رموه لجحيم مأرب.. كيف أفنى الحوثيون حياة "التوهمي" بطل الجمباز؟

الحوثي تحت المجهر - Friday 17 December 2021 الساعة 03:56 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

ما كان ينبغي لهذا الجسد الغض وغيره من الأبرياء أن يهلك بهذه الطريقة. 

حلمه دوما اللعب والقفز والمبارزة بين أقرانه، بل والمنافسة والفوز بميدالية وشهادة وهدية وحلوى.

غير أن المجرمين استغلوا طموحه وهواياته وذهبوا يوسوسون في رأسه وبصورة تفوق إبليس، مستغلين طفولته وبراءته بأن يذهب ليبارز ويهلك من أجل "ربهم، السلطة والدم".

وهكذا فعل بطل الناشئين في الجمباز الطفل عبدالرحمن التوهمي، إذ ساقوه إلى مصير مشؤوم وصادم وقد سبقه الآلاف من الأطفال إلى ذات المصير. 

وما أن هلك وتقطع جسده الغض، أعلنت المليشيا الحوثية مقتله كخبر عابر مكتفية بتعليق صورته كعادتها وهي تسميته ب"الشهيد المجاهد".

مواقع تابعة للذراع الإيرانية في اليمن نشرت مقتل الطفل التوهمي الذي تكنيه ب"أبي حيدر" في مأرب في ال13 من ديسمبر الجاري، بعد أن تم استدراجه للقتال في صفوفها.

أي عام هذا الذي جاء يحمل هذه النهاية الصادمة لأب الطفل عبدالرحمن وأمه، وقد تحول جسده الصغير إلى مجرد أشلاء في مائدة الإرهاب الحوثية التي لم تشبع من قضم رقاب أطفال اليمن وشرب دمائهم بعد؟.

 الطفل عبدالرحمن كان توج بالمركز الثالث في بطولة الجمباز للناشئين في العام 2019 التي أقيمت في صنعاء وينحدر الطفل من منطقة "بني سرى" ضمن مديرية الطويلة في محافظة المحويت. 

ويأتي مقتل الطفل في ظل استقطاب وتجييش واسع من قبل الحوثيين للأطفال للزج بهم في معارك ضد الجيش ورجال القبائل في مأرب.

 تقارير حكومية دونت تجنيد الحوثيين لأكثر من 20 ألف طفل مؤخرا لأجل الدفع بهم للجبهات للدفاع عن مشروعها الكهنوتي، وخدمة للأجندة الإيرانية الكثير منهم لقي حتفه. 

ويتزامن مقتل بطل جمباز الناشئين عبدالرحمن التوهمي، مع ادعاءات واسعة للحوثيين، بأن فوز منتخب الناشئين اليمنيين لكرة القدم يرتبط بدعم "عبدالملك الحوثي" وهو الأمر الذي أثار سخرية وتندرا واسعين في الأوساط الشبابية اليمنية من حيث أن عدو الطفولة والنشء والشباب اليمني الأول والأخير يكمن في الكهنوتي عبده الحوثي ومليشياته الإرهابية.