صورة تلخص مأساة اليمن.. كارثية الأوضاع تحرم أجيالاً من التعليم

تقارير - Thursday 30 December 2021 الساعة 08:10 am
نيوزيمن، الغارديان:

رغم مرور نحو سبع سنوات من الحرب في اليمن والتي تسببت في أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، فإنه لا يظهر أي بوادر على انتهاء الصراع قريبًا، مما يضع مستقبل جيل بأكمله تحت وطأة الدمار والخراب، إذ يوجد أكثر من 3 ملايين طفل غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة وأكثر من نصفهم بحاجة إلى مساعدات تعليمية عاجلة.

وأظهرت صورة، التقطها المصور اليمني، خالد زياد، في سبتمبر الماضي في مديرية حيس بمحافظة الحديدة، مدى سوء الأوضاع التي وصل إليها حال التعليم في ذلك البلد العربي الفقير.

وتظهر في الصورة أطلال بناء مدمر وعلى أحد الحيطان المتهالكة يوجد سبورة بدائية، فيما تقف معلمة بين ذلك الخراب ويحيط بها عشرات الأطفال الذين افترشوا الأرض والصخور ليحصلوا على شيء من العلم، دون أن يكون لدى معظمهم كتب ودفاتر وأقلام يسجلون بها دروسهم، بحسب صحيفة "الغارديان".

وذكرت الصحيفة البريطانية أن أولئك الأطفال ورغم ظروفهم القاسية والمأساوية فهم أوفر حظا من الكثير من أقرانهم لقدرتهم على التحصيل الدراسي في تلك "المدرسة المؤقتة".

ونقلت الصحيفة عن المصور قوله، إن الكثير من الأطفال يعانون ضغوطا كبيرة لهجر مقاعد الدراسة والبحث عن أي عمل لمساعدة أهاليهم ببعض المصاريف، التي بالكاد تؤمن لهم قوت يومهم، مضيفا: "بعض الصغار وصل عمرهم 10 أعوام دون أن يتسنى لهم الذهاب إلى  المدرسة نهائيا".

ويتابع بأسى: "وكيف لهم أن ينهلوا من العلم وذويهم غير قادرين على تأمين لقمة عيشهم أو تحمل مصاريف العلاج وشراء الدواء في حالة المرض؟".

ورغم أن الأمم المتحدة لم تصدر أي بيانات رسمية عن المجاعة في اليمن لقلة المصادر والمعلومات الموثوقة، بيد أن هناك 16.2 مليون شخص (حوالي نصف السكان) يعانون من انعدام الأمن الغذائي بحسب الكثير من المنظمات الإنسانية بالإضافة إلى معاناة ما يقرب من 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة  من سوء التغذية الحاد. 

كما أن ضعف أجهزة المناعة يجعل الأطفال أكثر عرضة لتفشي أوبئة فتاكة مثل الكوليرا وحمى الضنك.

 فيما يقول معظم الناس إن فيروس كورونا المستجد يشكل أقل مخاوفهم في الوقت الحالي، وفقا لتقرير الصحيفة البريطانية.

أمل رغم الدمار

وبالإضافة إلى قلة الطعام وهجر مقاعد الدراسة، فإن الفتيات في اليمن يعانين أيضا من مأساة زواج الأطفال، فقد كان متوسط عمر الزواج عند البنات قبل الحرب 14 عاما، وهو لم ينخفض مع اندلاع الصراع رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، ناهيك عن تجنيد الأطفال الذكور الذين تقل أعمارهم عن 11 عاما للقتال مع بعض أطراف الحرب التي لا تزال رحاها تدور وتودي بحياة العشرات وحتى المئات كل يوم.

ويقول زياد. إن معظم الأطفال الذين يتلقون دروسًا أساسية في محو الأمية والحساب في حيس قد نزحوا من المناطق الشاسعة التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن. 

وبحسب منظمة اليونيسف، هاجمت أطراف الصراع، المدارس 231 مرة على الأقل منذ مارس من العام 2015.

وهنا يوضح زياد: "لا يشعر الطلاب بالأمان أثناء تلقيهم الدروس.. لقد دمرت المدارس والمنازل دمرت.. ومع ذلك هناك فرصة أمام الكثير منهم للحصول على تعليم مناسب".

ولكن مما يزيد من صعوبة الأمور وقساوتها أن العديد من موظفي الخدمات العامة لم يحصلوا على رواتبهم منذ سنوات عدة، وبالتالي لا يستطيع الكثير من الأطباء والمعلمين المواظبة على مهامهم بشكل دائم لعدم وجود مصدر دخل ثابت أو لعدم حصولهم على أجورهم بشكل منتظم.

ومع وجود حوالي 170 ألف معلم في المدارس الابتدائية والثانوية، فإن حوالي ثلثيهم لا يتلقون أجورهم بشكل ثابت، ومع ذلك فإن الكثير منهم، كما يؤكد زياد، يشعرون بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم، مردفا: "إذا تخلوا عن عملهم فإنهم يعرفون أن هناك كارثة كبرى سوف تحيق بالبلاد، ولذلك يواصلون أداء واجبهم".


ويختم زياد، بالإعراب عن أمله في أن يساعد عمله كمصور، العالم على فهم مأساة اليمن، دون أن يخفي قلقه المستمر بشأن ما يخبئه المستقبل لابنه البالغ من العمر عامين.