جولة مفاوضات جديدة بين أوكرانيا وروسيا في إسطنبول

العالم - Monday 28 March 2022 الساعة 07:28 pm
نيوزيمن، وكالات:

مع ترقب بدء جولة مفاوضات جديدة بين كييف وموسكو في إسطنبول، أبدت أوكرانيا استعدادها لمناقشة مسألة حيادها "بعمق".

ويلتقي المفاوضون الأوكرانيون والروس في إسطنبول، الإثنين أو الثلاثاء بحسب المصادر، لمحاولة وقف النزاع الذي أرغم حتى الآن أكثر من 3,8 ملايين أوكراني على الفرار من بلادهم، وفق حصيلة أعلنتها الأمم المتحدة الأحد.

وكانت الرئاسة التركية، ذكرت في بيان، مساء الأحد، أن الوفدين الروسي والأوكراني سيلتقيان في إسطنبول لإجراء جولة جديدة من المفاوضات.

وأكدت الرئاسة التركية أنه خلال اتصال هاتفي، مساء الأحد، "اتفق الرئيس (التركي رجب طيب) أردوغان والرئيس الروسي (فلاديمير) بوتين على عقد الجولة المقبلة من المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول".

وناقش الرئيسان مسار التفاوض، وأكد أردوغان لنظيره الروسي أن تركيا مستعدة لتقديم "أي مساهمة ضرورية" لوقف إطلاق النار في أوكرانيا و"تحسين الوضع الإنساني في المنطقة".

وفي وقت سابق الأحد، أعلن المفاوض الأوكراني، دافيد أراخاميا، أن جولة جديدة من المفاوضات ستعقد من الإثنين إلى الأربعاء في تركيا، من دون أن يحدد مكان عقدها.

كذلك، نقلت وكالات الأنباء الروسية عن كبير المفاوضين الروس، فلاديمير ميدينسكي، أن جولة تفاوض جديدة ستعقد الثلاثاء والأربعاء.

ولم تحدد الرئاسة التركية الموعد الدقيق لجولة المفاوضات، كما لم يعرف على الفور ما الذي ستركز عليه النقاشات بالضبط.

وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، عبر تويتر "ندرك المسؤولية التي تفرضها ثقة الجانبين في تركيا.. نأمل أن تسفر الاجتماعات عن وقف دائم لإطلاق النار وتفتح باب السلام".

بدوره أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، في مقابلة عبر الإنترنت مع وسائل إعلام روسية نقلتها قناة الإدارة الرئاسية الأوكرانية على تليغرام أن من النقاط الرئيسية في المفاوضات "الضمانات الأمنية والحياد والوضع الخالي من الأسلحة النووية لدولتنا".

وتابع أن "هذا البند في المفاوضات يمكن فهمه برأيي وهو قيد النقاش، يتم درسه بعمق"، لكنه حذر في المقابل بأن المسألة يجب طرحها في استفتاء وأن بلاده بحاجة إلى ضمانات، متهما بوتين ومحيطه بـ"المماطلة".

في روسيا، أمرت الهيئة الناظمة لوسائل الإعلام في روسيا "روسكومنادزور" وسائل الإعلام الروسية بعدم نشر المقابلة معلنة فتح تحقيق بحق الذين شاركوا فيها.

وكانت محادثات جرت في العاشر من آذار/مارس في مدينة أنطاليا التركية بين وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا من دون أن تؤدي إلى تقدم ملموس. 

وتواصلت المفاوضات مذاك عبر الفيديو ووصفها الجانبان بأنها "صعبة".

وتعقد جولة المفاوضات الجديدة بعدما أعلن الجيش الروسي في نهاية الأسبوع تبديل "الهدف الرئيسي" في أوكرانيا.

وأحدثت القيادة الروسية مفاجأة، الجمعة، بإعلانها "تركيز الجزء الأكبر من الجهود على الهدف الرئيسي: تحرير دونباس".

ويبعث هذا التغيير في الاستراتيجية مخاوف لدى السلطات الأوكرانية من أن تسعى روسيا لتقسيم أوكرانيا على طريقة كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.

