عاشوراء في زمن كورونا.. اختبار خضوع الشعب لسلطة الولاية وإسقاط الجمهورية

الحوثي تحت المجهر - Saturday 21 August 2021 الساعة 09:45 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

سجلت مستشفيات حكومية في صنعاء، خلال الأيام القليلة الماضية، عشرات الوفيات بأمراض مشابهة لأعراض فيروس كورونا المستجد covid-19، الذي تتكتم مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- على مستوى انتشاره وحجم ضحاياه منذ اقرارها بتفشي الوباء في صنعاء والمحافظات المجاورة لها في أبريل/ نيسان عام 2020م.

وكشفت مصادر عاملة في القطاع الصحي بصنعاء لـ(نيوزيمن) عن تسجيل أكثر من 3 وفيات داخل أكثر من أسرة واحدة خلال فترة زمنية وجيزة، بينهم شقيق طبيبة يمنية وآخران من أقاربها، ما يرجح تفشي جائحة فيروس كورونا مجددا في صنعاء.

وفي جامعة صنعاء أفادت المصادر لـ(نيوزيمن) بوفاة استشاري التخدير بكلية طب جامعة صنعاء، الاستاذ الدكتور محمد القاضي، متأثراً بأعراض فيروس كورونا الذي حصد قرابة 120 طبيباً يمنياً منذ اكتشاف اول حالة اصابة في ابريل/ نيسان العام الماضي.

وتتجاهل مليشيا الحوثي، التي تدير وزارة الصحة العامة والسكان، تحذيرات الأمم المتحدة، من موجة ثالثة لفيروس كورونا باليمن، ولجأت إلى التكتم على الوباء والتقليل من خطورته، وتزعم قيادات في صفوف الجماعة في اجتماعات عامة أن فيروس كورونا المستجد "صناعة أمريكية"، لمنع المسلمين من أداء فريضة الحج.

وعلى عكس تعليمات منظمات الصحة العالمية بشأن الإجراءات الوقائية المتبعة عالميا للوقاية من كوفيد- 19، مثل ارتداء الكمامات والتزام التباعد الاجتماعي، تغامر مليشيا الحوثي بارواح المواطنين في مناطق سيطرتها بإقامة فعاليات احتشادية وتجمعات مناسباتية ذات أبعاد ودلالات مذهبية وطائفية في أماكن ضيقة.

تحشيد حوثي طائفي في ظل كورونا

وفي هذا السياق، تجهّز مليشيا الحوثي لإقامة فعالية احتشادية عصر يوم الخميس 19 أغسطس/ اب الجاري بصنعاء، وذلك بمناسبة (ذكرى عاشوراء)، ودعت في بيان لها إلى أهمية المشاركة الجماهيرية في هذه الذكرى والتأكيد على ما تسميه بـ(استمرار الصمود والثبات في مواجهة قوى الاستكبار العالمي)، وتختبر مليشيا الحوثي مصداقية وولاء منتفعين منها بإثبات حضورهم في مثل هذه الفعاليات.

وتاريخياً، فإن الـ10 من محرم هجرية، أو يوم عاشوراء يذكّر بمعركة كربلاء وتسمى أيضا بواقعة الطف، وهي معركة حدثت سنة 61 للهجرة، بين قوات تابعة للإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين، وجيش تابع للخليفة الأموي يزيد بن معاوية بن الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان.

وحسب موقع (معرفة) الثقافي، تعتبر هذه المعركة من أكثر المعارك جدلا في التاريخ الإسلامي، وكان لنتاجها آثار سياسية ونفسية وعقائدية لا تزال موضع جدل، وكان لها دور محوري في صياغة طبيعة العلاقة بين السنة والشيعة عبر التاريخ، حيث أصبح يوم وقوع المعركة، رمزاً من قبل الشيعة حسب اعتقادهم "لثورة المظلوم على الظالم".

موجة ثالثة وحصيلة يومية قياسية

ويأتي التحشيد الحوثي هذا بالتزامن مع تسجيل اليمن 37 إصابة جديدة بفيروس كورونا يوم الثلاثاء 17 اغسطس/ آب الجاري، في أكبر حصيلة معلنة خلال الموجة الثالثة من الوباء في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا.

وحسب اللجنة الوطنية للطوارئ لمواجهة كورونا في عدن، فقد ارتفع بذلك إجمالي عدد الإصابات في المناطق التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، إلى 7347 إصابة، توفي منها 1407 حالات، بينما تعافى 4543 حالة. ويُعتقد بأن عدد الإصابات الفعلي في اليمن أعلى من ذلك بكثير.

وحذرت الأمم المتحدة، مطلع أغسطس/آب، من موجة ثالثة لفيروس كورونا باليمن مع تدني نسبة الحاصلين على اللقاح المضاد للفيروس، كما تسببت الحرب المستمرة منذ أكثر من ست سنوات ونصف في تقويض النظام الصحي، وجعلت الملايين من السكان يعانون من المجاعة وسوء التغذية.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: "زادت حالات الإصابة بالفيروس خلال الأيام الأخيرة، مع مخاوف من دخول البلاد موجة ثالثة".