مكافحة السّمنة.. مؤتمر حوثي في زمن المجاعة

الحوثي تحت المجهر - Thursday 09 December 2021 الساعة 08:36 am
صنعاء، نيوزيمن:

على وقع تصاعد مؤشرات المجاعة إلى نحو 80% من سكان اليمن، وارتفاع أسعار المواد الغذائية لمادتي القمح والدقيق، لم تجد مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- من مخاطر محدقة باليمنيين في صنعاء والمحافظات المجاورة لها سوى السمنة لتنظّم لها مؤتمراً على مدى يومين متتالين.

المؤتمر الحوثي الذي نظمه مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا بإشراف مليشيا الحوثي، زعم انتشار "السمنة بشكل مخيف في كل المجتمعات، بما فيها مجتمعنا اليمني"، وعزا ذلك إلى "انتشار مطاعم الوجبات السريعة".

وفي افتتاح المؤتمر يوم الثلاثاء 7 ديسمبر/ كانون أول بصنعاء، قال القيادي الحوثي المعين بمنصب نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، علي شرف الدين، إن العلم الحديث "أثبت أن السمنة المفرطة هي بسبب الزيوت المهدرجة والدقيق الأبيض والسكر".

واتهم شرف الدين الغرب بترويج ما قال إنها معطيات كاذبة عن السمنة "منها أن السبب الرئيس للسمنة هي الشحوم الموجودة في اللحوم"، زاعماً "أن الشحوم والدهون المتواجدة في اللحم هي مفيدة للإنسان وغنية بكثير من المعادن".

وجاءت الفعالية الحوثية في ظل استمرار تفاقم أزمات المشتقات النفطية والغاز المنزلي وارتفاع أسعار هذه المواد متجاوزة القدرة الشرائية للمستهلكين، وفي ظل استمرار نهب مليشيا الحوثي لمرتبات موظفي الدولة منذ سبتمبر/ ايلول 2016م.

وأثارت الفعالية الحوثية سخرية وتندّر نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي ومتابعين ومهتمين، معتقدين أن الفعالية التي تناقش قضية السّمنة يرجح أنها تستهدف بالدرجة الأولى مشرفي مليشيا الحوثي وقيادات الجماعة.

وفيما تعاني قيادات مليشيا الحوثي ومشرفوها تخمة ملحوظة وإنفاقا ترفيا على قيمة الوجبات الغذائية وتعدد الزوجات وإنشاء عمارات شاهقة، تتسع بالمقابل رقعة الفقر في أوساط اليمنيين، بات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليونا، بحاجة إلى مساعدات، وفقا لتقارير أممية.

وفي آخر جرعة سعرية لها، رفعت المليشيا الحوثية سعر كيس القمح 50 كيلوجراما من 14 ألفا إلى 15 الف ريال كسعر غير مستقر وقابل للزيادة من سوق لآخر ومن محافظة/ مديرية لأخرى في أسواق صنعاء والمحافظات المجاورة لها.

وفي آب/ اغسطس الماضي حذر البنك الدولي، من أن نحو 70% من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة يواجهون خطر المجاعة.

وقال البنك في تقرير له، إن الصراع الدائر في اليمن منذ أكثر من 6 سنوات خلّف ما لا يقل عن 24.1 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، بينهم 12.3 مليون طفل و3.7 ملايين نازح داخليًا.

وأكد التقرير الدولي أن الصراع دمر الاقتصاد اليمني، حيث انخفض إجمالي الناتج المحلي بمقدار النصف منذ 2015، ما وضع أكثر من 80% من إجمالي السكان تحت خط الفقر.

وقبله حذرت الامم المتحدة، من أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في اليمن -لما يصل إلى 200% عن مستويات ما قبل الحرب- جعل الغذاء بعيدًا عن متناول الملايين مما يدفع بالبلد نحو مستويات خطيرة وغير مسبوقة من المجاعة.