هدنة مؤقتة لإجلاء المدنيين.. رئيس أوكرانيا: الغرب خذلنا

العالم - Tuesday 08 March 2022 الساعة 05:38 pm
نيوزيمن، وكالات:

بعد محاولات عديدة فاشلة خلال الأيام الماضية، فُتحت، الثلاثاء، الممرات الإنسانية لإجلاء المدنيين من 5 مدن أوكرانية، بحسب ما أكدت موسكو.

فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية فتح "الممرات" حتى يتسنى إجلاء الناس من كييف وأربع مدن أوكرانية أخرى هي تشيرهيهيف وسومي وخاركيف وماريوبول، بحسب ما نقلت وكالة "إنترفاكس".

و أضافت إن القوات الروسية طبقت "نظام صمت"، في إشارة إلى وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة 0700 بتوقيت غرينتش.

وقد بدأت عملية إخلاء بلدة سومي قرب الحدود الروسية الأوكرانية، صباح الثلاثاء، في إطار محاولة جديدة لإقامة ممرات إنسانية لإجلاء السكان المحاصرين جراء القصف الروسي الذي يستهدف عدة بلدات في أوكرانيا.

وأكدت السلطات الأوكرانية التي رفضت، الاثنين، عمليات الإجلاء التي اقترحتها موسكو على روسيا وبيلاروس، أن ممرا إنسانيا أقيم في سومي.

 وبدأت أولى عمليات الإجلاء في الصباح، بحسب مسؤول في الرئاسة.

وبعد الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي (08,00 بتوقيت غرينتش) بقليل، غادرت عشرات الحافلات سومي متوجهة إلى بلدة لوخفيتسيا، على بعد 150 كيلومترا في جنوب غرب البلاد، كما قال القائم بأعمال رئيس إدارة بولتافا الإقليمية دميتري لونين.

لكن وفق نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك فإن "الجانب الروسي يخطط لتعطيل هذا الممر" وبالتالي قد يجبر المدنيون "على سلك طريق آخر غير منسق (مع الأوكرانيين) وخطير".

وقالت "دعونا نجلي الناس بهدوء.. العالم كله يشاهد!"، داعية القوات الروسية إلى "وقف تقدمهم" خلال العملية الإنسانية.

وكان الرئيس الأوكراني اتّهم، الإثنين، الجيش الروسي بإفشال إجلاء المدنيين عبر الممرّات الإنسانية التي كان من المقرّر إقامتها في البلاد بعد محادثات ثنائية.

وفي اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "الكتائب القومية الأوكرانية بعرقلة عمليات الإجلاء عبر اللجوء إلى العنف والاستفزازات".

وتأتي محاولات تنظيم ممرات إنسانية، وهو موضوع تمت مناقشته في الجولة الجديدة من المحادثات الروسية-الأوكرانية الاثنين، فيما تواصل القوات الروسية على الأرض انتشارها حول البلدات أو قصفها، في اليوم الثالث عشر من الغزو الروسي الذي أطلقت عليه موسكو "عملية عسكرية خاصة"، بحسب مسؤولين أوكرانيين.

ومع دخول العملية العسكرية أسبوعها الثاني، أحرزت القوات الروسية تقدما كبيرا في جنوب أوكرانيا، لكنها توقفت في بعض المناطق الأخرى.

وحصن جنود ومتطوعون أوكرانيون العاصمة كييف بمئات من نقاط التفتيش والحواجز المصممة لإحباط أي محاولة للاستيلاء عليها من قبل القوات الروسية التي باتت تطوق العاصمة.

بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن "الوعود" الغربية بشأن حماية أوكرانيا من الهجمات الروسية، لم يتم الإيفاء بها.

وأوضح في مقطع فيديو نشر على تليغرام، "نحن نسمع وعودا منذ 13 يوما. يقولون لنا منذ 13 يوما إنهم سيساعدوننا جويا وأنه ستكون هناك طائرات وأنهم سيسلمونها إلينا". 

