أوكرانيا ترفض دعوة كيسنجر لها بالحياد والتخلي عن بعض أراضيها لروسيا

العالم - Friday 03 June 2022 الساعة 10:18 am
نيوزيمن، وكالات:

انتقد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس، بشدة مقترحات لسياسي أمريكي بارز بأن تتخلى بلاده عن أراض وتقدم تنازلات لإنهاء الحرب مع روسيا، قائلاً إن الفكرة تشبه محاولات استرضاء ألمانيا النازية في عام 1938.

وأدلى زيلينسكي وأحد كبار مساعديه بتصريحات غاضبة عن الأمر في وقت تواجه فيه القوات الأوكرانية هجوماً جديداً في منطقتين شرقيتين سيطر الانفصاليون الناطقون بالروسية على جزء منهما في عام 2014. 

وكان وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، اقترح قبل يومين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أن تسمح أوكرانيا لروسيا بالاحتفاظ بشبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014.

وحث كيسنجر الغرب على التوقف عن محاولة إلحاق هزيمة ساحقة بالقوات الروسية في أوكرانيا، محذرًا من أن ذلك ستكون له عواقب وخيمة على استقرار أوروبا على المدى البعيد، وفق تقرير نشرته صحيفة "تلغراف" (Telegraph) البريطانية.

وقال كيسنجر، مهندس التقارب بين الولايات المتحدة والصين بعد الحرب الباردة، في كلمة ألقاها في منتدى دافوس إنه سيكون من الخطورة بمكان بالنسبة للغرب الانغماس في مزاج اللحظة ونسيان مكانة روسيا في ميزان القوى الأوروبي.

وذكّر كيسنجر القادة المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي بأن روسيا كانت جزءًا أساسيا من أوروبا على مدى 400 عام، كما كانت الضامن لتوازن القوة في أوروبا في الأوقات الحرجة.

ومضى قائلا: "ولا ينبغي أن تغيب تلك العلاقة طويلة الأمد عن أذهان القادة الأوروبيين، كما لا ينبغي أن يجازفوا بدفع روسيا إلى الدخول في تحالف دائم مع الصين".

وحذر وزير الخارجية الأميركي الأسبق والسياسي المخضرم من إطالة أمد الحرب في أوكرانيا، وقال إن على القادة عدم السماح للحرب بالاستمرار لمدة أطول.

 وحث قادة الغرب على حمل أوكرانيا على قبول الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع روسيا حتى وإن كانت شروط التفاوض أقل من الأهداف التي تريد الخروج بها من الحرب.

واستطرد كيسنجر قائلا: "يجب أن تبدأ المفاوضات خلال الشهرين المقبلين قبل أن تؤدي إلى اضطرابات وتوترات لن يكون من السهولة بمكان التغلب عليها. ومن الأفضل أن يكون الهدف هو العودة إلى الوضع السابق (قبل اندلاع الحرب)".

وشدد كيسنجر على أن مواصلة الحرب بعد تحقيق ذلك الهدف لن تكون من أجل استعادة حرية أوكرانيا، بل ستكون حربا جديدة على روسيا نفسها.

وأعرب عن أمله في أن يتعامل الأوكرانيون مع الأزمة بحكمة، وقال "آمل أن يقرن الأوكرانيون البطولة التي أظهروها بالحكمة"، مضيفًا إن الدور المناسب لأوكرانيا هو أن تكون دولة محايدة بدلاً من السعي لأن تكون جبهة أمامية أوروبية في الصراع مع روسيا.

وتأتي تصريحات كيسنجر وسط مؤشرات متزايدة على أن التحالف الغربي ضد فلاديمير بوتين يشهد تدهورا متناميا مع تفاقم أزمة الغذاء والطاقة وبلوغ العقوبات الغربية على روسيا حدودها القصوى.

ونقلت صحيفة تلغراف عن روبرت هابيك نائب المستشار الألماني قوله خلال مداخلة في منتدى دافوس، "إننا نشهد الآن أسوأ ما في أوروبا"، متهما المجر ودولا أخرى بشلّ محاولات باقي دول الاتحاد الأوروبي فرض حظر كامل على استيراد النفط الروسي.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي الأسبق تأتي وسط مؤشرات على انقسام في موقف الساسة الأميركيين بشأن الحرب، بعد تصويت 11 عضوا جمهوريا في مجلس الشيوخ و57 عضوا في الكونغرس الأميركي ضد حزمة المساعدات الضخمة التي تعتزم إدارة الرئيس جو بايدن منحها لأوكرانيا والتي تبلغ قيمتها 40 مليار دولار أميركي.

وقالت هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز في 19 مايو/أيار، إن التوصل إلى سلام عن طريق التفاوض قد يتطلب اتخاذ كييف بعض القرارات الصعبة، نظراً لأن تحقيق نصر عسكري حاسم ليس أمراً واقعياً.