أخطر هجوم منذ عقد.. إرهابيو "الشباب" يقتحمون مطار مقديشو

العالم - Thursday 24 March 2022 الساعة 05:42 pm
نيوزيمن، الصومال اليوم، وكالات:

أعلن موقع "الصومال اليوم" عن سقوط 6 قتلى بينهم 5 أجانب لم يحدد جنسياتهم، وإصابة آخرين صوماليين وأجانب في هجوم هو الأخطر من نوعه منذ عقد نفذه مسلحو حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي، الأربعاء، على مطار مقديشو في مساحة تضمّ مكاتب للأمم المتحدة وسفارات وقاعدة عسكرية للاتحاد الإفريقي.

وبحسب ذات المصدر فإن الهجوم استهدف بشكل خاص مرافق حيوية وحساسة بمحيط المطار تشمل الحي الدبلوماسي الأكثر تحصينا داخل المطار، والمعروف باسم “مجمع حلني” الدبلوماسي، والذي تضطلع قوات بعثة الاتحاد الأفريقي “أميصوم” بحمايته.

وقال المتحدث باسم الشرطة الصومالية عبدالفتاح آدم: إن مطار مقديشو تعرض لهجوم من حركة الشباب الإرهابية بعد تسلل مسلحين اثنين من البوابة الشرقية للمطار، فيما ذكر التلفزيون الرسمي أن قوات الأمن قتلت الإرهابيين الاثنين، واستعادت السيطرة على الوضع.

ونقلت وكالة فرانس برس عن الضابط إبراهيم محمد من شرطة المطار قوله، "قُتل شرطي وجندي من البعثة العسكرية للاتحاد الإفريقي ومدني في الهجوم.. وأًصيب سبعة أشخاص آخرين معظمهم من قوات الأمن، بجروح".

ووفقا لمصادر أمنية تمكّن منفّذا الهجوم، صباح الأربعاء، من اختراق محيط المطار المعروف بأنه أكثر المواقع أمانًا في هذا البلد غير المستقر في القرن الإفريقي.

واستمرّ الهجوم 45 دقيقة واحترقت خلاله محطة وقود، بحسب عدة شهود عيان، قبل أن يُقتل المنفّذان.

وأعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن الهجوم.

وقالت إن عددا لم تحدده من القتلى سقط داخل المجمع الدبلوماسي بالمطار الوحيد بالعاصمة الصومالية، دون تفاصيل أكثر.

والمجمّع يضمّ مكاتب تابعة للأمم المتحدة ولمنظمات إغاثة وبعثات أجنبية منها بعثات بريطانية وأميركية، بالإضافة إلى مقر البعثة العسكرية للاتحاد الإفريقي.

وسبق وتمكنت القوات الأفريقية من دحر إرهابيي الشباب المرتبطين بتنظيم القاعدة من مقديشو عام 2011 بعد هجوم، لكنّهم ما زالوا يسيطرون على مساحات شاسعة من المناطق الريفية في الصومال، ويشنّون هجمات متكررة في العاصمة.

وتبّنت الحركة عدّة هجمات بقذائف الهاون على مجمّع المطار، غير أن الهجمات بالأسلحة النارية نادرة.

وتعرّض المطار لهجمات بقذائف الهاون في العام 2019 تسببت بإصابة تسعة أشخاص بجروح، وكذلك في العام 2020.

من جانبها، أكدت الحكومة الصومالية أن المطار عاد إلى طبيعته بعد تعليق مؤقت لجميع الرحلات أثناء الهجوم الإرهابي.

المحلل الأمني الصومالي عبدالواحد عمر، رأى بدوره أن هجوم مطار مقديشو الذي يعد المنطقة الأكثر تحصينا وتتمتع بحراسة أمنية مشددة في الصومال، يعتبر فشلًا أمنيًا ذريعًا على كافة الأصعدة للأجهزة الأمنية.

وقال عمر إن الهجوم يبعث برسالة مباشرة من قبل مليشيات الشباب الإرهابية بأنها قادرة على استهداف أي مرفق تريده بما في ذلك القصر الرئاسي.

ويعتقد الخبير الأمني أن الهجوم أرسل رسالة مفادها بأن الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو لم يقدم أي إضافة في تطوير المجال الأمني.

