أهي خيانة أم اتفاق مع الجماعة يا الشرعية؟

تقارير - Saturday 31 July 2021 الساعة 09:22 pm
نيوزيمن، كتب/ فيصل الصوفي:

حكاية مصدرها غير معروف، أرسلت إلينا من أصحاب ساخرين، بأسانيد وألفاظ مختلفة، ولكل شيخ طريقة.. مضمون الحكاية، أن قائداً عسكرياً رفيع المستوى، كان ومساعده يتقدمان المقاتلين في جبهة مأرب.. كان القائد يزحف على بطنه، وقريب منه مساعده يزحف مثله، فلاحظ أنه قد وشم جلد ذراعه بالصرخة الحوثية! سأله القائد: ما هذا؟! قال: يا فندم، أنتم تعرفون أننا عرضة للأسر، فقلت أرسم الصرخة على ذراعي، فإن لو أسرنا -لا قدر الله- أقول لهم أنا منكم ومعكم! قال له طيب، لو انتصرنا على الحوثيين، قال: لو انتصرنا عليهم يا فندم اقطعوا يدي هذه!

ومثل كل المرويات الشفهية التي تكبر وتتلون، تنسب هذه الحكاية لهادي ونائبه، كما نسبت للقائد العسكري أمين الوائلي وقائد كتيبة، ورويت مرة باسم الوزير المقدشي وقائد المنطقة العسكرية الثالثة.. والمهم عندنا دلالتها، فهي تفسير شعبي عفوي لتراجع قوات الشرعية التي كانت ذات يوم على مقربة من صنعاء، فصارت ميليشيا الجماعة الحوثية اليوم على مقربة من قلب مأرب، وتتهيأ لشبوة، بعد الاستحواذ على البيضاء، بفضل حزب الإصلاح الذي يدافع بحماس عن الشرعية، ويسبقها إلى الجماعة الحوثية، ليضمن مستقبله، ويحفظ ممتلكاته، ويسترد جمعياته.

ودلالة الحكاية، غير بعيدة عن ما حدث في البيضاء.. الزاهر- الصومعة- الحازمية.. كان المقاومون الحميقانيون قد استعادوا الزاهر، ومضوا قُدماً، وكادوا يصلون إلى قلب محافظة البيضاء، وبعد أيام قليلة انتهى كل شيء، وقبل يومين ذهب أبو علي الحاكم إلى آخر تلة في جنوب البيضاء لالتقاط صورة تذكارية استفزت السلطان اسكندر آل هرهرة، الذي شعر أن ميليشيا الجماعة الحوثية تقترب من يافع السيف!

حسب قول العميد حسين العمري، محور البيضاء العسكري لديه ستة ألوية عسكرية، مكونة من ثمانية عشر ألف مقاتل، لم يشارك منها أي لواء في تلك المعارك.. إذن، ليذهب أبو الحاكم حيث ما شاء لالتقاط صور تذكارية ما دام في الأمر (إن..).

لم تفسر لنا الشرعية هذا التراجع المخيف، لم تصارح المواطنين حول الذي حدث، وما الذي يحدث بالضبط؟ تظهر مقاومة شعبية في حجور فتهب ريح التغريدات والتصريحات الشرعية، لتملأ صدور الناس بالأمل، ثم يلي ذلك صمت مخيف يدل أن ميليشيا الجماعة الحوثية وأدت تلك المقاومة.. حدث مثل هذا بالنسبة للمنتفضين في حيمة تعز، ومؤخراً في البيضاء.. ولأن الشرعية صم بم، ما زلنا ننتظر الكلمة الأخيرة من قيادة مقاومة آل حميقان، ففي البيان الذي أصدرته يوم 16 يوليو قالت (سيتم كشف الحقائق كاملة)، بشأن تآمر وخيانة تسببت في الانكسار. بعد أن تحدثت في ذلك البيان عن (مؤشرات خطيرة حدثت خلال فترة صمودنا والتهميش المتعمد لجبهاتنا الصامدة ومحاولة اختراق صفوفنا).

