الإسكندرية.. مدينة مليئة بالدهشة والجمال والتحف الأثرية

العالم - Wednesday 17 November 2021 الساعة 09:44 am
القاهرة، نيوزيمن، محمد عبده الشجاع:

الوصول إلى الإسكندرية من القاهرة يكون عبر  المواصلات الحديثة من الطريق الصحراوي أو بالقطار وهي رحلة ممتعة ترافقك فيها قنوات النيل ومزارع الجوافة والذرة الصفراء وقصب السكر وبعض البيوت القديمة والأسوار المتهالكة.

الكنائس وأجراسها على امتداد الطريق، الجوامع ومناراتها تبعث الروحانية، فبين مسافة ومسافة عناق بديع بين هلال وصليب وريف جميل بكل مكوناته.

مدينة مذهلة سنتوقف عند بعض مظاهرها قبل الحديث عن المتحف، مظاهر تتميز بها وتفاصيل قد تبدو بسيطة لكنها لافتة تمنح المكان والمدينة طابعًا مغايراً وفريدًا وفنتازيا مبهجة بعيدًا عن ضجيج الرأسمالية وزحام الوجوه المتقلب.

الإسكندرية من المدن العجيبة التي عاشت كثيراً من الأحداث والتناقضات والصراعات الطويلة عبر مراحل من التاريخ الممتد إلى ما لا نهاية.

إضافة إلى أنها كانت همزة وصل وواجهة لكثير من جنسيات العالم وبوابة مفتوحة للأطماع الاستعمارية والأجنبية عمومًا.

أسسها الإسكندر الأكبر في 331 ق.م. كمدينة يونانية. وقد أصبحت في عام 250 ق.م. أكبر مدينة في حوض البحر الأبيض المتوسط. وضع تخطيطها المهندس الإغريقي دينوقراطيس.

كما أنها ظلت مسرحًا لكثير من التطورات وبقعة تقف وجها لوجه ليس فقط في مقابلة الحضارة اليونانية والإغريقية بعظمتهما، بل مع كل تلك الأمم التي برزت والحضارات منها الإمبراطورية العثمانية والرومانية ومن بعدهما الاستعمار الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت والبريطاني أو لنقل الحضارة الغربية برمتها حتى يومنا هذا.

مدينة اندثر معظم تاريخها نتيجة الزلازل التي لا تزال تضربها حتى اليوم قادمة من جزيرة صقلية وقبرص ومن الضفة المقابلة والفيضانات وعدد من عوامل الصراع ودوالي الحضارات منذ الفراعنة وحتى الحضارة الإسلامية.

مدينة تمثل تحفة سياحية

لا يكفي أن تكون مدينة جمال عبد الناصر التي ولد فيها بالمناسبة، بل أصبحت ذات يوم واحدة من أهم المدن التي يحكمها ناصر؛ في إطار الدولة المصرية الحديثة، ومنها أيضا تم إعلان تأميم "قناة السويس"، والانتفاضة ضد المستعمر وهي مدينة أحمد عرابي وأحمد سامي البارودي ومنها تم التصدي للاحتلال البريطاني الفرنسي الذي تآمر على مصر واجتاحها. 

كانت عاصمة مصر قبل القاهرة وهي أكبر المدن اليوم بعد القاهرة، وظلت لقرون وعقود طويلة مركز إشعاع ثقافي وحضاري، كما تمثل أهمية اقتصادية نظرا لكمية استقبالها للواردات عبر الموانئ البحرية ومطاراتها الجوية.

يمتد ساحلها ل32 كيلو مترا أي 20 ميلا، ويشكل تحفة سياحية وشريطا مليئا بالدهشة والروعة، تتلاطم فيه أمواج المتوسط وكأنها تأتي بأخبار أوروبا كلها وتسرد قصص الأبطال والمغامرين وهجمات الغزاة.

اشتهرت فيها منارة الإسكندرية قبل أن تندثر وفيها قلعة قايتباي التي لا تزال تحتفظ برونقها وصلابتها أمام أمواج المتوسط العاتية. كما اندثرت فيها مدن ومآثر تاريخية عريقة خلفها الغزاة الفرس والعثمانيون وغيرهم.

عصور المتحف القومي

يحتوي المتحف على ما يزيد عن 1800 قطعة أثرية تمثل معظم العصور التي مرت على المدينة التي تأسست في العام 332 ق.م، بحسب موسوعة ويكبيديا.

مبنى المتحف عبارة عن قصر سابق لأحد تجار الأخشاب الأثرياء في المدينة وهو "أسعد باسيلي"، الذي قام بإنشائه على طراز المعمار الإيطالي.

بيع القصر في عام 1954 للسفارة الأمريكية بمبلغ 53 ألف جنيه مصري، واشتراه المجلس الأعلى للآثار المصري بمبلغ 12 مليون جنيه مصري، ليحوله بدوره إلى متحف قومي للمدينة، افتتحه الرئيس المصري حسني مبارك في 1 سبتمبر / 2003.

تتنوع القطع المعروضة ما بين العصر الفرعوني والعصر البطلمي الذي ازدهرت فيه الإسكندرية ثم العصور الرومانية والبيزنطية والقبطية حتى الإسلامية وصولا إلى العصر الحديث بدءا من عصر أسرة محمد علي باشا وانتهاء بثورة 23 يوليو العام 1952.

التاكسي الأصفر القديم

تفرق الإسكندرية عن العاصمة المزدحمة القاهرة بالكثير من الأشياء والمميزات وحتى الوجوه كونها مدينة ساحلية وشريطا ممتدا بكامل أناقته وهندامه ونظافته.

التاكسي الأصفر القديم يجوب الكورنيش والشوارع الداخلية متميزا عن بقية السيارات الحديثة بلونه وكلاسيكيته.

التروماي أسهل وأرخص المواصلات ب2 جنيه ونصف تستطيع الوصول من أول المدينة إلى آخرها. مؤخرا تم إضافة تروماي حديث وهو قصير مقارنة بالقديم وسعره 5 جنيهات أي أنه أشبه بميكروباص طويل.


في الصيف تتحول المدينة إلى خلايا نمل يتدفق الزوار من كل مكان وخاصة من القاهرة، ومع دخول شتائها الأوروبي تهدأ كأن على شواطئها الطير تصبح الحركة أقل سلاسة.