إب.. استنزاف المقدرات وتدمير البنية التحتية هدف المليشيا الحالية ونهج إمامي قديم

الحوثي تحت المجهر - Saturday 21 August 2021 الساعة 11:41 am
إب، نيوزيمن، خاص:

يستعد محمد عمران، 26 عامًا، لإقامة فرحه خلال أغسطس/آب الجاري، لكنه عاجز عن توفير كثير من ضروريات الفرح.

يقول ل"نيوزيمن"، على قدر العناء الذي واجهته طيلة سنوات الجامعة إلا أنني استطعت إيجاد بقعة أمل لاستمرار الحياة فيها.

يضيف، أعيش في محافظة تنام وتستيقظ كل يوم على مشاهد القتل والنهب ومظاهر الترف وأشكال الفساد، ولا أجد أي تفسير لكل ما يجري. هناك شيء خطأ يجري في هذه الجغرافيا المترامية.

يختم بقوله، المحافظة تتعرض لاستنزاف كل مقدراتها وتغيير هويتها وتدمير بنيتها كاملة من منشآت طبية وتعليمية وآثار وتغيير معالم حتى الأرض. ما يحدث وراء الكواليس أكبر مما نتابع ومما نتصور.

الشباب والتعبئة

تكرس قيادات متحوثة من أبناء المديريات بدعم وتوجيهات قيادات من صعدة وعمران جهودها وطاقتها لتجنيد الشباب وتحريضهم على الذهاب للجبهات مقابل مبالغ مالية زهيدة ووعود كاذبة يسبقها توعية ومحاضرات مكثفة حول الهوية الإيمانية.

لا يتوقف الأمر على نهب الإيرادات وحسب، بل يتعدى ذلك استهلاك فئة الشباب والنشء كهدف أساس من أهداف تلك القيادات.

مؤخراً ذكرت التقارير أن المليشيا قامت بتجنيد عشرات من أبناء مديرية العدين لتعويض خسائرها من المقاتلين الذين سقطوا خلال المواجهات الدائرة مع قبائل مأرب منذ عام تقريبا ونتيجة لضربات طيران التحالف.

انتهاكات بالجملة

يفوق جانب الانتهاكات في محافظة إب من قبل ذراع إيران كل التوقعات، حيث تشهد المحافظة بشكل يومي عمليات قتل وتعذيب واختطاف وتهجم على منازل المواطنين ونهب للأراضي.

خلال اليومين الماضيين نشرت تقارير لمنظمات عن رصدها ما يقارب 700 انتهاك خلال النصف الأول من العام الجاري 2021 قامت بها المليشيا.

الانتهاكات، بحسب التقرير، تنوعت ما بين القتل والإصابة والاختطاف والتعذيب في السجون والسطو والتجنيد الإجباري. إضافة لحملات نهب، استهدفت مواطنين وتجاراً لإجبارهم على تقديم الدعم لصالح العديد من المناسبات ذات الصبغة الطائفية.

تحذير من المستقبل

أكاديمي، فضل عدم ذكر اسمه، قال ل"نيوزيمن"، محافظة بهذا الحجم يتحكم فيها مجموعة مشرفين جاؤوا من خارجها لا يتجاوز عددهم ال20، هذا لأن كل الذين في الداخل يعملون كمساعدين مخلصين.

وأشار إلى نقطة مهمة فيما يخص مستقبل المحافظة وأبنائها بأن السنوات القادمة في حال استمرت سيطرة المليشيا سوف نشهد مدينة مختلفة هشة تحكمها العصبيات المذهبية وتصاعد غير مسبوق في الجريمة.

وأضاف، نحن أمام مشهد كارثي ما لم تحدث معجزة أو يكون هناك مشروع تقدمه قيادات وقوى حية من أبناء الشعب.

وحذر من أن الحوثيين يدركون جيدا الكثافة السكانية للمحافظة، لذلك يدفعون باتجاه توظيف وتجنيد هذه القوى ومحاولة غسلها بمحاضرات ثقافية مفخخة.

تصرفات غريبة

في إب تحدث تصرفات وانتهاكات غريبة لا تتوقف عندها السلطة المحلية أبدا لحلها، الأمر الذي يدفع لمزيد من التجاوزات.

مؤخراً، تناقل ناشطون صورًا قيل إنها كانت غرف حمامات إحدى مدارس البنات وهي "مدرسة الشعب" بمنطقة "شبان" تم تحويلها إلى مخزن لمادة الديزل الخاصة بمولدات أحد المستثمرين وحرمان ما يقارب 500 طالبة من الاستفادة من تلك الحمامات.


في ذات السياق، تم مصادرة حوش المدرسة نفسها بالكامل وتأجيره كموقع لوائتات الماء وإصدار أوامر بإلغاء طابور الصباح.