تلوث المياه بالساحل الغربي.. خطر يهدد حياة الساكنين

المخا تهامة - Monday 12 December 2022 الساعة 09:20 am
الخوخة، نيوزيمن، أحمد داود:

تعتبر مديريات جنوب الساحل الغربي من أكثر المناطق وفرة بالمياه الجوفية لقربها من سطح مياه البحر الأحمر، إلا أن الآبار فيها تعاني تلوثا بنسبة وصلت إلى 90%، حسب دراسة حديثة أجرتها منظمة التكافل الفرنسية.

الدراسة التي أجريت على آبار المياه في ست مديريات من الساحل الغربي هي "حيس، الخوخة، المخا، موزع، الوازعية، ذو باب" أكدت أن هناك نسبة كبيرة من التلوث في المياه الجوفية وبنسب متقاربة بين كل المديريات المستهدفة. الدراسة قامت بها المنظمة الفرنسية وجاءت بمشاركة خبراء ومتخصصين في مجال المياه والموارد المائية والصرف الصحي في محافظتي تعز والحديدة. 

ويوضح مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي في الحديدة المهندس/ محمد بهيدر لـ"نيوزيمن": أن مياه مديرية حيس تعتبر ملوثة بشكل كامل والسبب وجود آبار في المديرية تحولت إلى بيارات -غرف لمياه الصرف الصحي- قبل ما يقارب 20 عاما، مضيفا: "عندما تم بناء مشاريع مياه كانت حيس تحتوي حينها على أكثر من 2000 بئر يصل عمق الواحد منها إلى 30 مترا تم تحويلها إلى بيارات ما تسبب في حدوث تلوث نسبة كبيرة من المياه في المديرية".

وأضاف المسؤول الحكومي، إن مديرية الخوخة تحتوي على ما يقارب 3000 بئر يدوي متواجدة بالقرب من منازل المواطنين وبجانبها بيارات الصرف الصحي وبمسافة بينهما لا تصل إلى 5 أمتار أحيانا، وهذا نتج عنه تلوث كبير في المياه بشكل رئيس.

وأكد بهيدر بأن المشكلة كبيرة جدا ومتشابهة في كل مديريات الساحل التهامي. 

التلوث الكبير في المياه النظيفة بالمناطق المستهدفة، تسبب بالعديد من الأمراض للمواطنين وأكثرهم من شريحة الأطفال والنساء، حيث كشفت دراسة ميدانية لمؤسسة المياه في مديرية حيس وحدها أن 60% من الأمراض التي أصابت الأطفال والنساء بينها الحميات والإسهالات وغيرها سببها تلوث المياه الجوفية.

وأوضح المهندس بهيدر بأن هناك دراسات أجرتها المؤسسة وقدمتها لعديد جهات محلية وكذا المنسق للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة باليمن تضمنت حلولا مؤقتة وعاجلة بشأن منع تلوث المياه الجوفية في مديريات الساحل الغربي وتحديدا جنوب محافظة الحديدة.

وقال: هناك حلول مؤقتة لهذه المشكلة وهي تتركز على عملية تعقيم البيارات من خلال مواد خاصة يتم نشرها في كل المنازل، إلى جانب التوعية المجتمعية. في حين أن الحلول الدائمة تتمثل في إنشاء أنابيب صرف صحي في كل المديريات وردم الآبار والبيارات نهائيا، وتصل تكاليف هذا المشروع إلى أكثر من مليون دولار في مديرية الخوخة وحدها.

وفي حديث بهيدر عن سبب انعدام المياه الجوفية في بعض المديريات قال إن ذلك يعود إلى تملح الكثير من الآبار إلى جانب استهلاك كميات كبيرة جدا من المياه في الزراعة ما أدى إلى جفاف عدد كبير من الآبار الجوفية.

وأطلق مسؤول المياه في الحديدة مناشدة إلى كل المسئولين للتعاون وإنقاذ مديريات الساحل من كارثة الجفاف والتلوث والتملح والتحرك نحو إيجاد حلول دائمة لحماية المواطنين.