نقول إن الصيد في جوف الأسد.. لدى آل حميقان، بحكم أنهم الذين قاموا بذلك العمل الجبار، لكنهم خُذلوا.. على الرغم من أننا قد عرفنا مكان بعض الصيد.. فهذا الخضر المحافظ - قائد المحور العسكري في محافظة البيضاء، أفشى مضمون رسائل هاتفية جرت بينه وبين وزير الدفاع محمد المقدشي، تفيد أن هذا الأخير قال إن الشرعية لن تتدخل في البيضاء قبل خروج قوات ألوية العمالقة الجنوبية منها، وقبل أن تسلم المقاومة الحميقانية المناطق التي استعادتها بعد كسر ميليشيا الجماعة الحوثية فيها، إلى الشرعية.. وقال له الوزير أيضا لا تتصل بي بشأن تعزيز المقاومة الشعبية في جبهات البيضاء.. بعد يوم من تصريح المحافظ- قائد المحور، أصدر الوزير المقدشي يوم 7 يوليو قراراً انتزع بموجبه المحور من المحافظ الخضر وأسند قيادته إلى ضابط برتبة عقيد، هو أحمد حسين محمد النقح قائد اللواء 117.

كان أمكر الحوثيين، أبو علي الحاكم، يتكتك ويدبر ويجهز ويحشد، ويهز قحوفه، والشرعية تكيل لمقاومة آل حميقان تغريدات وأخباراً سارة.. وقد قرأنا تغريدات المسئولين العسكريين والمدنيين، وكان أكثرهم تغريداً الوزير معمر الإرياني بحكم أنه وزير سياحة وإعلام وثقافة وكل شيء.. وثمة تغريدة وحيدة لرئيس مجلس النواب، مشحونة بانفعالات عاطفية، وفكهة: (البيضاء بيض الله وجهها، قلعة صمود، تواجه الأعداء بكل شجاعة، واتصالاتي اليوم بكثير من القادة العسكريين والميدانيين أكدوا أن الجبال الرواسي لا تهتز، وأن النصر آت بإذن الله، وأن راية الجمهورية سترفع خفاقة في سماء اليمن، ويسقط المشروع السلالي والإيراني، تحية لأبطال الجو من أشقائنا بالمملكة)، فقال عامر الحميقاني -الناطق الرسمي باسم مقاومة آل حميقان، نحتاج دعما، تعزيزا، وإسنادا، لا نحتاج اتصالات يا اصحابنا.. تحركوا وطالبوا القيادة بإشعال جميع الجبهات بحكم انكم سلطة الشعب لو (تشتوا) راية الجمهورية ترفرف، فميليشيا الجماعة الحوثية ‎ تلقت تعزيزا بشريا قوامة ثلاثة آلاف مقاتل خلال أربعة أيام، ونحن محاصرون ونفتقر للذخيرة.

بقي لنا مصارحة المجلس الانتقالي الجنوبي.. النقاط الأمنية التابعة لقوات الحزام الأمني في يافع سجنت مقاتلين من الصبيحة، وآخرين من المقاومة الوطنية كانوا متجهين لغوث المقاومة من آل حميقان.. تم رد أربع سرايا عسكرية من حيث أتت، بينما كان الحوثيون يعززون قواتهم وأسلحتهم.. تم حظر تزويد مقاومة آل حميقان بالذخيرة، فكان ذلك من أسباب الانتكاسة، وفقاً لتفسير العقيد في ألوية العمالقة حسن فضل الصلاحي.. ندرك أن المجلس الانتقالي لديه حساسية من وجود أي قوة عسكرية (شمالية) في الجنوب، لكنه يبالغ في هذه الحساسية، وقد اتخذ خصومه -الجنوبيون خاصة- من إجراءات قوات الحزام الأمني ذريعة كافية للتوكيد أن ادعاءاته بشأن مناضلة الجماعة الحوثية هي مناورة، ولا تعبر عن موقف جدي، وقد بلغ الوسواس بقوات الحزام الأمني في يافع (العر)، أنها اعتقلت زعماء المقاومة الحميقانية (عبد القوي عبدالله الحميقاني، عبدالعزيز عبدربه الحميقاني، محمد الحسين الحميقاني وآخرين)، وكانوا عائدين من عدن إلى موطنهم، ولم تفرج عنهم إلا في اليوم التالي، وبوساطة قيادة التحالف العربي في اليمن.