"حمران الحوثي" يحول محافظيه "الجنوبيين" إلى مخبرين بعد سرقة نصف مخصصاتهم المالية

الحوثي تحت المجهر - Friday 24 December 2021 الساعة 03:26 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

قالت مصادر مطلعة في صنعاء، إن مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، هددت بإيقاف الميزانيات المالية المرصودة لمسؤولي وقيادات المحافظات الجنوبية الذين عينتهم في مناصب محافظي المحافظات هناك من بداية العام القادم في حال لم يستجيبوا لمطالب مكتب شؤون الجنوب التابع للمليشيات.

ومكتب شؤون الجنوب هو أحد المكاتب التي أنشأتها المليشيات وكلفتها بإدارة الملف المتعلق بالمحافظات الجنوبية منذ تم طردها وتحرير العاصمة عدن وبقية المحافظات الجنوبية التي كانت تسيطر عليها في العام 2015م، حيث كان هذا المكتب يتبع المكتب السياسي للمليشيات ويدار من قبل القيادي في المليشيات المدعو قاسم الحمران، الذي اضطرت المليشيات لتعيينه في منصب نائب وزير الإدارة المحلية، في محاولة لإضفاء طابع الرسمية على عمله كمسؤول عن ملف الجنوب.

وحسب المصادر التي تحدثت لنيوزيمن، فإن الحمران عقد لقاءً بالشخصيات الجنوبية المعينة في مناصب محافظي المحافظات الجنوبية (عدن – لحج- ابين – شبوة – حضرموت- سقطرى – المهرة) وطلب من كل واحد منهم تقديم تقارير عن أوضاع محافظاتهم، وأن تركز التقارير على المعلومات الأمنية المتعلقة بالقيادات التي تنشط هناك سياسيا وعسكريا وامنيا وتعليميا واقتصاديا وقبليا، ورفعه إليه في مدة أقصاها نهاية شهر ديسمبر الجاري.

وأضافت المصادر، إن بعض تلك القيادات ردت على الحمران بأن هذا الطلب يحولهم إلى مجرد مخبرين وينزع عنهم صفة محافظين التي تحصلوا عليها بموجب القرارات التي عينوا بها من المجلس السياسي الأعلى الذي تديره المليشيات، فكان رده بالتهديد بأن من يتخلف منهم عن تقديم تلك التقارير سيتم إيقاف المخصصات المالية المرصودة باسم الميزانية التشغيلية لمحافظته.

المصادر أشارت إلى أن الشخصيات الجنوبية المعينة في منصب محافظي محافظات من قبل المليشيات حاولت بشتى الطرق تقديم شكاوى بالقيادي قاسم الحمران عقب ذلك الاجتماع إلى رئاسة الحكومة والمجلس السياسي الخاضعين لسلطة الحوثيين، أو إلى مكتب زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل حيث كان الرد عليها ينحصر في أن القيادي قاسم الحمران هو الشخص الوحيد المخول بإدارة ملف الجنوب وهو من يجب أن يتم الحديث معه.

وتؤكد المصادر أن الحمران يستغل موقعه مسؤولاً عن ملف الجنوب لممارسة فساد مالي كبير، حيث يقوم بعملية سرقة ونهب لجزء من المخصصات والموازنات المرصودة باسم المحافظين من خلال الضغط عليهم وتهديدهم بالتغيير أحياناً، أو باتهامهم بممارسة الفساد، أو بالتواصل مع الخارج، مشيرة إلى أن تلك القيادات تضطر إلى تمرير وتوقيع وقبول كل مطالب الحمران في الجانب المالي، حيث يتحصل الأخير نتيجة ذلك على نصف المبلغ الذي يتم صرفه بشيك لكل محافظ تحت أي بند من بنود الصرف، فمن يوقع على عشرة ملايين لن يتحصل سوى على خمسة منها، فيما تذهب الملايين الخمسة الأخرى إلى جيوب القيادي الحوثي الحمران دون أن يظهر اسمه في أي وثائق تثبت قيامه بتلك السرقات.

واختتمت المصادر بالتعليق، أن القيادات الجنوبية التي ارتضت القيام بهذا الدور إنما حولت نفسها إلى مجرد أدوات رخيصة لخدمة أجندات المليشيات الحوثية وأهدافها مقابل الحصول على مجرد فتات من المال لا يساوي شيئا مقارنة بحجم الإذلال والإهانات التي يتعرضون عليها من قبل قيادات المليشيات وبالأخص من قبل القيادي قاسم الحمران بوصفه المسؤول عن ملف الجنوب لدى المليشيات.