من جانبه، يقول المحلل الأمني الصومالي سالم سعيد، إن انشغال قيادات الأجهزة في السياسة أدى إلى تردي الوضع.

ويشير سالم، إلى أن هناك تحذيرات استخباراتية غربية حذرت من إمكانية شن الشباب مثل هذا الهجوم، لكن المخابرات الصومالية لم تأخذ ذلك بالحسبان، معتبرا أن “ما حدث فشل أمني واستخباراتي”.

ولفت إلى أن مسؤولين أمريكيين، بينهم السفير الأمريكي لدى مقديشو لاري أندريه وقائد القوات الأميركية في إفريقيا “أفريكوم“ الجنرال ستيفن تاونسند، حذرا الأسبوع الماضي من خطورة حركة الشباب، وأنها حاليا “في أوج قوتها أكثر من أي وقت مضى”.

واعتبر ”سالم”، أن هجوم المطار يبعث بعدة رسائل منها استعراض المليشيات لقوة عضلاتها، وإظهار هشاشة الأجهزة الأمنية والمخابراتية لدى الصومال، ما يدعو إلى ضرورة تعزيز دور قوات “أميصوم”.

وكانت البلاد وتحديدًا عاصمتها مقديشو، مسرح عدة هجمات في الأسابيع الأخيرة، فيما تترقب منذ أكثر من سنة انتخاب برلمان ورئيس جديدين.

والأربعاء قُتلت النائبة المنتهية ولايتها آمنة محمد عبدي مع "عدد كبير" من حراسها في هجوم انتحاري في مدينة بلدوين بولاية هيرشبيلي الإقليمية وسط البلاد، حيث كانت تنشط في إطار حملتها الانتخابية، وفق الشرطة وشهود. ولم تتبن أي جهة على الفور الهجوم.

تأخر هذا البلد الفقير في إجراء العملية الانتخابية على خلفية التوتر في رأس الدولة بين الرئيس محمد عبد الله محمد المعروف بفرماجو ورئيس وزرائه محمد حسين روبل.

انتهت ولاية فرماجو الذي تولى الرئاسة منذ عام 2017، في 8 فبراير 2021 بدون التوصل إلى اتفاق مع القادة الإقليميين حول الانتخابات التي تجري في الصومال وفقا لنظام معقد وغير مباشر.

وكان الإعلان منتصف أبريل عن تمديد ولايته لمدة عامين قد أدى إلى اشتباكات مسلحة في مقديشو.

في بادرة تهدئة كلف فرماجو روبل تنظيم الانتخابات.. لكن التوترات بين الرجلين ازدادت لاحقا.

مطلع يناير، توصل روبل والقادة الإقليميون إلى اتفاق لاستكمال الانتخابات البرلمانية بحلول 25 فبراير وأكد فرماجو دعمه لهذه الاتفاقية. 

وبعد إرجاء مهلة 25 فبراير، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على البلاد شملت حظر سفر شخصيات متّهمة بـ"تقويض العملية الديموقراطية في الصومال".

ويثير التأجيل المتكرر للاستحقاق قلق المجتمع الدولي الذي يعتبر أنه يصرف انتباه السلطات عن قضايا مفصلية في البلاد على غرار توسع تمرّد حركة الشباب المتطرفة.

والأربعاء أدانت سفارة الولايات المتحدة في مقديشو عبر تويتر الهجوم الذي استهدف المطار معتبرة أن هدف منفّذيه هو "القتل والتدمير".

وتابعت السفارة "ندعم من يريدون بناء صومال آمنة ومزدهرة وتنعم بالسلام".

من جهته أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن "تضامن الأمم المتحدة ودعمها الكاملين لحكومة الصومال وشعبها".

في حين أدان أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط هذا الهجوم الإرهابي الذى شنته حركة الشباب.. مشددا أن هذه الهجمات الجبانة لن تنال أبداً من عزيمة الصومال حكومة وشعباً فى بناء مؤسسات الدولة واتمام الاستحقاقات الانتخابية فى مواعيدها.

وأكد على تواصل المساندة والدعم العربيين للصومال من أجل تحقيق كل ما يصبو إليه من تنمية وأمن واستقرار.