البيضاء.. الحرب لم تبدأ بعد

تقارير - Monday 12 July 2021 الساعة 11:22 am
البيضاء، نيوزيمن، خاص:

جذبت محافظة البيضاء الأنظار إليها مجدداً منذ مطلع شهر يوليو الجاري مع اندلاع معارك ضارية أشعلت شرارتها الأولى مقاومة آل حميقان وقوات العمالقة بعملية عسكرية واسعة تكللت بتحرير مركز مديرية الزاهر تحول إلى دفاع مستميت للثبات على المناطق التي تم تحريرها. 

مليشيا الحوثي المنهكة على محيط مدينة مأرب الصحراوي والجبلي، احتاجت عدة أيام حتى استطاعت حشد مجاميع من جبهات القتال ومقاتلين آخرين من مديريات مثل السوادية ومدينة رداع ومن محافظتي ذمار وإب القريبتين من البيضاء لتلافي عدم سقوط مناطق أخرى وسط وجنوب البيضاء. 

تتخذ المليشيا الحوثية الاستراتيجية نفسها في نقل المعركة إلى أي جبهة شاءت دون أن يكون لقوات الجيش أي فاعلية لاستغلال النقص العددي للحوثيين في بقية الجبهات حتى أضحى ذلك كالعرف بين الطرفين أو "قواعد اشتباك" متفق عليها. 

كما تتخذ التكتيك الهجوم ذاته، حيث تركز هجومها على منطقة جغرافية محددة بأنساق بشرية متلاحقة كالأمواج تحت غطاء ناري وجوي كثيف وضربات صاروخية، ولا يعنيها كم عدد الذين تم تحييدهم من عناصرها بقدر ما يهمها الإجابة إيجابا عن سؤال هل تم تحقيق الهدف من الهجوم. 

فيما تعتمد المليشيا في حالة الدفاع بشكل كلي على حقول الألغام التي تزرعها حول مناطق سيطرتها ومواقعها وسواترها وثكناتها. 

ويمكن تقسيم ميدان معركة البيضاء حاليا إلى محورين رئيسين: الأول غربي وصلت ذروة اتساعه مديرية الزاهر وصولا إلى جبال حلموس في أطراف مديرية ذي ناعم قبل أن ينحسر إلى أجزاء واسعة من مديرية الزاهر، فيما المحور الثاني شرقي امتدت المعارك فيه من جبهة الحازمية وصولا إلى آل مظفر أولى مناطق مديرية البيضاء. 

وفيما استعاد الحوثي جزءاً مما خسره في زاهر آل حميقان بما في ذلك مركز المديرية، أظهرت جبهة الحازمية قدرة أعلى على تأمين المناطق التي تم تحريرها وإفشال الهجمات الحوثية المتوالية. 

ورغم سعادتهم بالانتصارات التي تحققت في معركة الزاهر، عبر عدد من أبناء مأرب عن خشيتهم من أن تكون ردمانا أخرى في إشارة إلى الانعكاسات الخطيرة للنكف القبلي الذي قاده الشيخ ياسر العواضي في مديرية ردمان بالبيضاء والذي أفضى في يوليو 2020 إلى سقوط ردمان مع جبهة قانية ومديريتين أخريين من مديريات محافظة مأرب المجاورة هما رحبة وماهلية وصولا إلى أطراف مديريات جبل مراد والجوبة والعبدية. 

لكن واقع الحال يؤكد امتصاص المقاومة والعمالقة صدمة الهجمات الحوثية التي حققت انتصارا محدودا في يوميها الأولين ولم تستطع بعدها تحقيق أي تقدم يذكر حتى اليوم في ظل نزيف هائل في عنصرها البشري، وهذا لا يعني أن انتصارات المقاومة والعمالقة بدون تضحيات فقد كشف أحد أبناء المنطقة عن 40 شهيدا وضعفهم جرحى في الأسبوع الأول من معارك الزاهر ضد مليشيا الحوثي. 

وكما هي المعارك على أشدها، فإن عمليات التحشيد الحوثي والتعزيزات إلى الزاهر والصومعة من قوات العمالقة وقبائل سرو حمير على أشدها أيضا. 

ووفقا لمصادر محلية توالت عمليات وصول التعزيزات البشرية والعتاد العسكري للعمالقة من الساحل الغربي ومجاميع قبلية من أبناء يافع. 


ما يعني أن المنطقة مقدمة على معارك ضارية لن تتوقف في الزاهر والصومعة بل قد تنتقل إلى أبعد من ذلك مثل مديرية ذي ناعم ومدينة عوين ومفرقها فيما ستكون معركة تحرير مدينة البيضاء -إن واصلت المقاومة والعمالقة إحكام تطويقها- هي أم المعارك والتي يتمنى اليمنيون أن يكون عيدهم عيدين بتحريرها مع حلول عيد الأضحى المبارك.