ألغام الحوثي تتسبب بتراجع المساحات المزروعة في تهامة

المخا تهامة - Monday 07 November 2022 الساعة 08:56 am
الخوخة، نيوزيمن، خاص:

قبل أن يتسلل ضوء الفجر، كان "عبدالله" يحرث حقلا صغيرا في ضواحي مديرية الخوخة، شديدة الخصوبة، وقد بدأ مطمئنا للمواضع التي تقع عليها قدماه، وبالقرب منه كانت الحقول اليانعة بأعوادها الخضراء الأخاذة تنبيء أنها ستنوء بعد أيام بأحمالها الثقال من سنابل الذرة، وهي مشاهد تعيد التذكير بمكانة تهامة، سلة اليمن الغذائية على مر العقود الماضية. 

لكن تلك المشاهد، لا يمكن رؤيتها في حقول أخرى على امتداد الشريط الساحلي، بعدما غمرتها مليشيات الحوثي بآلاف الألغام، وتسببت في تراجع المساحات المزروعة بنسبة تصل إلى 38 بالمائة، مقارنة بما كانت عليها قبل الحرب التي أشعلتها الذراع الإيرانية في اليمن.

وبحسب دراسة حديثة فإن كثيرا من الفلاحين في السهل التهامي لم يعودوا قادرين على حرث حقولهم الزراعية، نظرا للمخاطر التي تشكلها الألغام، ونتج عن ذلك تحول آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية إلى صحاري قاحلة.

ومع تقلص حجم الأراضي المزروعة تضاعفت معها خسائر القطاع الزراعي، فيما يتعلق بتراجع كمية إنتاج المحاصيل، وهو ما ألقى بثقله على المزارعين الذين تراجعت أرباحهم بنسبة تقدر بنحو 42 بالمائة.

بالنظر إلى تقديرات خبراء في مجال نزع الألغام، فإن مليشيات الحوثي، زرعت ما يقارب من مليوني لغم متعدد ما يجعل الساحل الغربي، أكبر حقل للألغام في العالم بعد الحرب العالمية الثانية.

وتعكس تلك الأرقام، المخاوف من مخاطرها الكبيرة على حياة السكان والتي ستمتد لعقود قادمة، وهي مخاوف دفعت الفرق الهندسية للقوات المشاركة للانتقال إلى جبهة أصبحت تعد الأهم على الإطلاق وهي مجابهة فخاخ الموت الحوثية.

أثمرت تلك الجهود في تطهير آلاف الحقول الزراعة من ألغام مليشيات الحوثي، مما أتاح للمزارعين العودة إلى ممارسة مهنتهم السابقة بعد أن كانت حقولهم الزراعية يطويها النسيان.

ويؤكد مدير مكتب الزراعة في مديرية المخا، محمد قليهط، أن الفرق الهندسية أسهمت إلى حد كبير في تطهير أجزاء واسعة من مناطق الساحل الغربي، وهو الأمر الذي مكن المزارعين من العودة إلى حقولهم الزراعية.

ويضيف إن عملية انتزاع الألغام، ما تزال بحاجة إلى جهود مكثفة نظرا للأذى الكبير الذي طال أهم الأراضي الزراعية في البلاد، والتي شكلت على مدى عقود زمنية، سلة الغذاء اليمني.

وبالنسبة إلى "علي العليلي" وهو أحد كبار مزارعي مديرية الخوخة، فإن تطهير أجزاء واسعة في تهامة من مفخخات الحوثي، مكنها من إمداد الأسواق المحلية بحاجتها من المحاصيل النقدية والحبوب والتمور، والمحاصيل الأخرى.

ويضيف إن تهامة شكلت على مدى القرون الماضية، المخزون الغذائي للسكان، وحافظت على مكانتها في هذا الجانب، لكنها اليوم بحاجة إلى استعادة مكانتها من جديد من خلال تنظيفها من الألغام الحوثية وإعادة زراعة رقعة الأراضي التي تقلصت بسبب حرب مليشيات الحوثي.