ورأى رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف، الأحد، أنه "بعد الفشل في الاستيلاء على كييف والإطاحة بالحكومة فإن موسكو "يمكن أن تفرض خطا فاصلا بين المناطق المحتلة وغير المحتلة في بلادنا" على غرار النموذج الكوري.

- استفتاء في لوغانسك -

وما عزز هذه المخاوف إعلان زعيم منطقة لوغانسك الانفصالية ليونيد باسيشنك، الأحد، تنظيم استفتاء "في المستقبل القريب" حول الانضمام إلى روسيا.

رد المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو أن "الاستفتاءات الزائفة في الأراضي المحتلة مؤقتا جميعها لاغية وباطلة ولن تكون لها أي شرعية قانونية".

ميدانيا، تتواصل المعارك لكن يبدو أن الطوق يتراجع عن بعض المدن المحاصرة مثل ميكولاييف التي تعتبر آخر حاجز قبل مدينة أوديسا، أكبر موانئ أوكرانيا، والتي تتعرض للقصف المدفعي الروسي منذ أيام.

غير أن حرائق جديدة اندلعت في منطقة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية التي تحتلها القوات الروسية، بحسب السلطات الأوكرانية التي دعت إلى "نزع السلاح" من المنطقة برعاية الأمم المتحدة.

وكتبت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك على تلغرام، مساء الأحد، "اندلعت حرائق هائلة في منطقة الحظر يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة جدا".

وأفادت السلطات المحلية الأوكرانية أن الجيش الروسي سيطر على بلدة سلافوتيتش حيث يقيم موظفو محطة تشيرنوبيل واعتقل رئيس البلدية فترة وجيزة. وخرجت فيها تظاهرات مؤيدة لأوكرانيا.

وأعلنت رئاسة الأركان الأوكرانية، الإثنين، في بيان أن الطيران الأوكراني دمر أربع طائرات ومروحية روسية الأحد، مؤكدا أن القوات الأوكرانية تصد "خمس هجمات معادية في اليوم" على الجبهة الشرقية في اتجاه منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين حيث دُمرِت دبابتان روسيتان.

في المقابل، استعاد سكان ميكولاييف بعض الأمل بعد أسابيع مروعة حاول الجيش الروسي خلالها السيطرة على المدينة من غير أن ينجح.

وسُجل تراجع طفيف لخط الجبهة بعد هجوم مضاد للقوات الأوكرانية في خيرسون على مسافة حوالى 80 كلم إلى الجنوب الشرقي

- "جزار" -

في زيارته لوارسو السبت، هاجم الرئيس الأميركي جو بايدن الرئيس بوتين ووصفه بأنه "جزار"، معتبرا أنه "لا يستطيع البقاء في السلطة" بعد غزوه لأوكرانيا.

وسارع البيت الأبيض إلى توضيح تصريح بايدن، معلنا أن "ما قصده الرئيس هو أنه لا يمكن السماح لبوتين بممارسة سلطة على جيرانه أو على المنطقة.. لم يكن يتحدث عن حكم بوتين في روسيا ولا عن تغيير للنظام".

دبلوماسيا، دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إلى مقاطعة محلات السوبر ماركت الفرنسية "أوشان" التي اختارت مواصلة نشاطها في روسيا، وكذلك العلامات التجارية "لوروا ميرلان" و"ديكاتلون" التي تملكها المجموعة نفسها.

في وارسو، تعاقب نجوم من أوساط الموسيقى والرياضة على المسرح، الأحد، خلال ماراثون تلفزيوني من أجل أوكرانيا بثته شبكة التلفزيون الرسمية البولندية TPV في أكثر من عشرين بلدا.

وفي لوس أنجليس، لزم الحضور دقيقة صمت من أجل أوكرانيا خلال الحفل الـ94 لتوزيع جوائز أوسكار مساء الأحد.

وخلال هذه الدقيقة بثت شاشات رسائل تدعو إلى إرسال مساعدات معددة الحاجات الأساسية للأوكرانيين مثل "الطعام" و"العناية الطبية" و"الأغطية".