موجة نزوح لإخوان اليمن من تركيا نحو عمان.. مسقط الوسيط الذي يسعى لتثبيت وتوسيع نفوذ الحوثي

السياسية - Saturday 19 June 2021 الساعة 08:06 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

بدأت سلطنة عمان، مطلع يونيو/حزيران الجاري، مفاوضاتها الجدية للوصول إلى حل يوقف الحرب في اليمن بوصول وفد من السلطنة يرافقه عدد من القيادات الحوثية إلى صنعاء.

عمان في نظر اليمنيين إحدى الدول المقربة والداعمة لجماعة الحوثي، ومنذ بدء الحرب كان موقفها سلبياً إن لم يكن واضحاً في الوقوف إلى جانب الحوثيين، وقد كشفت تقارير أمنية سابقة عن تورط مسقط في تزويد الجماعة الحوثية بالسلاح والدعم المالي، أضف إلى ذلك استضافتها لقيادات الجماعة بصورة رسمية وعلاجها لجرحاها.

الوسيط العماني تدخل بطلب أمريكي، وهي (أمريكا) من أصبحت تدير الملف اليمني وتسعى إلى فرض إيقاف الحرب رغم تعقيدات الوضع، لكن الوساطة العمانية التي غادرت صنعاء الأسبوع الماضي على ما يبدو لم تصل إلى حلول مع قيادات الذراع الإيرانية.

لا تبدو عمان جديرة بالوساطة لحل النزاع في اليمن فهي طرف شبه رسمي في النزاع بدعمها للحوثيين، وحركات وجماعات وشخصيات مناهضة للتحالف والشرعية والانتقالي داخل المناطق المحررة.

لم يعد يخفى على أحد الدعم والتأييد العماني للمليشيات الحوثية الذي يأتي لتقارب عقائدي مع إيران، ولخلافات مع التحالف حول مناطق نفوذ مسقط داخل اليمن، لكن ما هو جديد هو دعم عمان لإخوان اليمن.

مؤخراً أصبحت عمان الملجأ الأخير لقيادات وشخصيات سياسية وإعلامية إخوانية تستضيفها مسقط وتقدم لها الدعم، وهي من تنخر جسد التحالف والقوى الفاعلة على الأرض التي تقاتل مليشيات الحوثي.

ووفقاً لمصادر خاصة، فقد وصل سياسيون وإعلاميون تابعون للإخوان إلى عمان منذ أكثر من شهر قادمين من تركيا، وقامت مسقط بترتيب أوضاعهم وبدأوا حملاتهم لمهاجمة التحالف والقوى على الأرض وتزييف الأخبار، وتشويه المناطق المحررة، وتلميع مناطق سيطرة الحوثيين.

وأكدت المصادر وصول شخصيات إعلامية عرفت بمناهضتها للتحالف والانتقالي والقوات المشتركة من بينها أنيس منصور وعادل الحسني وعلي البجيري وآخرون.

واعترف أنيس منصور بوصوله إلى مسقط في مداخلة قبل أيام على قناة "بلقيس"، في حين أكدت المصادر وصول شخصيات أخرى عقب تضييق أنقرة الخناق على الإعلام الإخواني في مصر واليمن.

استضافة مسقط لمناهضي التحالف ليس جديدا وهي التي تستضيف قيادات حوثي وبالإضافة إلى قيادات الاعتصام المهري الذي يطالب بطرد السعودية من المهرة، وكذلك احمد الميسري وصالح الجبواني وآخرين عرفوا بمناهضتهم للتحالف والقوى المحلية الموالية له، لكن الجديد استقبالها للإخوان، مما يضع علامة استفهام حول ما تريده مسقط من اليمن.

مراقبون يرون أن عمان التي تسعى إلى توسيع نفوذ مليشيات الحوثي تستقبل الإخوان لأجل التقارب مع الجماعة الحوثية وتسليم ما تبقى من مناطق لدى الإخوان للجماعة الإيرانية تحت ذريعة أن الإخوان هدف للتحالف ولن يكونوا جزءاً من مستقبل اليمن في حال انتصار الشرعية والتحالف.

وتوقع رئيس مركز سوث 24 "اياد الشعيبي" أن ينضم الكثير من نشطاء الإخوان إلى جماعة الحوثي.

وقال الشعيبي، في تغريدة له: "تزامنا مع أي اتفاق محتمل يقضي بفتح مطار صنعاء.. ستشهدون قريبا ظاهرة تحوّث واسعة لدى قطاع واسع من نشطاء إخوان اليمن.. فقط راقبوا".

لكن العبث العماني الذي يزداد يوماً بعد آخر في اليمن يفترض أن تتخذ الحكومة والقوى الفاعلة على الأرض وقبلهم التحالف خطوات جادة وشجاعة لإيقافه وعدم تركها تنفذ أجندة إيران في تمزيق البلاد وتسليمها للجماعة الإرهابية الحوثية تحت اسم "الوسيط المحايد".