النصع واجتماع القبائل.. أهم العادات المتوارثة الشبوانية في عيد الفطر المبارك

الجنوب - Saturday 15 May 2021 الساعة 09:04 am
شبوة، نيوزيمن، أبو بكر العولقي:

مع نهاية شهر رمضان المبارك، وبعد إخراج زكاة الفطر، يستقبل أبناء شبوة عيد الفطر بعد شروق الشمس بتأدية صلاة العيد، ثم الالتقاء مع العائلة والأصدقاء والجيران من أجل تبادل التهاني والتبريكات وتناول حلويات العيد المتنوعة.

 المظاهر تختلف من بلدٍ إلى آخر، سواء في الغرب أم الشرق، فلعيد الفطر المبارك ذكريات ساكنة في أعماق كل شخص خاصة أيام الطفولة والصبا، فما أكثر ذكريات العيد ولياليه الجميلة، وربما فقدت أعيادنا حاليا العديد من الطقوس التي كانت موجودة سابقا بفعل التطور التكنولوجي واختراق عصر العولمة للشعوب الإسلامية إلا أن اليمن بشكل عام بقيت على عاداتها وتقاليدها خاصة محافظة شبوة اليمنية.

مع بزوغ فجر أول يوم عيد الفطر الجميل تسمع أصوات التكبيرات والتهليلات تعلو من كل مأذنة مسجد وأصوات مختلطة بالكبير والصغير، يرددون التكبيرات من داخل المسجد قائلين، "الله أكبر الله أكبر، لا اله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد"..

ومع ذلك التكبير تكون المنازل قد جهزت زينتها وفتحت أبوابها ونوافذها لاستقبال ذلك الأداء الجماعي الجميل ونهوض جميع أفراد الأسرة من النوم وتظهر على وجوه الأطفال ابتسامة برئية بعد اردتاهم ملابسهم الجديدة.

لباس شبوة الشعبي

جميع أفراد الأسرة اليمنية ومع إشراقة يوم العيد يلبسون أفضل ملابسهم ويتزينون ويتعطرون ويخرج الرجال مع أطفالهم إلى الساحات لأداء صلاة العيد؛ ويفضل الشبوانيون الملابس الشعبية، فالرجال يلبسون معاوز شبوانية الصنع ويلبسون الشال واحياناً تعمل عمامة على الرأس بشكل دائري.

اجتماع القبائل في صلاة العيد 

يقوم أفراد القبيلة في أودية محافظة شبوة بتحديد مكان الصلاة والاتفاق عليه في مكان مفتوح بجانب الأودية مع نسيم الصباح الجميل، ويؤدون صلاة العيد في مكان يسمى "البرَاز" بفتح الراء، وبعد الانتهاء من صلاة العيد، يقبل الشبوانيون على بعضهم البعض ويقفون بشكل دائري تسلسلي في شكل يمثل روح الإخاء والتماسك الاجتماعي القبلي، فيتصافحون ويتعانقون وينسون خلافاتهم بكل حب واحترام وتكون المصافحة بالأيادي ولمس الوجه بالوجه.

وفي صباح العيد وبعد الانتهاء من"البرَاز"، تقدم أنواع الحلويات وجعالة العيد "نعنع العيد" وهي عبارة عن زبيب ولوز وفستق كما تأكل في بعض المناطق أيضاً التمور، ومن أبرز الوجبات صباح يوم العيد في الطعام وجبة المعصوبة مع العسل الجرداني ويتم تناولها بعد العودة من صلاة العيد وهي عادات قديمة وما تزال باقية بين أبناء شبوة حتى اليوم.

بعد الانتهاء من صلاة العيد يقوم المصلون بالتوجه إلى منازل كبار السن والمرضى بغرض السلام عليهم وتهنئتهم بالعيد، حيث يقدم أهالي المنزل العصائر المختلفة والمكسرات والمعصوبة مع العسل والسمسم البلدي للزوار.

هواية القنص "النصع" الجماعي

وأخيرا وليس أخرى يقوم الشباب من أفراد القبلية والأسر بالتجمع والذهاب إلى مكان خال من السكان بغرض التحدي وإطلاق الرصاص الموجه للهدف فيتوجه أحدهم لتثبيت النصع الهدف ومن يصب الهدف يسمى قناصا.

بعد صباحيات جميلة وقدوم وقت الظهيرة يقوم أفراد الأسرة الشبوانية بذبح الأغنام لاشتهارهم بتربية المواشي وبعد الانتهاء من الذبح يقوم بغليها وشويها حتى تكون جاهزة للأكل، فالطبخ الشبواني له نكهته الخاصة والرائعة.

لمة العصرية

يقوم كبار السن بالتجمعات لتبادل أطراف الحديث فيما بينهم والشباب كذلك على شكل جلسات مستقلة وتستمر هذة العادات طيلة أيام عيد الفطر المبارك.

ولا زالت وستبقى عادات وتقاليد شبوة في الأعياد تستمد قدسيتها من تلك المناسبات الدينية والقبلية التي لها آثار إيجابية كبيرة كالتصالح والتسامح ونسيان الخلافات وطيها.