واشنطن صعدت التوتر.. مناورة لقاذفات صينية روسية ومناورة بحرية مرتقبة

العالم - Friday 27 May 2022 الساعة 08:17 pm
نيوزيمن، وكالات:

أعلنت هيئة الملاحة البحرية الصينية بأنها ستُجري تدريبات بحرية في بحر الصين الجنوبي غداً السبت، في تصعيد جديد للتوتر مع الولايات المتحدة.

وأضافت الهيئة في بيان، الجمعة، إن المناورات ستٌجرى في المنطقة المجاورة للساحل الصيني مباشرة، في مساحة بحرية صغيرة بعيدة عن المناطق المتنازع عليها مع فيتنام والفيليبين.

في غضون ذلك أدانت وزارة الدفاع الأميركيّة (البنتاغون)، إجراء مناورات عسكريّة صينيّة حول أرخبيل متنازع عليه في بحر الصين الجنوبي، معتبرةً أنّها "ستزيد من زعزعة استقرار" الوضع في المنطقة.

وقال البنتاغون في بيان إنّ "وزارة الدفاع قلقة بشأن قرار الصين إجراء مناورات عسكريّة حول أرخبيل باراسيل، في بحر الصين الجنوبي، من 1 إلى 5 يوليو".

وأشار إلى أنّ هذه الأنشطة "ستزيد عدم استقرار الوضع" في هذه المنطقة التي تتنازع السيادة عليها كلّ من الصين وفيتنام وتايوان.

وذكّرت واشنطن بأنّ "هذه التدريبات تنتهك أيضًا التزامات الصين" بموجب الإعلان المتعلّق بسلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي عام 2002.

ودعا البنتاغون "جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس"، محذّرًا في الوقت نفسه بأنّه "سيُواصل مراقبة" الأنشطة العسكريّة الصينيّة في المنطقة.

وكانت الولايات المتحدة انتقدت وحلفاؤها طموحاتها العسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ خلال زيارة الرئيس جو بايدن لآسيا الأسبوع الجاري.

وتعتبر الولايات المتحدة، اتساع الوجود العسكري والاقتصادي لبكين في منطقة تمتد من بحر الصين الجنوبي إلى جزر المحيط الهادئ، يشكل استراتيجية لتعديل ميزان القوى في المنطقة.

وقد اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، أن بكين تشارك في خطاب وفي أنشطة استفزازية بشكل متزايد، مثل تحليق الطائرات بالقرب من تايوان بشكل شبه يومي، في إشارة منه إلى مرور الطائرات العسكرية في "منطقة تحديد الدفاع الجوي" (أديز) التايوانية، في أماكن تبعد 150 كلم على الأقل من الساحل التايواني.

ودعا بلينكن إلى مواجهة مساعي "الصين لإعادة تشكيل النظام الدولي"، وفق قوله.

ورأى في خطاب ألقاه في جامعة جورج واشنطن، الخميس، أن بكين تشكل "أخطر تهديد طويل الأمد على النظام الدولي".

 وقال "لديها رؤية ستبعدنا عن القيم الكونية التي حافظت على قدر كبير من التقدم العالمي مدى الأعوام الـ75 الماضية".

وأقر بلينكن بوجود إجماع متزايد على أن الولايات المتحدة لا تستطيع تغيير مسار الصين وطموحات رئيسها شي جينبينغ.

وجاءت تعليقات الوزير بلينكن في أعقاب تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الأسبوع بالدفاع عن تايوان في حال هجوم بكين على الجزيرة.

وفي ضوء تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين بسبب تايوان، أعلن رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي، أن لدى بلاده خطط طوارئ للتحرك إذا وقع هجوم على تايوان.

إلا أن الرد الصيني أتى سريعاً، حيث دعت الخارجية الصينية الولايات المتحدة إلى "عدم التقليل من أهمية" تصميم الصين على الدفاع عن سيادتها.

وعقب تلك التصريحات أجرت القوات الجوية الصينية والروسية مهمة استطلاع مشتركة  في أجواء منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.

وقالت الوزارة، إن قاذفات استراتيجية روسية من طراز "تو-95 إم. سي" وأخرى صينية طراز "شيان اتش-6" أجرت دورية في أجواء بحر الصين الشرقي وبحر اليابان.

وذكرت الوزارة أن القاذفات الروسية ظلت في الجو لمدة 13 ساعة.

وأوضحت الوزارة أيضاً أن الطلعات الجوية نفذت في إطار التعاون العسكري الروسي-الصيني للعام 2022.

من جهته، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن التدريب الاستراتيجي لقاذفات القنابل الروسية والصينية في شرق آسيا يُظهر عمق تحالف الدولتين.

وقال المسؤول الأميركي لوكالة "رويترز"، إن الخطوة هي أول تدريب عسكري مشترك بين الصين وروسيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير، وتأتي في نهاية جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن في المنطقة.

وبالتزامن مع ذلك أعلن الجيش الصيني، أنه أجرى مؤخراً تدريباً عسكرياً حول تايوان "كتحذير جدي" للولايات المتحدة من مغبة تفاعلها مع الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها بكين جزءاً من الصين.

وقال الجيش الصيني في بيان: "في الآونة الأخيرة نظمت القيادة القتالية الشرقية لجيش التحرير الشعبي الصيني دوريات استعداد قتالية مشتركة وتدريبات عسكرية في البحر والمجال الجوي حول جزيرة تايوان".

وأضاف: "يعد ذلك تحذيراً جدياً بسبب النشاط الأخير بين الولايات المتحدة وتايوان".

وأكد البيان أيضاً أن جزيرة تايوان لا تزال تعد جزءاً من الصين، وأنه توجد لدى القوات المسلحة الصينية كل الفرص وهي مصممة على منع تدخل القوى الخارجية وأي محاولة من قبل القوات الانفصالية لتنظيم "استقلال تايوان".

وعلى صعيد متصل أطلقت الصين لتوها مبادرة رئيسية لتوسيع التعاون الأمني والتجارة الحرة مع دول جنوب المحيط الهادئ، قوبلت بالشجب من قبل أستراليا، حليفة الولايات المتحدة.

وأكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن الاتفاق "لا يُفرض على أحد، ولا يستهدف أي طرف ثالث، ولا توجد نية على الإطلاق لإنشاء قاعدة عسكرية".