تصاعد لافت لجرائم القتل في مناطق سيطرة الحوثيين

الحوثي تحت المجهر - Monday 16 May 2022 الساعة 08:43 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تصاعدت جرائم القتل الأسرية في ظل تزايد ملحوظ للجرائم الجنائية في المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.

وشهدت عدة محافظات يمنية انتشاراً مخيفاً ومفزعاً في عدد الجرائم الأسرية بشكل غير مسبوق دّق ناقوس الخطر منذ بدء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي ذراع إيران، إبان انقلابها على الحكم بصنعاء في 21 سبتمبر 2014.

آخر وأحدث هذه الجرائم كانت في الأيام الماضية ثلاث جرائم أبرزها التي ارتكبها شاب يُدعى “عمار زهرة“، مساء الجمعة، أدت إلى مقتل وكيل أمانة العاصمة السابق “عبد العزيز زهرة“، مع زوجته، ونجله “بشير“، بحي حدة في صنعاء، وإصابة امرأتين من أسرة غليس ووفاة جنين إحداهما على يد مسلح في مديرية السدة بمحافظة إب، وقيام مواطن يُدعى “محمد قايد نصر العسكري“ بمديرية جبل راس بمحافظة الحديدة بتصفية 4 من أفراد أسرته وإصابة 2 آخرين.

وتصدرت محافظة إب النسبة الأعلى من بين أربع محافظات تشهد تزايداً في جرائم القتل الأسرية والجنائية المختلفة، يليها صنعاء ثانيا، وتعز ثالثا، وعمران رابعا.

وسجلت معدلات الجرائم الأسرية ارتفاعاً ملحوظاً عام 2021 بنسبة 15% بحسب مصادر أمنية لـ(نيوزيمن) عن عام 2020، خصوصاً في ظل استمرار الحرب حيث تزايدت جرائم العنف الأسري ووصلت لنسبة قياسية عالية التوحش له رابط وعلاقة طردية بالبيئة المعاشة والمناخ العام للجمهور والسلطات ولا سيما مع ثقافة العنف والتحريض والكراهية السائدة، التي لها تاثير سلبي يؤدي إلى خلق مزيد من التفكك الأسري في أوساط المجتمع.

ولا يبدو الحديث عن ظاهرة الانتحار أفضل حالاً، خصوصاً مع ما تركته الحرب والظروف المعيشية الصعبة من تداعيات نفسية خطيرة على اليمنيين، فقد أقدم نحو 94 شخصاً على الانتحار العام الماضي، بحسب مصادر أمنية لـ(نيوزيمن) من بين هؤلاء 20 قاصراً، معظمهم من الإناث، ومعظمهم استخدموا السم والشنق، والحرق، كوسيلة للموت، إضافة إلى وسيلة السقوط من مكان مرتفع.

وأكدت مصادر أمنية، أن قيادات وزارة الداخلية لحكومة الانقلابين الحوثيين بصنعاء تتكتم عن الأعداد الحقيقية للجرائم الأسرية وحالات الانتحار التي ارتفعت بشكل قياسي والموجودة في سجلات الأجهزة الأمنية الموالية لها في مناطق سيطرتها.

وتنوعت جرائم القتل، التي تزايدت خلال الثلاثة السنوات الماضية، ما بين جرائم أسرية وجنائية وجرائم أخرى، دوافعها مختلفة، يرتكبها قيادات ومسلحون مرتبطون بمليشيا الحوثي والبعض الآخر منها جرائم يرتكبها مواطنون يعانون من حالات نفسية او ظروف معيشية قاهرة، وسجلت مئات جرائم القتل المتنوعة أغلبها داخل الأسرة الواحدة، والأقارب، كما حدثت جرائم جنائية بشعة بسبب الخلافات الأسرية في الريف نتيجة مشاكل تقاسم الورث والأراضي في ظل غياب القانون وسلطة الدولة والقضاء.

وبحسب موقع “ترافل ريسك ماب“ صنفت اليمن واحدة من بين خمس دول عربية الأكثر خطورة من الناحية الأمنية للعام 2022م، وضمن أخطر 15 دولة في العالم، ويعتمد التصنيف على معلومات الإرهاب وحركات التمرد والاضطرابات ذات دافع سياسي، والحروب والاضطرابات الاجتماعية بما في ذلك العنف الطائفي والعرقي والجرائم الأخرى.

وأرجع خالد الأشبط رئيس المجلس التربوي في تصريح لـ(نيوزيمن) حقيقة أسباب انتشار جرائم القتل بالمناطق التي تسيطرعليها جماعة الحوثي إلى سببين: الأول فكري والثاني معيشي واقتصادي، موضحا أن مليشيا الحوثي ادخلت المجتمع وخاصة الشباب في صراع ذاتي ونفسي وذلك من خلال الأفكار الدخيلة على مجتمعنا والتي تعمل هذه الجماعة على تعبئة الشباب بأفكارها ومعتقداتها الدينية والطائفية وذلك من خلال دوراتها التثقيفية التي لا تتوقف عن إقامتها للشباب وللمجتمع بشكل عام محاولة محو معتقدات وثقافة وعادات وقيم المجتمع اليمني الذي تعايش بها لمئات السنين.

وحذّر الأشبط، من العواقب الوخيمة للتعبئة الحوثية الخاطئة، والدخيلة على المجتمع التي تُعدّ السبب الرئيس لازدياد العنف الأسري، والذي تستهدف خصوصا الشباب وجعلت البعض يعيش في حالة انفصام شخصية والدخول بحالة نفسية ينظر من خلالها إلى أسرته خارجة عن المعتقد الذي عُبئ به من قبل جماعة الحوثي وطالما هي مخالفة ولا ترضى بمعتقدات وأفكار الحوثيين فهي تستحق الموت وهذا ما يحصل في كثير من مناطق سيطرة هذه الجماعة.

وأضاف الأشبط، إن مليشيا الحوثي تسببت في سوء الوضع  المعيشي للمواطنين عبر قيامها باللابتزاز وفرض الإتاوات والجبايات الجبرية تحت مسميات عديدة، وخلق المشاكل الحياتية أمامهم وعدم صرف المرتبات وخلق الأسواق السوداء لكثير من البضائع في ظل عدم وجود فرص عمل للشباب وجعلهم أمام خيارين لا ثالث لهما إما الموت جوعا أو الموت بجبهات الحوثي، حد قوله.

وأكد التربوي الأشبط أن دائرة العنف ليس لها حدود، فقد دفعت المليشيات الناس إلى الانتحار او قتل أسرهم لعدم قدرتهم على إعالة أبنائهم وانعدام القوت اليومي، فتجد الكثير من الجرائم أب يقتل أطفاله وزوجته لأنه عجز عن إعالتهم. وأب آخر ينتحر لأنه لا يستطيع توفير متطلبات أسرته، والكثير من هذه الجرائم الناجمة عن هذه الجماعة التي ترفع شعار الموت منذ نشأتها، فجرائم الحوثي على المجتمع اليمني ومحاصرته وابتزازه ونهب مرتباته وفرض الأفكار والمعتقدات الطائفية والعنصرية لهذه الجماعه هي من أدت إلى انتشار جريمة القتل في المجتمع.