إقبال كبير على خدمات مستشفى حيس الريفي وسط شحة في الإمكانيات

المخا تهامة - Tuesday 26 July 2022 الساعة 09:45 am
حيس، نيوزيمن، خاص:

مع استمرار الحرب وتداعياتها الكارثية في البلاد، تتسع دائرة المتضررين منها، وفي رأس القائمة الفئات الأشد فقراً وضعفاً وبذلك تتضاعف معاناتهم، فالأمراض والأوبئة، بما فيها سوء التغذية من أسوأ تداعيات الحرب التي انتشرت بشكل كبير في زمن ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

مستشفى حيس الريفي، في جنوب الحديدة، لا تكاد أقسامه تخلو من طالبي العلاج، حيث تتعرض لضغط كبير وإقبال يفوق التوقعات.

 ويقدم المستشفى خدماته في أكثر من عيادة، رغم افتقاره لأبسط الأدوية، ويتواجد فيه قسم خاص لرقود الأطفال المصابين بسوء التغذية الوخيم، حيث يمثل ملاذاً أخيراً لأهالي المدينة والمناطق والقرى المجاورة، الذين يأتون إليه طلبا للعلاج.

في كل صباح ابتداءً من الساعة 8 وحتى 2 ظهراً، يستقبل القسم الخارجي لسوء التغذية في المشفى، الأمهات اللاتي يأتين لتتبع حالات أطفالهن المصابين بالمرض ويترددن إليه يومياً العشرات، لأجل الحصول على التغذية لهن ولأطفالهن الصغار، غالبيتهن من مناطق نائية يعيشن أصعب الظروف الإنسانية.

مسؤولة القسم، نبوت قحافة، قالت لنيوزيمن، نستقبل في القسم الخارجي يومياً، 80 حالة ما بين جديد ومتردد، ويأتي معظمهم من المناطق الريفية المجاورة.

وأكدت، أن الصراعات الحاصلة في البلاد أثرت كثيراً على الأطفال والاُسر، لذلك نلاحظ أن حالات سوء التغذية ازدادت بكثرة، وحال الناس وظروفها المعيشية صعبة جداً، حتى إن بعض الأسر لا تستطيع أن توفر لأطفالها ولو وجبة واحدة.

كل ذلك كان في قسم العيادات الخارجية، أما في قسم الرقود، أكثر من صور تعكس المأساة، أطفال بعمر الزهور، فتك بهم فيروس الجوع المتمثل بسوء التغذية، تهرمُ أجسادهم أمام أهاليهم العاجزين بلا حول ولا قوة، يرقدون على الأسرة بأجساد مضعفة تمتلك الروح فقط، والمشاهد هنا أبلع من ألف مقال.

وأكدت الممرضة ياسمين، إحدى العاملات في قسم الرقود، أنهم يستقبلون شهرياً ما بين 20 إلى 25 حالة من الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد والوخيم مع وجود المضاعفات، ويرقد كل منهم بحسب حالته بين قسمي، المرحلة الانتقالية والاستقرارية، ويتم معالجتهم بالحليبات والمضادات الحيوية حتى يتماثلوا للشفاء.

ونوهت، إلى أن القسم يعاني من نقص في الخدمات، ويحتاج من قبل الجهات الرسمية والجهات الممولة الخارجية وفاعلي الخير، إلى دعم أكثر من ناحية توفير العلاجات اللازمة، وخصوصاً دعم الأمهات بمبالغ مالية والتي ستسهم في التخفيف من المعاناة وتكاليف السفر، كونهن يأتين من مناطق بعيدة.

هذا المكان لا تكاد تخلو منه المأساة، فأينما تولي وجهك في زوايا أقسامه وأَسِرَتِه، فثمة صور لأطفال ازدادت مضاعفاتهم المرضية، فالطفلة مريم، مثالا لمئات من الأطفال، ضحايا الظروف المعيشية، وسوء التغذية.

لكنها أيضاً تعاني آلام الفَتْق السُّرِّي لم تستطع أسرتها إجراء عملية قررها الأطباء، كما أن مستشفى حيس ذي الإمكانات المتواضعة لا تتوفر فيه مثل هذه العمليات، وهو واقع مؤسف يدفع ثمنه الأطفال في مناطق جنوب الحديدة والساحل التهامي.

جدة الطفلة مريم تقول، إن مريم نزحت هي وعائلتها إلى حيس، بسبب الحرب واشتداد المعارك القريبة من قريتها الكائنة، بجبل ذو بأس الواقعة غرب المديرية، موضحة أن الطفلة مريم حالياً تحتاج لإجراء عملية للفتق السري المتضخم في بطنها، ووالدها لا يستطيع فعل ذلك، فظروفه صعبة جداً ولا يتوفر لديه أي عمل، حتى إنه يجلب منه بعض المصاريف، فحالتهم المعيشية يرثى لها. 

الجوع والفقر والمرض، فيروس منتشر في المناطق النائية خصوصاً في جنوب الحديدة، وهي مناطق كانت واقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي، فالمخاوف هناك تتعاظم أكثر نتيجة إصابة الأطفال بسوء التغذية والمضاعفات المرضية.