محافظة الحوبان الحوثية.. مركز أمني ضد الجنوب والساحل الغربي

تقارير - Tuesday 18 October 2022 الساعة 08:15 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

محافظة الحوبان.. هكذا أصبح حال الجزء الشمالي الشرقي الذي تسيطر عليه ذراع إيران في اليمن بعد 8 سنوات من وصول أولى جحافل الحوثي إلى جولة القصر التي تحولت إلى حد فصل تعز عن تعز.

كرس الحوثي الانفصال في تعز، وشطر المحافظة إلى محافظتين واستأثر بالجزء الذي يربط شرق تعز إلى حدود لحج بغربها في البرح، وشمالاً إلى حدود مدينة القاعدة، وبذلك تموضعت قواته كهلال على رقبة الحالمة.

في الحوبان مصانع هائل سعيد أنعم التي يعمل فيها آلاف العمال من أبناء تعز الذين كانت تتقاطر حافلات الشركات صباحاً وظهراً ومساءً لنقل وإعادة العمال من وإلى الحوبان في مشهد جميل يحن أبناء تعز أن يكحلوا عيونهم برؤيته مجدداً كونه جزءاً من زمنهم الجميل.

كانت الحوبان قبل الاجتياح الحوثي هي المساحة الأكثر نمواً عمرانياً من باقي أحياء ومناطق تعز وما زالت كذلك إلى اليوم تنمو بشكل متسارع لزيادة الطلب على العقارات فيها للسكن والاستثمار.

إذاً، للحوبان أهمية ورمزية في وعي أبناء تعز بينما تمترس فيها الحوثي كونها تشكل مصدر جباية وجني للأموال، وكذلك لأهميتها عسكريا ولأنها بوابة تعز شمالا، ولأن فيها المطار وحدائق الأطفال المركزية على مستوى المحافظة، وبذلك تشمل أهمية الحوبان في وعي أبناء تعز حتى الأطفال الذين حرمهم الحوثي فسحة الجمعة والأعياد في حدائق الحوبان.

في المقابل توجه جيش الإخوان الذي يحكم تعز جنوبا لاجتياح الحجرية المحررة ونشر قواته ومعسكراته ومليشياته فيها ووضع جدران وطرابيل تحجب خطوط التماس مع الحوثي عن بعضها.

وتسيطر مليشيا الحوثي على نحو ثلث مساحة تعز بواقع 4 آلاف كلم2 من إجمالي 12.605 كم2 وتتخذ من الحوبان مركزا لإدارة المديريات الخاضعة لسيطرتها، حيث حولت مدينة الصالح إلى مقر إداري للمحافظة ومعتقل كبير لآلاف اليمنيين الذين وصلوا إلى هذا المعتقل المرعب.

ولم تعد الحوبان فقط مساحة منفصلة يستخدمها الحوثي لاستهداف تعز عسكريا وحصارها بل تحولت إلى مركز أمني واستخباراتي ضد تعز القوات والمشتركة والقوات الجنوبية والجنوب بشكل عام.

ويتحدث معتقلون مفرج عنهم من سجون مدينة الصالح أن مليشيات الحوثي تعتقل بشكل يومي عشرات الأفراد وتستجوبهم للحصول على معلومات وأسماء أفراد الجيش في تعز وأفراد القوات المشتركة كما يوجد قطاع خاص للجنوب يتم فيه اعتقال والتحقيق مع الكثير من أبناء الجنوب القادمين من صنعاء عبر تعز او المغادرين من عدن ولحج صوب صنعاء.

وترفض المليشيات إطلاق المعتقلين إلا بعد أن يعترفوا بأسماء المنتمين من مناطقهم إلى القوات الجنوبية والوية العمالقة وأسماء أقاربهم ومعلومات حول القيادات العسكرية والنشطاء كذلك.

وبعد سنوات من فصل مليشيا الحوثي الحوبان عن قلب تعز تقزمت أحلام التحرير واستعادة المناطق الباقية تحت سيطرة المليشيات ولم يعد غير المبعوث الأممي من ينتظر أبناء تعز نجاحه في إقناع الحوثيين بفتح الطرقات من وإلى الحوبان.

نسيان الحوبان وغيابها عن خطاب وتناولات قوى تعز السياسية والمجتمعية استسلام خطير لواقع فرضته المليشيات الحوثية بسيطرتها وقوات الإخوان بعجزهم عن تحرير المساحة الأهم بعد مناطق الساحل الغربي.