أسبوع الشهيد.. الحوثي يخلد قتلاه بمزيد من المقابر والصور

الحوثي تحت المجهر - Saturday 17 December 2022 الساعة 02:11 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

دأبت ميليشيا الحوثي -ذراع إيران في اليمن، على إحياء ما بات يعرف بـ أسبوع الشهيد، وهي إحدى الفعاليات التي استحدثتها الميليشيات في مناطق سيطرتها، من أجل الترويج لثقافة الموت، واستمرار حشد مزيد من المقاتلين في صفوف المواطنين وطلاب المدارس والجامعات وإرسالهم لجبهات القتال.

ومع دخول شهر ديسمبر، يستنفر قادة الميليشيات الحوثية عبر مشرفين حوثيين، من أجل جمع الإتاوات والجبايات من الشركات والتجار والمرافق الحكومية الإيرادية، تحت غطاء تمويل فعاليات هذا الأسبوع، الذي يمجد فيه الحوثيون قتلاهم، ويطالبون المواطنين بالمزيد من التضحيات لصالح مشروعهم الطائفي المستوحى من النهج الإيراني.

ويأتي إقامة "أسبوع الشهيد الحوثي" محاكاة لذات الفعالية التي يقيمها تنظيم "حزب الله" اللبناني بشكل سنوي، ومن بين مظاهر الاحتفال إقامة الفعاليات وافتتاح مزيد من المقابر وتحت مبرر استذكار القتلى وتضحياتهم. 

وافتتحت القيادات الحوثية البارزة، خلال الأيام الماضية، عددا من معارض الصور التي جرى تنظيمها في بعض المدارس والجامعات الحكومية، للتفاخر بعدد القتلى الذين يتضاعفون كل عام، والترويج لمشروع الموت الذي يحملونه للشعب اليمني منذ اجتياحهم لصنعاء وبعض المحافظات اليمنية.

واختار القيادي البارز، محمد علي الحوثي، محافظة إب، وسط اليمن، لافتتاح معرض صور القتلى المغرر بهم من أبناء المحافظة، وطالب أبناء إب بمزيد من التضحيات وتقديم قوافل القتلى. وأضاف القيادي الحوثي، إن إقامة هذه المعارض هي أعظم صور الوفاء لقتلاهم.

إحياء "أسبوع الشهيد" من قبل الحوثي، جاء في ظل أوضاع صعبة تعيشها أسر القتلى الذين تم تعليق صورهم على جدران المدارس والجامعات والصالات وفي الشوارع الرئيسية. فمعظم الأسر فقدت معيلها وتجد صعوبة كبيرة في توفير احتياجاتها الأساسية بعد التخلي عنهم بعد دفن جثمان ذويهم.

وأسست الميليشيات الحوثية، مؤسسة خاصة حملت اسم "مؤسسة الشهداء" من أجل جمع التبرعات الإجبارية من المرافق الإيرادية الحكومية، والشركات الخاصة، ورجال المال والأعمال، والتجار والمواطنين وطلاب المدارس والجامعات. وتدير هذه المؤسسة قيادات حوثية بارزة وتشرف على إقامة المعارض والفعاليات في هذا الأسبوع.

وقالت مصادر لـ"نيوزيمن": إن مؤسسة الشهداء الحوثية، ترسل مشرفيها إلى الكثير من المؤسسات والقطاعات الحكومية والخاصة، وحتى للمحال التجارية من أجل جمع التبرعات الإجبارية لإحياء "أسبوع الشهيد"، موضحة أن الأموال المحصلة بملايين الريالات، يتم استغلالها في إقامة معارض صورية وإحياء فعاليات ترويجية وتقديم معونات فقط لأسر قتلاهم المعروفين بـ"شهداء آل البيت"، في حين يتم حرمان باقي أسر القتلى.

وأكدت المصادر أن الميليشيات الحوثية تستغل قتلاهم من أجل أغراض خبيثة أبرزها جباية الأموال من التجار تحت إقامة الاحتفالات السنوية، وأيضا في التغرير بمزيد من الشباب والأطفال ودفعهم إلى التوجه إلى معسكرات الموت من أجل المشروع الإيراني في اليمن.

وتركز الميليشيات الحوثية على إقامة فعاليات أسبوع الشهيد داخل المنشآت التعليمية، حيث يرافق إقامة المعارض، تنظيم المحاضرات والندوات الطائفية -يشرف عليها رجال دين موالين لهم- من أجل الترويج لثقافة الإرهاب، واستقطاب مزيد من المقاتلين من الطلاب بدرجة رئيسية.

احتفالات الحوثي بهذا الأسبوع هذا العام، متزامنة مع تصريحات جديدة أطلقتها الميليشيات بشأن ارتفاع أعداد القتلى الذين سقطوا في صفوفها منذ اندلاع الحرب، إلى أكثر من 90 ألف مقاتل، وهو رقم بحسب مراقبين، أقل بكثير من أعداد القتلى الذين زجت بهم الميليشيات لمحارق الموت التي تديرها منذ سنوات.

وأكد وكيل وزارة الإعلام اليمنية أسامة الشرمي أن إعلان مليشيات الحوثي مقتل 90 ألفًا من عناصرها، يعد مرعبا للغاية، ويكشف أن عدد القتلى أكثر بكثير مما يتم الإعلان عنه، مشيرا إلى أن ظهور كل هذه الضحايا يكشف مدى استغلال مليشيات الحوثي لأهالي المناطق الخاضعة لسيطرتهم وكيف يتم تسيير الحرب من قبلها دون المبالاة بأعداد الضحايا الذين يسقطون.

وأكد الشرمي أن الميليشيات الحوثية ومشروعهم يكرسون ثقافة الموت في اليمن، ولا يحملون مشروع الحياة أو الجنوح للسلام.

وبمقابل إقامة معارض الصور، تقوم الميليشيات الحوثية بهذا الأسبوع بافتتاح وتجهيز مزيد من المقابر في مختلف المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرتها، وتسخر لهذه المشاريع ملايين الريالات من الجبايات التي أخذتها بقوة السلاح من التجار وملاك المحال والشركات الخاصة.

وكشفت المصادر عن تخصيص الميليشيات الحوثية هذه السنة كمرحلة أولى أكثر من 75 مليار ريال للإنفاق على تجهيز ما يزيد على 28 مقبرة جديدة لقتلاها في 12 منطقة تحت قبضتها، وللإنفاق على احتفالاتها السنوية بما تسميه «أسبوع الشهيد».