أمن تعز بين مطرقة الجيش وسندان المسؤوليات الضبطية

السياسية - Monday 14 June 2021 الساعة 06:25 pm
نيوزيمن، كتب/ عبدالله فرحان:

بالعودة إلى جوهر مسؤوليات أجهزة الأمن ومهامها سنجدها أقرب إلى المدنية ذات ارتباط وثيق بالمواطن والحياة العامة، تتحمل مسؤوليات حماية المواطن والممتلكات العامة والخاصة، وتوكل لها قضائيا مهام الضبط ويطلق على مسؤوليها مسمى مأمور قضائي.

وبالتالي فإن التسليح والتجهيزات والتدريبات والقوة البشرية لدى أجهزة الأمن محدودة بما يتناسب مع طبيعة مهامها ونوعية العنصر المعادي وفرضيات معارك المواجهة المتوقع حدوثها.

خلافا للجيش الأكثر خشونة وبعدا عن المهام المدنية والضبطية والمختلف تماما في التسليح والتدريب، والبعيد أيضا في التموضع الجغرافي خارج المدن والتجمعات السكانية.

ومن خلال تلك الفوارق، فالمتعارف عليه مهنيا بأن الأمن يتعامل مع قضايا مواطنين ويخوض مواجهات في سقفها الأعلى ضد عصابات مسلحة نسبيا، وغالبا ما تستدعي تعزيزات من قبل الجيش كداعم ثانوي للأمن ووفق توجيهات المؤسسة الأمنية.

في تعز مؤخرا تغيرت تلك المعادلات تماما، فبكل أسف أصبح الجيش أو بالأصح مجاميع وجهات تابعة للجيش وبسلاح الجيش هي المطلوبة ضبطيا لدى الأمن مما يجعل معادلات الضبط غير متكافئة مطلقا. 

فكثير من الجرائم والجنايات مرتكبة من قبل جهات تابعة للجيش، وعلى أقل تقدير نسبة 70% من أوامر الضبط القضائية صادرة بشأن ضبط أفراد وجماعات في الجيش مما يجعل قوات الأمن عاجزة عن المواجهة وتنفيذ مهامها..

فعلى سبيل المثال، تجد قوات الأمن نفسها عاجزة تماما عن حماية المنازل الخاصة والمنشآت العامة أمام مداهمات واحتلال واعتداءات من قبل أفراد أو جهات منتمية للجيش وبسلاح الجيش.

مرات عديدة تكررت الاقتحامات المسلحة ضد هيئة مستشفى الثورة وبعض الأسواق والمقرات من قبل مجاميع وتشكيلات تابعة للجيش وقفت أمامها قوات الأمن عاجزة عن المواجهة والضبط.

معارك واشتباكات تدور من حين إلى آخر في أوساط الأحياء السكنية، فيما بين مجاميع تابعة للجيش تعجز قوات الأمن عن مواجهتها أو إيقافها أو ملاحقة مرتكبيها.

بكل أسف، تعجز قوات الأمن عن تنفيذ مهام الحماية لعدد من الكليات الجامعية والمعاهد التقنية والمدارس التعليمية في ظل استمرار احتلالها من قبل أفراد وجهات منتمية للجيش..

أعتقد أن لا حلول أمنية ممكنة إلا بقرارات قوية وشجاعة في الجيش، وتغييرات جذرية ومحاسبة مسؤولة، وإعادة انتشار وتموضع للألوية العسكرية خارج أحياء المدينة ليتمكن الأمن من تحمل مسؤولياته. 

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك