ألغام الحوثي بمنازل النازحين.. كابوس يقتل حلم العودة للديار في الحديدة

المخا تهامة - Friday 27 January 2023 الساعة 07:49 am
حيس، نيوزيمن، خاص:

لم تكتمل فرحة النازح محمد زهير وأسرته بعودتهم إلى منزلهم الذي هُجِّروا منه قسرا على يد ميليشيا الحوثي –ذراع إيران قبل نحو 5 سنوات.

زهير، كان يعيش بأمن واستقرار في منزله بقرية الحُمينية بضواحي مدينة حيس جنوب الحديدة. ومع اجتياح الميليشيات الحوثية للقرية، أجبر هو وأسرته على النزوح صوب مخيمات النزوح في الساحل الغربي، لتبدأ رحلة المعاناة والحرمان من أبسط الحقوق.

وخلال عملية إعادة الانتشار التي نفذتها القوات المشتركة في الساحل الغربي، تم تطهير الكثير من القرى في ريف مدينة حيس، ومن بينها قرية زهير.

فرحة كبيرة ارتسمت على وجه زهير وأفراد أسرته الذين ظلوا على مدى سنوات وهم يحلمون بالعودة إلى منزلهم والعيش تحت سقفه بعيدا عن أوجاع النزوح والتشرد.

خطوة قاتلة.. ووجع كبير

بعد سماع خبر تحرير قرية الحُمينية، بدأ النازح زهير وبشوق ولهفة في التحضير للعودة إلى منزله، حالماً بغرف منزله البسيطة التي يعتبرها قصراً كبيراً. حزم أمتعته للمسارعة في العودة بعد تأمين القرية من القوات المشتركة ودحر الميليشيات الحوثية منها.

فرحة لم تدم كثيراً، فما أن وصل النازح وأفراد أسرته إلى المنزل حتى كانت الفاجعة، لغم فردي كانت ميليشيا الحوثي زرعته بجانب بوابة المنزل الخارجية، ويتسبب بأوجاع وجروح خطيرة لرب الأسرة.

بحسب المصادر الطبية أصيب زُهير في أماكن متفرقة من جسمه بالشظايا، وأكدت أن أخطر إصابته كانت في الرقبة والرأس، وهو ما استدعى نقله إلى مستشفى المخا لتلقي كافة علاجاتهِ ورعايته الصحية.

ومنذ مطلع يناير الجاري تم تسجيل عدد من الحوادث المماثلة والتي تعرض لها نازحون قرروا العودة إلى منازلهم وحياتهم الطبيعية في المناطق والقرى التي جرى تحريرها من قبل القوات المشتركة على امتداد الساحل الغربي.

الألغام الحوثية كابوس حقيقي

تشكل الألغام الحوثية كابوسا يؤرق الأسر النازحة التي ترغب في العودة إلى منازلها في القرى التي تم تحريرها في نوفمبر 2021 على يد القوات المشتركة. 

بحسب مصادر في الفرق الهندسية العاملة في تطهير الألغام بالساحل الغربي، فإن المليشيات الإيرانية أقدمت بعد تهجير أبناء القرى الريفية في الحديدة والساحل الغربي على تفخيخ وزرع آلاف الألغام الفردية داخل المنازل وقربها وفي المزارع والطرقات العامة وقرب الخدمات الأساسية بهدف الانتقال من الساكنين وحرمانهم من العودة لحياتهم الطبيعية.

إذ أصبحت الألغام الحوثية التي زرعتها الميليشيات داخل وقرب منازل النازحين تشكل تهديدا حقيقياً لكل الأسر الراغبة في العودة للعيش بأمن واستقرار. وباتت هذه الأعمال الإجرامية تسلب فرحة الأسر التي عانت كثيرا في فترة نزوحها وتشردها من مساكنها.

آلة قتل صامتة

لم تكن حادثة زُهير الأولى في ريف حيس المحرر أمام آلة الموت الحوثية، بل سبقتها عدة حوادث مماثلة وكان للأطفال نصيب وافر من الألغام، أبرزهم حادثة الطفلة ذكرى محمد داود عُكيش، ذات العاشرة، ذهبت عقب تحرير قريتها مع أسرتها لمنزلها الكائن في قرية بيت عكيش شمالي حيس، والفرحة تغمرها، هرعت لفتح باب المنزل وافترسها لغم حوثي لعين، تسبب ببتر ساقيها من الأعلى وجعلها مقعدة على كرسي متنقل.

في هذا الجانب وعن إحصائيات الضحايا في ريف حيس، أفاد الراصد والناشط الحقوقي، بكيل النهاري لـ"نيوزيمن": أن ريف حيس خلال العام الماضي سقط ما يزيد عن 38 مدنياً بالألغام فقط في المناطق المحررة، بالرغم أن الفرق الهندسية لنزع الألغام تبذل جهودا جبارة لتطهير الأراضي المزروعة بآلاف الألغام، إلا أن تلك الألغام أصبحت تشكل كابوساً يتربص بحياة المدنيين كل يوم.

من جانبه أوضح قائد الفريق 26 مسام، سامي سعيد حيمد، أن مشروع مسام السعودي لنزع الألغام تمكن من نزع ما يزيد عن 25 ألفاً و450 لغماً وعبوة وقذائف غير متفجرة في جنوب الحديدة، وسقط أكثر من 300 ضحية من المدنيين من أهالي السهل التهامي خلال العام الماضي 2022م نتيجة الألغام. 

مؤكداً أن تلك الألغام زرعتها المليشيات الحوثية في الطرقات والمزارع والأحياء السكنية لحصد المزيد من أرواح الأبرياء، وهي ألغام مضادة للآليات ومن بينها ألغام فردية محرمة دولياً بحسب اتفاقية أوتاو التي حرمت استخدام هذه الألغام في الحروب.