إب.. مدينة السلام حولها الحوثي لمستنقع الموت

الحوثي تحت المجهر - Tuesday 13 December 2022 الساعة 08:49 am
إب، نيوزيمن، خاص:

على مدى سنوات طويلة، وقبل اجتياحها من قبل مليشيا الحوثي، ذراع إيران، ظلت محافظة إب، وسط اليمن، تنعم بالسلام والهدوء والأمن والأمان، ما جعلها قبلة السياحة ومكاناً مناسباً لقضاء الإجازات السعيدة.

سكينة المدينة ومسالمة أبنائها جعلها مطمعاً للمليشيا الحوثية، التي اجتاحت المحافظة في العام 2015، وعاثت فيها الفساد ونشرت القتل والرعب والهلع في صفوف الأهالي الذين يعيشون فصولاً سوداء ومظلمة في ظل سيطرة هذه الميليشيات الإرهابية.

مطمع الميليشيات الحوثية برز بشكل لافت في الزيارات المتكررة التي تقوم بها بعض قياداتها العليا، المعروفة بتورطها في البسط على أراضي وممتلكات عامة وخاصة في عدة محافظات يمنية خاضعة لسيطرتها.

أحمد حامد، الرجل الذي ينتحل صفة مدير مكتب رئاسة الجمهورية، ويلقب برئيس الرئيس في صنعاء، يعد أحد أبرز النافذين الحوثيين، الذين يزورون مدينة إب، وأيضا القيادي البارز محمد علي الحوثي وآخرين ممن يقودون ويدعمون عمليات البسط والسيطرة على مساحات وأراض وعقارات حكومية وتابعة لمواطنين.

الزيارات تحمل شعارات ويافظات تفقُد أوضاع المحافظة وتحسين أوضاع المواطنين والخدمات الضرورية، وفي الحقيقة هي زيارات هدفها استمرار علميات البسط والإشراف على مافيا الأراضي والعقارات وإحكام السيطرة ونهب حقوق المواطنين وممتلكاتهم.

ففي أسبوع واحد، فقط، تم تسجيل عشر الحوادث والاشتباكات بين قيادات حوثية وأخرى موالية لها، للبسط على أراض خاصة بمواطنين وأخرى تابعة للدولة، تمهيدا لبيعها بملايين الريالات وبالعملات الصعبة.

زيارات سابقة

في ديسمبر 2015 أعلنت المليشيا الحوثية أن محافظة إب عاصمة السياحة في البلاد، يومها زار أبو علي الحاكم المدينة وتم استقباله بداية سقوط النظام كان كما لو أنه فاتح جاء من بلاد بعيدة.

يقول المواطن "محمد.ع. ر. س" لـ"نيوزيمن": لم تكن تعي قيادة السلطة المحلية وبعض المواطنين العاديين أن الرجل أتى ليقص شريط الفوضى، ويفتح أبواب النهب أمام شهية الذين سيسلطهم لاحقا على أملاك الدولة ومقدراتها وبضوء أخضر من القيادات العليا.

يضيف: وقع الناس ضحية صورة مغلوطة مثلهم مثل غيرهم في بقية المحافظات قبل أن تتكشف الحقائق ليجدوا أنفسهم أمام عصابة تنشر الموت وتنهب المحصول، وأما السياحة التي قالوا عنها فقد تحولت إلى احتلال مجموعة من المشرفين القادمين من خارج المحافظة.

حوادث وانفلات أمني مخيف

لم تكن حادثة إعدام مسلح حوثي لأحد الشباب الذين يعملون في بسطة للخضروات بعد رفضه دفع إتاوات تقدر ب200 ريال -أقل من نصف دولارـ  سوى واحدة من أبشع الجرائم التي أدت إلى الاحتجاجات ومطالبة المواطنين بمحاسبة القاتل.

الشاب أحمد عبدالله، دخل في خلاف مع مسلح حوثي فقام مباشرة بإطلاق النار عليه ليسقط مضرجا بدمه أمام جموع المواطنين.

تزامنت تلك الحادث مع عشرات الحوادث في عدد من المديريات وعاصمة المحافظة أغلبها انتهت بالقتل وفي أقل من أسبوع إلى جانب عدد من الانتهاكات ومصادرة الممتلكات.

صراع القيادات

وحدها محافظة إب من استوعبت وجوها جديدة بأعداد مهولة بمجرد سقوطها بيد ذراع إيران، فقد تم تعيين عشرات الوكلاء وعشرات المديرين والمستشارين خلال السبع سنوات الماضية، ما أدى إلى صراع أفقي بين هؤلاء وارتفاع حالات الفساد بينهم بشكل لافت.

هؤلاء النافذون يتبعون قيادات عليا في صنعاء، لذا لا أحد يستطيع محاسبتهم سواءً سقط قتلى على أيديهم أو نهبت أرض أو صودرت ممتلكات حكومية أو خاصة.

في إب، الحارس الأمني يعمل والقضائي وجهاز الأمن الوقائي والزينبات والأمن السياسي والبحث الجنائي، ومكاتب الواجبات والأوقاف والضرائب والنظافة وبوتيرة عالية دون مراعاة لظروف المواطنين.

كما يتم مصادرة أملاك خاصة ونهب إيرادات الجامعة وتغيير أئمة الجوامع على نطاق واسع ونهب للمنشآت الرياضية وحتى البيوت الأثرية ومخططات الشوارع العامة كل ذلك على حساب أمن واستقرار المحافظة.