حرب الشيلات أمام زوامل الحوثي.. لون آخر يظهر بالوسط

المخا تهامة - Saturday 11 June 2022 الساعة 11:02 am
المخا، نيوزيمن، إسماعيل القاضي:

في إحدى الليالي المقمرة قبل ثلاث سنوات من هذه الليلة التي تشبهها تماما وأن اختلفت معها بالمكان، مضى زمن لا بأس به عندما استمعت فيها مع مجموعة من الشبان، وهم يمضغون القات على انفراد، المسجل mp3 وهو يصدح في جو فسيح، تحت أشعة القمر الفضية بالزوامل.

تعود هؤلاء على ذلك المكان، وفي خاطر كل واحد منهم مشاريعه ومستقبله، كانت الحرب قد وقفت من جانب واحد، باتفاق السويد، والتزم بها جانب واحد، فيما الأخبار والبطولات والباروت والانضمام لم يفارق حديثهم، وصوت المسجل يرتفع بزوامل، إذ كانت يومها الزوامل في أوج انتشارها بين الناس قاطبة، كونها لوناً جديداً أضيف لأغاني المستقبلين، منذ انقلاب الحوثيين على السلطة في صنعاء.

الزوامل بشقها الحوثي، ودعائها إلى الموت، لكن تقبلته الجماهير، كلون طغى بالوسط، وسيفقد بريقه هذا ذات يوم كما الأغاني التي تشتهر وسرعان ما تضمحل، ويعزف عنها الناس كمزاج عام ينتشر ويرغب به الناس بعضهم، القمر كأنه يعوف (يكره) الموت أيضا كلما سمع زاملا توارى خلف الغيوم، التي تهب من الجنوب إلى الشمال، تحجب عن الأرض أشعته، وسرعان ما يعود بضوئه الفضي، كلما سمع أغنية وموسيقى تدعو إلى الحياة والعيش، والحب.

كان مسجل الشباب، فوضويا فيما يبث منه، أغان يمنية وطرب وأيوب وأبو بكر وراشد وهيفاء واليساء، زامل هنا وخمس أغان مبعثرة، زامل لمقاومة مأرب، وآخر حوثي، نانسي، أبو حنظلة، وأغان أخرى، ذوق فوضوي حقاً هنا، ولكنه على الأغلب يعطي لمن يسمعه نوعاً من تخديرة يمُنّي نفسه بها منذ ظهر اليوم، نقاش عام، بطولات أقرانهم فيمن التحقوا بالمقاومة والقوات المشتركة، مبدين استغرابهم من شاب آخر رفض أن ينضم لحراسة موقع في مناطق مستقرة لينضم إلى الجبهة، ويقاتل كرجل ويعيش وهج المعارك، ورائحة الباروت.

في الأغلب كانت الزوامل تنتشر، وتدب في الذوق العام كلون جديد، انتهت لمتهم، القمر عاد من حيث طلع بعد أن توارى خلف السحاب، ونامت القرية.

ثلاث سنوات مضت على ذلك الذوق العام للزامل توارى كما يتوارى هذا القمر الهابط رويدا في عمق البحر، وأصبح اللون المفضل هنا أو هناك أو محركات البحث على قنوات اليوتيوب، الشيلة السعودية الأشهر هذه الأيام سواء في المخا أو عموم اليمن، بدر أبو حنظلة، ونادر وآخرون.

استبدلت الجماهير الزوامل بشيلة بدر العزي، وحظيت بانتشار واسع وقبول عام، الباصات تسمعها تصدح بالشوارع والفرزات، وحالات الوتس، ومنصات التواصل، وأغاني المناسبات والأفراح، صديقي المتأخر نوعاً ما عن الجماهير وصلته أغاني بدر، وأصبح في كل يوم يسمعها، بعد الغداء كتحلية لما أكل.

لم أفكر أن تكون معركة العرب بهذا الشكل، أو لكنت سباقاً لتأليف أغنية، أو تعلم العود، فهنا أي وسيلة قد تساعدنا في دحر دعاة الإرهاب، انتصار قبلي للنضال الوطني والعربي ككل، اليوم شيلات بلون سعودي تغرق الذوق العام العربي قبل اليمني، ويساعد ذلك في الكبح من انتشار زوامل الموت، تخيل معركة ظل هذا الكهنوت يستمد منها كل هجمة ودعوة للقتل لليمنيين، أن تتوارى خلف شيلة بطعم سعودي ولون خليجي، كأنها لخصت معركتنا الوطنية أن ثمة انتصارا نستمده من الأشقاء حتى ولو كانت شيلة تناسب الجماهير وتسبب عزوفهم عن صراخ الليث.

نصر آخر ينتشر خليجياً شيلات متنوعة.. وللقمر أن يخلد الليلة دون أن يتوارى خلف السحب، فثمة مسجل باص يصدح من جانب الشاطئ بشيلة تطرب من فيه من شبان، لهم طموحهم ومعركتهم وذوقهم، وربما عشيقات أشعلت لهيب صدورهم بما حملته شيلة "يا ليلي من الهواء والشوق كيف أنه.. يسهرني يعنيني يبكيني".