الحوثيون على قائمة العار.. مطالبات باستثمار الإدانة الأممية لملاحقة منتهكي الطفولة

السياسية - Tuesday 22 June 2021 الساعة 09:55 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

أثار قرار الأمم المتحدة بتجديد إدراج مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، على اللائحة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال، غضب الجماعة، في حين قوبل القرار بارتياح يمني واسع لا سيما الأوساط الحقوقية.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قرر (الجمعة) تجديد إدراج الحوثيين على اللائحة الأممية السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال في تقريرها الصادر لهذا العام، 2021. وذلك بعد أن تم إدراجهم لأول مرة في عام 2007.

وردت المليشيا الحوثية على تجديد وضعها على اللائحة السوداء، ببيان متشنج وخال من اللغة السياسية، صادر عن ما يسمى "المكتب السياسي" للحوثيين، وتضمن ألفاظاً هابطة.

وحفل البيان الحوثي بألفاظ غير حصيفة من قبيل (تافهة) و(بوق) و(رخيص) و(سخافات) و(انحطاط نفسي وأخلاقي)، الأمر الذي عكس سخط قيادة المليشيا من المنظمة الأممية جراء هذا القرار الذي يعد أهم قرار أممي يدينها منذ انقلابها في 21 سبتمبر 2014م.

في المقابل عده حقوقيون، قراراً مستحقاً لجهة الجرائم الواسعة التي ارتكبتها المليشيا الحوثية بحق صغار السن، سواء عبر تجنيدهم للقتال أو باستهدافهم بالقصف والألغام وحرمانهم من حقوقهم الأساسية، كما من شأنه أن يفتح الطريق لجر قياداتها إلى منصات المحاكم الدولية.

الحوثي.. تاريخ طويل من انتهاكات حقوق الأطفال

ويقول حقوقيون إن جرائم مليشيا الحوثي بحق الأطفال، بما في ذلك التجنيد القسري، ليست حديثة خلال الحرب الحالية، وإنما بدأت منذ نشأة الجماعة في محافظة صعدة شمال اليمن، مرورا باستخدامهم في الحروب التي أشعلها تمرد مؤسسها الصريع حسين الحوثي في العام 2004 ضد الدولة اليمنية.

وبدأت المليشيا عمليات تجنيد الأطفال مع تأسيسها تحت مسمى "الشباب المؤمن"، الذي تحولت عناصره ومعظمهم من الأطفال، فيما بعد إلى مقاتلين خلال تمردها في عام 2004م.

وفي غضون اجتياح صنعاء والاستيلاء على مؤسسات الدولة بقوة السلاح في 2014، عملت ميليشيا الحوثي بوتيرة عالية على استقطاب وتجنيد الأطفال وإشراكهم في العمليات العسكرية، واستخدمت في سبيل ذلك المدارس والمساجد والمراكز الصيفية ووسائل الإعلام. 

ويشكل الأطفال النسبة الأكبر من قتلى مليشيا الحوثي، في الحرب، حيث جندت الآلاف منهم وزجت بهم إلى جبهات القتال مع القوات الحكومية والقوات المشتركة، في عديد من الجبهات مثل، جبهة الساحل الغربي وجبهة مارب وجبهة الضالع وجبهة حرض وميدي، وجبهة صعدة والحدود مع السعودية.

وإلى جانب عمليات تجنيد الصغار والزج بهم في جبهات القتال، تؤكد الأرقام والإحصاءات الصادرة عن عديد من المنظمات المهتمة بحقوق الأطفال، أن المليشيات الحوثية قتلت آلاف الأطفال في عدة مناطق يمنية خلال الحرب المستمرة منذ 6 سنوات.

ماذا بعد إدراج الحوثي في قائمة العار؟ 

ويقول حقوقيون، إن تجديد الأمم المتحدة، إدراج مليشيا الحوثي على قائمة العار لمنتهكي حقوق الأطفال، خطوة مهمة، لكن الأهم بنظر هؤلاء هو الكيفية التي يجب أن يتم بها التعاطي والتعامل مع القرار، والبناء عليه سياسيا ودبلوماسيا من جهة، وقضائيا وحقوقيا من جهة أخرى وصولا إلى محاكمة قيادات الحوثيين على جرائمهم بحق الطفولة.

وعلى وقع القرار الأممي أطلق العشرات من الناشطين اليمنيين حملة إلكترونية واسعة تحت وسم (الحوثي قاتل الأطفال)، لمطالبة المجتمع الدولي بتصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية، ومساعدة أطفال اليمن كي ينعموا بحقهم في حياة آمنة يحصلون فيها على الحد الأدنى من حقوقهم التي أهدرتها ميليشيا الحوثي.