مجلة بريطانية: أميركا تؤسس دولاً فاسدة مصيرها الانهيار

العالم - Monday 23 August 2021 الساعة 06:02 pm
نيوزيمن، ذي إيكونوميست:

قالت مجلة ”ذي إيكونوميست“ البريطانية، إن الولايات المتحدة لا تزال مستمرة في دعم الأنظمة العميلة الفاسدة وآخرها في أفغانستان، معتبرة أن ظهور الفشل في أفغانستان يؤكد بأنها لم تتعلم من دروس فيتنام.

وأضافت المجلة البريطانية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، الاثنين، ”فور إعلان الولايات المتحدة أنها لن تنقذ الدولة العميلة التابعة لها، فقد تطورت الأمور سريعاً.. فبينما سيطر الأعداء (حركة طالبان المتطرفة) على الإقليم تلو الآخر، خلع الجنود الحكوميون زيهم الرسمي، وهربوا من مواقعهم“.

وانتقدت المجلة البريطانية الجيش الوهمي بأفغانستان وفساد قياداته العسكرية.

وأوضحت أنه ”على الورق، فإن الجيش الأفغاني كان يملك مئات الآلاف من المقاتلين المسلحين جيداً، ولكن في الواقع فإن القليل من القادة أصحاب الولاء كان يتعين عليهم شراء الأسلحة من ضباط الإمداد بطرق ملتوية، ويدفعون لهم أموالاً مقابل الحصول على الدعم المدفعي“.

وتابعت ”قاتلت القوات الخاصة جيداً، ولكن القوات النظامية لم يكن لديها قادة أكْفاء على الصعيد السياسي، لم يحصل الجنود على أجورهم، بينما كان المسؤولون يسرقون الميزانيات العسكرية".

 وبينت ”ذي إيكونوميست“ "ان المواطنين تمسكوا بولائهم للعائلات والقبائل، وليس للحكومة الفاسدة، التي عملت على الإضرار بهم وليس مساعدتهم“.

وأردفت ”حدث هذا السيناريو في جنوب فيتنام عام 1975، وتكرر مرة أخرى الأسبوع الماضي في أفغانستان".

وعدت أوجه التشابه بين الانهيار في فيتنام وأفغانستان بأنها مدهشة، وتتجاوز الإخفاقات الاستخبارية والخطابات الكاذبة والحلفاء الذين تم التخلي عنهم.

 ومضت قائلة: "وفي نهاية المطاف سقطت كلتا الدولتين بسبب الفساد العميق، وهو مرض قديم تتعرض له مشاريع بناء الدولة الأمريكية“.

وأشارت إلى أن الفساد يُعرف عادة على أنه استغلال الوظيفة العامة للحصول على مكاسب خاصة، وتعتبر الرشوة هي المثال الأبسط على الفساد. 

ونقلت المجلة البريطانية عن أحمد شاه كاتاوازاي، الدبلوماسي الأفغاني السابق قوله، ”من شهادة الميلاد إلى شهادة الوفاة، وخلال الحياة بشكل عام، فإنه يتعين عليك دفع رشوة بطريقة أو بأخرى“.

وذكرت المجلة أن ”كاتاوازاي“ تعرض للإقالة من منصبه، بعد كتابة مقال أدان خلاله الفساد الحكومي.

واستطردت ”هذا الفساد يخلق شبكات المحسوبية، التي تهدد سلامة الدولة.. ويصبح الهدف الرئيس للمسؤولين ليس تنفيذ المهام التي كُلفوا بها من جانب مؤسساتهم، ولكن نهب الإيرادات لتوزيعها على عائلاتهم وأصدقائهم".. 

وأفادت أنه "حتى قبل الغزو الأمريكي، كانت أفغانستان تُدار بواسطة شبكات المحسوبية التي يقودها أمراء الحرب الإقليميون“.

وقالت ذي إيكونوميست ”بدلاً من أن تقوم الولايات المتحدة بتفكيك هذه الشبكات، فقد عززتها من خلال دفع أموال لأمراء الحرب في محاولة للحفاظ على السلام.. سرعان ما ازداد غضب الأفغان من فساد الحكومة وأصبحوا أكثر ترحيباً بطالبان“.

ورأت أن إنفاق الكثير من الأموال في الدول الفقيرة يؤدي إلى الفساد، مبينة أنه في كل من جنوب فيتنام وأفغانستان، تسبب التدفق الهائل للدولارات الأمريكية في زيادة التضخم؛ ما أدى إلى تراجع شديد في رواتب موظفي القطاع العام.

 وزادت بالقول، ”تتمحور إحدى توصيات خبراء مكافحة الفساد على ضرورة أن تكون المساعدات في دول مثل أفغانستان محددة بشدة، وأن تركز على الإنجازات بدلاً من حجم المنح".

وختمت المجلة البريطانية تقريرها قائلة "تعتبر الولايات المتحدة من بين أغنى دول العالم وأكثرها مثالية، وفي وقت لاحق يمكن أن تتدخل لإنقاذ دولة أخرى تعاني بشدة، ولكن إذا لم تتعلم أن الدولارات لا يمكنها بناء حكومة حقيقية، فقد ينتهي بها المطاف إلى تشكيل حكومة أخرى ملوثة بالفساد والخداع“.