وتابع: "لكن مسؤولية ذلك (سقوط ضحايا) تقع أيضا على عاتق الذين لم يتمكنوا من اتخاذ قرار في الغرب لمدة 13 يوما... على الذين لم يحموا الأجواء الأوكرانية من القتلة الروس".

وختم بالتأكيد أن كييف لم تعد مهتمة بالانضمام للناتو الذي يخشى المواجهة مع روسيا، وفق تعبيره.

وكانت موسكو أطلقت في 24 فبراير الماضي، عملية عسكرية واسعة النطاق على أراضي الجارة الغربية مطالبة بنزع سلاحها الذي تعتبره مهددا لأمنها. كما طالب الكرملين مرارا بوقف توسع الناتو شرق أوروبا، ورفض ضم كييف إليه.

ويركّز الجيش الروسي خصوصا على جبهات كييف وماريوبول وهي مدينة ساحلية استراتيجية في جنوب البلاد، وخاركيف، ثاني مدن أوكرانيا (شمال شرق).

كما دارت معارك عنيفة في مدينة إيزيوم (شرق) لكن القوات الروسية تراجعت بعد صدها، بحسب هيئة الأركان العامة الأوكرانية التي أوضحت أن القوات الروسية "نشرت الإرهاب في المدينة، حيث قصفت المباني السكنية والبنى التحتية المدنية".

من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أن الجنرال الروسي فيتالي غيراسيموف قتل قرب خاركيف، وهي معلومات لم تؤكدها موسكو ولا يمكن التحقق منها على الفور من مصدر مستقل.

ووفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، دمرت قذائف مدفعية منشأة للبحوث النووية لتطبيقات طبية وصناعية في خاركيف، الأحد، من دون "عواقب إشعاعية".

وقد أثار الهجوم على محطة زابوروجيا للطاقة النووية، وهي الأكبر في أوروبا، التي سيطرت عليها القوات الروسية، الجمعة، مخاوف من وقوع كارثة.

- نزوح -

تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو أكبر صراع عسكري في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، في واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية.

ويزداد الوضع سوءا يوما بعد يوم مع تعرّض العديد من المدن للحصار، حيث بدأ الطعام ينفد.

أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، الإثنين، أمام مجلس الأمن الدولي أنّ المنظمة الدولية "تحتاج إلى ممرات آمنة لتقديم مساعدات إنسانية في مناطق القتال" في أوكرانيا.

وفي إيربين بضاحية كييف، أقيم ممر إنساني غير رسمي سمح للآلاف من سكان المدينة التي سيطرت عليها القوات الروسية بالفرار عبر جسر مرتجل، ثم طريق واحد يتولى أمنه الجيش ومتطوعون.

ودمرت القوات الأوكرانية الجسر الاسمنتي الذي كان يعلو النهر لمنع مرور المدرعات الروسية.

وهناك تقوم حافلات وشاحنات صغيرة بنقل الأطفال والمسنين والعائلات الفارة والتي تتخلى عن حقائبها الثقيلة للرحيل.

كذلك، أصبحت مدينة أوديسا الواقعة على شواطئ البحر الأسود مهددة بشكل أكبر.

 وقد عهدت العائلات بمسنيها المرضى الذين هم أضعف من أن يتمكنوا من الفرار من هذه المدينة، إلى أحد الأديرة.

ويواصل الأوكرانيون هجرتهم الجماعية. 

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فقد وصل عدد اللاجئين الفارين من أوكرانيا، الثلاثاء، إلى مليوني شخص، في أسرع موجة نزوح جماعي تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وكتب فيليبو غراندي، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، على تويتر: "وصل تدفق اللاجئين من أوكرانيا إلى مليوني شخص.. مليونان!!"

وقدّر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن أوروبا تتوقع استقبال خمسة ملايين لاجئ إذا استمر قصف المدن.

ومنذ بداية الحرب، قتل ما لا يقل عن 406 مدنيين وجرح 801، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. 

ومع ذلك، تؤكد مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن تقييماتها قد تكون أقل بكثير من الواقع.