قرار أممي عمق عزلتها دولياً.. روسيا تسيطر على أول مدينة بأوكرانيا

العالم - Thursday 03 March 2022 الساعة 04:14 pm
نيوزيمن، أ ف ب:

بعد أسبوع من بدء عمليتها، استولت القوات الروسية على أول مدينة كبرى في أوكرانيا، خيرسون وكثفت قصف مدن أخرى قبل محادثات مرتقبة في وقت لاحق، الخميس، تهدف للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

ووعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإعادة إعمار البلاد وبأن تدفع روسيا الكلفة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الخميس، إن الزعماء الغربيين يفكرون في حرب نووية في صراعهم مع روسيا.

وأكد مسؤولون أوكرانيون، ليل الأربعاء/ الخميس، وجود الجيش الروسي في خيرسون، المدينة التي يقطنها 290 ألف نسمة والقريبة من شبه جزيرة القرم بعدما كانت موسكو أعلنت السيطرة عليها، صباح الأربعاء، بعد معارك عنيفة.

وأعلن رئيس بلدية المدينة إيغور كوليخاييف أنه أجرى مناقشات مع "ضيوف مسلحين" في مبنى تابع لإدارة خيرسون، ملمحا بذلك إلى القوات الروسية من دون أن يسميها.

وكتب في رسالة على فيسبوك، "لم تكن لدينا أسلحة ولم نكن عدوانيين.. أظهرنا أننا نعمل لتأمين المدينة ونحاول التعامل مع عواقب الغزو".

وأكد أنه لم يقطع "أي وعد" للروس وأنه طلب فقط "عدم إطلاق النار على الناس". معلنا أيضا عن حظر تجول ليلي في المدينة وفرض قيود على التنقل بالسيارات.

إلى الشرق، قالت سيدة تقيم في ماريوبول الميناء الأوكراني الرئيسي على بحر آزوف، إن الوضع "يتدهور من ساعة إلى أخرى".

 وأوضحت مارينا (28 عاما) أن وسط المدينة تعرض للقصف.

وفي حال سيطر الجيش الروسي على ماريوبول، سيؤمن اتصالا ميدانيا بين قواته القادمة من شبه جزيرة القرم وتلك القادمة من المناطق الانفصالية في الشمال الشرقي.

وفي شمال البلاد، تعرضت خاركيف، ثاني مدينة في البلاد والقريبة من الحدود الروسية وسبق أن طالتها النيران، الثلاثاء والأربعاء، بقصف طوال الليل، بحسب السلطات المحلية.

وأعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، مساء الأربعاء، مقتل عضو أوكراني من بعثتها المحلية خلال "قصف" خاركيف في اليوم السابق.

وأوقع قصف روسي على إزيوم على بعد 120 كلم جنوب شرقي خاركيف، ثمانية قتلى بينهم طفلان، بحسب السلطات المحلية.

كانت القوات الروسية متواجدة أيضا في مدينتي شيرنيهيف ونيزهن على بعد حوالى 150 كلم شمال شرق وشرق كييف وكذلك سومي واوختيركا على بعد 350 كلم شرق العاصمة بحسب الأوكرانيين.

وفي كييف، سُمع دوي بضعة انفجارات، ليل الأربعاء/ الخميس، كما أفادت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتوجه آلاف الأشخاص إلى المترو الذي تحول إلى ملجأ.

 "جحيم"

على بعد 150 كلم غرب كييف، في جيتومير توعد أوليغ روباك الرئيس فلاديمير بوتين ب"الجحيم إلى الأبد" بعد ضربة، مساء الثلاثاء، أسفرت عن مقتل زوجته وتدمير منزله.

وقال لوكالة فرانس برس "أريد أن يستمع العالم كله إلى قصتي". قصة سعادة بسيطة إلى أن قضى عليها الاجتياح الروسي.

يأتي التقدم العسكري الروسي فيما تبدأ مفاوضات روسية-أوكرانية، الخميس، في وقت لم يحدد في بيلاروسيا "بالقرب من الحدود مع بولندا" كما أوضح المفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي.

ولم تسفر مباحثات أولية جرت، الاثنين، في بيلاروسيا أيضا، عن نتائج ملموسة، إذ طالبت كييف بإنهاء فوري للغزو بينما كانت روسيا تنتظر استسلاما على ما يبدو.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة "ستدعم الجهود الدبلوماسية" لأوكرانيا للحصول على وقف لإطلاق النار مع روسيا، وإن كان "تحقيق ذلك أصعب بكثير عندما يطلق الرصاص وتتقدم الدبابات".

وشدد وزير الخارجية الأميركي على "الكلفة البشرية (...) الهائلة" حتى الآن. 

