تحذير أمريكي: أفريقيا بؤرة ساخنة لتوسع خلايا الإرهاب

العالم - Saturday 07 May 2022 الساعة 06:12 pm
نيوزيمن، فورين بوليسي:

حذرت مجلة أميركية من أن الإرهاب العالمي يعاود نشاطه من جديد بعد سنوات من التوقف، مع التركيز على القارة الأفريقية.

ووفقا لتقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، السبت، وقالت إنه على الرغم من تراجع أعداد القتلى، تزايدت الهجمات الإرهابية، لافتة إلى أن عوامل قديمة مثل الفقر والتهميش وضعف الحكم توفر مزيجا قابلا للاشتعال يمكن أن ينذر بعودة الإرهاب.

وكان ذلك من بين النتائج الرئيسية لأحدث مؤشر للإرهاب العالمي، الذي أعده معهد الاقتصاد والسلام، ومقره أستراليا، وفق التقرير.

ويشير التقرير، إلى أن أفريقيا جنوب الصحراء أصبحت بؤرة للإرهاب، مع توسع تنظيم "داعش" واستمرار وجود "بوكو حرام"، فيما تظل أفغانستان أكثر دولة يعصف بها الإرهاب في العالم.

لكن، طبقًا للتقرير، لا يعني هذا أن البؤر الساخنة المعتادة مثل الشرق الأوسط أو شرق أفريقيا خارج تلك الحدود؛ إذ أن الهجمات التي وقعت هذا الأسبوع في إسرائيل والصومال أكدت الطبيعة المستمرة للتهديد.

أما أبرز التحولات الهامة، بحسب تقرير المجلة الأميركية، فتمثلت في وقوع مزيد من الهجمات الإرهابية، وعدد أقل من القتلى.

وقال التقرير: "في 2021، قتل حوالي 7142 شخصا في هجمات إرهابية، وهو انخفاض بسيط عن العام السابق، فيما يمثل تراجعا بمقدار الثلث عن الذروة في 2015".

لكن التقرير أبرز في ذات الوقت  تسارع وتيرة الهجمات، التي قفزت 17% لتصل إلى 5226 هجوما العام الماضي، وهو أعلى رقم منذ 2007، عندما بدأ مؤشر الإرهاب العالمي الإحصاء.

وأفاد التقرير الصادر عن مؤشر الإرهاب العالمي بأن هذا يرجع إلى حد كبير إلى العنف في منطقة الساحل وعدم الاستقرار في دول مثل أفغانستان وميانمار.

وكما الحال دائما، يرتبط انتشار الإرهاب بالأوضاع الاقتصادية الاجتماعية؛ حيث تستغل المنظمات الإرهابية الحرمان والإقصاء لتجنيد أعضائها.

فعلى سبيل المثال، يعد "داعش" الشباب الأوروبي الساخط بـ"حياة جديدة وفرص جديدة"، بحسب التقرير، في حين تعرض "بوكو حرام" رواتب ضخمة في الساحل.

وتستخدم الوحشية المتطرفة، كما شوهد من تنظيم داعش في العراق، للإبقاء على المجندين، الذين يخشون عواقب محاولة مغادرة التنظيمات الإرهابية، ولاجتذاب أفراد يتسمون بالعنف.

وأفاد التقرير بأن الجماعات الإرهابية يمكنها "توفير شعور قوي بالانتماء للأشخاص المحرومين من حقوقهم، فالانتماء لجماعة يساعد على البقاء لأنه يوفر الحماية من التهديدات المحتملة."

وحذر التقرير من "أن إنهاء القيود المتعلقة بجائحة كورونا بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية قد يشعل مزيدًا من النشاط الإرهابي"، مشيرا إلى أن تخفيف عمليات الإغلاق وضوابط حالات الطوارئ المفروضة على الحركة قد تتسبب في زيادة الهجمات إذا لم تعالج الأوضاع الأساسية التي أدت إلى التطرف.

وفيما يتعلق بالجماعات الإرهابية، أشار مؤشر الإرهاب العالمي إلى تنظيم "داعش" باعتباره الأشرس، مؤكدا على توسعه عبر جماعات تابعة له في الساحل الأفريقي مما جعل هذه المنطقة نواة عودة الإرهاب.

 وأوضح التقرير أن منطقة الساحل التي تتكون من: بوركينا فاسو، والكاميرون، وتشاد، وغامبيا، وغينيا، وموريتانيا، ومالي، والنيجر، ونيجيريا، والسنغال، تشكل "مصدر قلق بالغ".

 وازدادت أعداد القتلى الناجمة عن الإرهاب بأكثر من 1000% منذ عام 2007، ووقعت حوالي نصف إجمالي الوفيات المتعلقة بالإرهاب عالميا العام الماضي في أفريقيا جنوب الصحراء، لا سيما في الساحل.

وطبقًا للتقرير الأمريكي، يقف توسع الجماعات التابعة لـ"داعش" وراء الزيادة في معدل الإرهاب داخل عدة دول بالساحل، محذرا من أن يحول انتشار الجماعات التابعة لـ"داعش" وتنظيم القاعدة، أفريقيا إلى ملاذ للإرهاب.