ألغام الحوثي تقضم أطراف المدنيين.. يتذكر "علي" لحظات الموت المرعبة حينما فقد قدمه

المخا تهامة - Sunday 20 November 2022 الساعة 09:14 am
الخوخة، نيوزيمن، خاص:

على رصيف علقت فيه صور الضحايا، يجلس "علي قاسم" إلى جانب العشرات من ضحايا ألغام الحوثي، بصمت فيما كان الحزن يملأ وجوه الضحايا تحسرا على "الإعاقة" التي يعانون منها والتي سيحملونها طيلة حياتهم.

مصدر ذلك الألم الذي لا ينسى -كما يقول "علي"- هو مليشيات الحوثي التي زرعت الألغام في طريق المدنيين، وحولت الآلاف منهم إلى ضحايا منسيين، وفوق ذلك تقوم الأمم المتحدة بدعم المجرمين بالأموال لنزع الألغام التي زرعتها "ليس هذا عدلا وإنما شراكة في الجريمة وأتيت اليوم إلى هنا، للتنديد بذلك الدور".

ويرى "علي" الذي فقد قدمه في انفجار لغم زرعته مليشيات الحوثي، ويشارك اليوم في وقفة احتجاجية للتنديد بدعم الأمم المتحدة لمليشيات الحوثي، "بدلا من تطهير مناطق الساحل الغربي من الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي يتم مكافأة المجرم بملايين الدولارات، إنه دعم واضح للمليشيات لارتكاب المزيد من جرائم زراعة الألغام".

و"علي" الذي كان في مهمة لجلب بعض الحاجات لأسرته على متن دراجته النارية، قبل سنوات، قذف به انفجار صم الآذان وأثار حوله موجة من الغبار والأدخنة، وتسبب ببتر إحدى قدميه، فضلا عن إصابته بعشرات الشظايا.

ويروي علي البالغ من العمر نحو 35 عاما، لحظات الموت المرعبة، قائلا: "ساعتها لم لكن قد فقدت وعيي، إنما بقيت بضعة دقائق أحاول جاهدا معرفة ما الذي حدث، وقبل أن أدرك الحقيقة، غبت عن وعيي، بعدما سرت آلام رهيبة بجسدي المثخن بالجراح والدماء".

"كانت لحظات مرعبة" يضيف "علي" وعلامات الحسرة بادية على محياه، وهو يشرح أهوال الجريمة التي أفقدته قدمه، شممت رائحة لحم ممزوجة برائحة ملابس محترقة، شعرت بغثيان وآلام لم أقوَ على تحملها، ورغم ذلك كنت أحاول تفسير ما حدث دون فائدة.

"عندما استعدت وعي وجدت نفسي في مكان غير الذي كنت فيه، وحاولت النهوض من مرقدي، دون أن أتمكن من ذلك، وطيلة أشهر عدة من تلقي العلاج، أنفقت كل ما أملك دون أن أتمكن من استعادة الجزء الذي فقدته من جسمي".   

"كانت رحلة اللا عودة"، يصف ذلك الرجل "الحادثة الأليمة"، فخسارة قدمي تعني لي خسارة حياتي، فأنا نصف ميت ونصف حي، فلا أعمال أقدر على تنفيذها، ولا أشغال أسعى لتأديتها.

ما بين لحظات صغيرة، تحولت حياتي إلى مأساة، فقدت طعم الحياة، يقول "علي" وهو ينظر إلى قدمه التي فقدها بانفجار اللغم الحوثي، "ومعها فقدت القدرة على تدبير نفقات أسرتي".

وشارك العشرات من ضحايا الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي، في الحديدة، في وقفة احتجاجية للتنديد بدعم الأمم المتحدة لهيئات حوثية تدعي نزع الألغام، لدواعٍ إنسانية.