وقال في مؤتمر صحافي إن "المئات إن لم يكن الآلاف من المدنيين قُتلوا وجُرحوا"، معتبرا أن "عدد القتلى والجرحى المدنيين والعواقب الإنسانية، سيزداد سوءا في الأيام المقبلة".

وعبر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان أيضا عن خشيته من أن يكون "الأسوأ أمامنا" مع "منطق الحصار" الذي سبق أن استخدمه الروس في سوريا والشيشان.

بعد دول أوروبية أخرى، دعت فرنسا رعاياها الذين لا يعد وجودهم "أساسيا" إلى مغادرة روسيا.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر، الأربعاء، عن رغبته في "البقاء على اتصال" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين "لإقناعه بالتخلي عن السلاح". 

وجاء تصريح ماكرون في خطاب متلفز قال خلاله "لسنا في حرب مع روسيا".

 مليون لاجىء

وأثار القصف الجوي الروسي لمدن أوكرانية والذي أوقع قتلى، استياء كبيرا في العالم. 

ونظمت تظاهرات ضد الحرب وللتضامن مع أوكرانيا، بسبب القصف ونزوح أوكرانيين خارج البلاد وخصوصا إلى بولندا والمجر ورومانيا ومولدافيا وعددهم أكثر من مليون شخص، بحسب آخر أرقام مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين.

 عزلة روسيا

بدت عزلة روسيا في هذا النزاع واضحة، الأربعاء، مع اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا "يطالب روسيا بالكف فورا عن استخدام القوة ضد أوكرانيا". 

ومن أصل 193 دولة عضوا في المنظمة الدولية، عارضت خمس فقط النص وامتنعت 35 أخرى بينها الصين، عن التصويت.

وتتابع المحكمة الجنائية الدولية الأعمال التي تقوم بها روسيا على الأراضي الأوكرانية بدقة. 

وقد أعلن مدعي عام المحكمة البريطاني كريم خان، مساء الأربعاء، "فتح تحقيق فورا" في جرائم حرب.

 روسيا تحت العقوبات

تزداد العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الغرب على موسكو شدة.

وأكد الاتحاد الأوروبي أن سبعة مصارف روسية ستكون اعتبارا من 12 آذار/مارس الجاري، مستبعدة عن نظام سويفت المالي الدولي، فيما قطع البنك الدولي كل برامج المساعدة لروسيا وبيلاروسيا.

وخفضت وكالتا التصنيف الائتماني فيتش وموديز تصنيف روسيا التي أصبحت في فئة البلدان المعرضة لخطر عدم القدرة على سداد ديونها، في سياق غزو أوكرانيا.

وبعدما خسر أكثر من ثلث قيمته بالعملات الأجنبية، تدهور الروبل مجددا بأكثر من 11% صباح الخميس. 

وبات البنك المركزي الروسي يفرض الآن 30% عمولة على كل مشتريات العملات الصعبة.

كثفت موسكو إجراءات حماية اقتصادها لكن أيضا لإسكات كل صوت معارض للحرب، حيث أعلنت الإذاعة الروسية المستقلة "صدى موسكو" (ايكو موسكفي) العريقة في المشهد الإعلامي الروسي، الخميس، حلها بعد منعها من البث من قبل السلطات بسبب تغطيتها لغزو أوكرانيا.

وأعلنت شركة سبوتيفاي العملاقة للبث التدفقي للموسيقى، مساء الأربعاء، إغلاق مكاتبها في روسيا وإزالة المحتوى الذي ترعاه الدولة الروسية من موقعها.

من جهتها، علقت شركة مرسيدس صادراتها إلى روسيا، بينما أوقفت مجموعة "اتش اند ام" السويدية مبيعاتها في المتاجر الروسية مؤقتا، مؤكدة "تعاطفها مع كل الذين يعانون".

كما أعلنت المجموعة اليابانية تويوتا الأولى في العالم في صناعة السيارات، تعليق إنتاجها ووارداتها من روسيا إلى أجل غير مسمى بسبب اضطرابات في سلسلة التوريد المحلية مرتبطة بالنزاع الروسي الأوكراني والعقوبات الدولية ضد موسكو.

وتمت مصادرة يخت يعود إلى رئيس مجموعة روسنفت الروسية في جنوب فرنسا.

ويزداد عزل روسيا تدريجيا بتدابير في قطاعات الاقتصاد والرياضة والثقافة.

واستبعدت اللجنة البارالمبية الأولمبية الدولية نهائيا، الخميس، الرياضيين الروس والبيلاروس من المشاركة في دورة الألعاب البارالمبية الشتوية التي تنطلق في بكين الجمعة.