثناء تسلمهم الرواتب.

الأحد 25 سبتمبر، رئيس الجامعة يصدر قرارا باستقطاع قسط يوم ل"دعم البنك المركزي".

في 5 أكتوبر اعتقل د. أحمد العيدروس، بدعوى كيدية وسبق وأن اعتقل أ.د. محمد الوصابي بنفس الطريقة.

في 14 أكتوبر تم اختطاف خالد علي الأعوج نجل د. علي الأعوج رئيس قسم القانون.

مجموعة مسلحة تعتقل د. يوسف البواب، في 20 أكتوبر من جوار منزله إلى جهة مجهولة.

ورغم الوفر المالي الذي بلغ 130 مليونا، إلا أنه تم رفض صرف رواتب هيئة التدريس، حيث إن كلية الآداب لوحدها قامت بتوريد نحو 63 مليون ريال، في حين لا يوجد لديها أي مبالغ لمواجهة الموازنة التشغيلية التي تبلغ 52 مليون ريال للعام.

في 8 نوفمبر اعتدى طالب حوثي على كل من د. هشام ناجي د. جميل عون أثناء تواجدهم في الكلية.

من جهته اعتدى د. محمد المأخذي على زميلته د. فاتن عبده بحضور رئيس الجامعة المعين من قبل الجماعة ومحمد البخيتي ولم يكن أمام د. محمد شكري سوى الاحتجاج وتقديم استقالته.

وكانت مليشيا الحوثي قد وعدت بأنها في إطار عمل عدد من الدراسات والحلول منها إلغاء الوظائف الوهمية والمزدوجة والتي ستوفر نحو (16 مليار) ريال يمني، وكذلك فارق أسعار بيع المشتقات النفطية التي قال بأنها ستوفر هي الأخرى نحو (17 مليار) ريال.

استمرت حالات الاعتداءات حيث رفعت نقابة هيئة التدريس شكوى للنيابة تتهم فيها القائم بأعمال وزير التعليم العالي عبدالله الشامي، ومحمد المأخذي بارتكاب جرائم سب وإهانة واعتداء بحق أساتذة الجامعة مثل د. فاتن عبده محمد، د. ابتسام المتوكل، د. محمد الظاهري.

2017.. عام الإضراب

إضراب شامل بدأ في 1 يناير 2017 نتيجة عدم صرف الرواتب كما تم رفع الشارات الحمراء.

د. محمد المأخذي، قام بالاعتداء ومحاولة اعتقال د. الظاهري في 9 يناير، ووجه له تهما بالعمالة والخيانة والارتزاق وألفاظا بذيئة. عميد كلية الآداب د. فهمي الأغبري قام بعزل د. فهمي البناء من رئاسة قسم الجغرافيا 14 يناير دون مسوغ قانوني.

إجبار طلبة في كلية الزراعة والتاريخ والدراسات الإسلامية على دخول قاعات دراسية من أجل تسجيل فيديوهات توثق تواجدهم.

محاولة اغتيال د. علي البريهي بإطلاق رصاص من قبل مسلحين على متن دراجة نارية، 13 فبراير. اعتقال د. مصطفى المتوكل في 30 أبريل في محافظة مأرب.

اختطاف د. أحمد إسماعيل مقبل 18 أبريل من حي الأندلس بالعاصمة صنعاء. وتواصل سلسلة الاعتداءات. د. محمد المأخذي رئيس ما يسمى بـ "الملتقى الأكاديمي" التابع لذراع إيران اعتدى على د. بسيم شايف الخرباش في 24 مايو داخل مكتبه وتهديده بالاعتقال والسحل.

احتجاز عدد من الأكاديميين بكلية الصيدلة على خلفية قضايا إدارية منهم د. محمود البريهي د. علي الكاف في 13 نوفمبر.

مجموعة من الطلبة حاصرت منزل د. توفيق العبيدي في سعوان، في 28 ديسمبر 2017.

اغتيال د. راجي أحمد حميدالدين، أستاذ فقه العبادات، بكلية الشريعة في 27 يناير 2018.

في 11 يونيو إصدار أوامر بإيقاف أكثر من 1300 من منتسبي جامعة صنعاء.

في 21 يونيو تم احتجاز (7) من أعضاء هيئة التدريس و(2) مرافقين في نقطة "نقيل يسلح" أثناء توجههم إلى مدينة عدن لغرض استلام رواتبهم في 19 يونيو د. خالد محمد الشميري، د. عبدالباقي النهاري، د. فازع المسلمي، د. عدنان الشعيبي، د. عبدالسلام المخلافي، أ.د. آمنه يوسف، برفقة زوجها فاروق الحضرمي وابنتهما.

ذراع إيران تقوم بفصل 160 أكاديميا من جامعة صنعاء دون العودة للإجراءات القانونية ولوائح الجامعات اليمنية في 3 أكتوبر.

في 13 نوفمبر 2018 الاعتداء على د. عدنان ياسين المقطري، من قبل مسلحي حراسة الجامعة وسحبه بالقوة وبصورة مهينة أمام طلاب الكلية.

الاعتداء على أ. عبدالله مرشد حسن محسن، في 21 يناير 2019 واختطاف د. يحيى العوامي في 25 أبريل. وفي 2 مايو مجموعة مسلحة تعتقل د.طارق عيسى المجاهد.

الاعتداء على أ.د. مصطفى الأصبحي في حادثة شروع بالقتل من قبل عصابة مسلحة في 29 يناير 2020 قبل أن يتم إسعافه إلى المستشفى.

الخلاصة

انهارت العملية التعليمية الأساسية والجامعية جراء هذه التعسفات والتدخلات وكانت النتيجة عدم قبول شهادات الجامعة وباقي الجامعات في الخارج. وعدم قبول أي شهادة إلا بعد وضع الاختبارات اللازمة والمشددة وإعلان اليمن ضمن الدول الفاشلة في التعليم.