رمضان في الحديدة.. أجواء روحانية تخنقها عصابات الحوثي

تقارير - Thursday 23 March 2023 الساعة 11:45 am
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

بدت أسواق مدينة الحديدة خلال الأيام التي سبقت دخول شهر رمضان المبارك، شبه خالية من المتسوقين، على غير عادتها خلال السنوات التي سبقت الانقلاب الحوثي على الدولة، حيث كانت الأسواق تعج بالمتسوقين، الذين كانوا يتسابقون منذ منتصف شهر شعبان على شراء السلع والمواد الغذائية الخاصة بالشهر الفضيل.

تراجع الإقبال على الأسواق

تراجع إقبال أبناء الحديدة على شراء "مقاضي" رمضان، خلال الثماني أعوام الماضية، يأتي بسبب قطع الذراع الإيرانية لرواتب الموظفين، وممارستها سياسة الإذلال والتجويع لأبناء المدينة الساحلية المسالمة، إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، حيث تعاني شريحة كبيرة من أبناء الحديدة فقرا مدقعا، ويعجز معظمهم عن توفير قوت يومهم، بعد أن خلت جيوبهم من المال وبيوتهم من الخيرات، بعد نهب ومصادرة المليشيا الانقلابية المسلحة للرواتب ونهبها للمساعدات الإنسانية والإغاثية، واستئثارها بموارد وعائدات المحافظة المنكوبة.

ارتفاع الأسعار وزيادة الجبايات

يصف "صادق الحمادي" تاجر مواد غذائية بسوق المطراق الإقبال على شراء احتياجات رمضان بأنها ضعيفة هذا العام.

ويقول لـ"نيوزيمن": إن الإقبال آخذ في التراجع كل عام، مقارنة بما كان عليه قبل 8 سنوات، مرجعا أسباب هذا التراجع إلى انعدام الرواتب وتردي الأوضاع المعيشية وارتفاع أسعار السلع الأساسية بسبب الجبايات التي يتم أخذها من التجار تحت مسميات عديدة، ما يضطر التاجر إلى رفع أسعار السلع، وذلك ما يضاعف معاناة المواطن، فالذي كان يشتري كيس دقيق لرمضان، يضطر لشراء كيلو فقط.. وهكذا. 

كهرباء مسعورة وصيف ملتهب

مع دخول شهر رمضان والدخول المبكر للصيف هذا العام، تتجدد معاناة سكان الحديدة، من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، والتعرفة المرتفعة للكهرباء الحكومية، التي يصعب على المستهلك المقطوع راتبه من تسديدها، في ظل صيف دخل مبكراً إلى تهامة، منذ منتصف شهر فبراير الماضي، ما ينبئ عن صيف شديد الحرارة، تصل ذروته مع شهر رمضان المبارك.

ناشطون من أبناء الحديدة وجهوا مناشدة إلى السلطة المحلية ومؤسسة الكهرباء، اللتين تسيطران عليهما المليشيا المسلحة، بإيجاد حلول لتسعيرة الكهرباء المرتفعة جداً، وديمومة تشغيل التيار الكهربائي الحكومي على مدار الساعة، مطالبين بدعم المازوت والديزل من صندوق دعم كهرباء الحديدة، الذي يتم نهب موارده لصالح المليشيا، مشيرين إلى توفر مبالغ كبيرة في الصندوق تغطي ذلك وأكثر.

أجواء روحانية يصنعها البسطاء

ورغم ما يعانونه من أوضاع معيشية صعبة، يستقبل أبناء الحديدة شهر رمضان بحفاوة وأجواء روحانية تعكس عظمة الشهر الكريم، حيث يقوم الأهالي في بعض أحياء المدينة بتعليق الزينات والمصابيح في الطرقات ومنارات المساجد ومداخل الأحياء، وطيلة أيام الشهر الفضيل يحافظ أبناء الحديدة على العادات والتقاليد التي توارثوها منذ القدم، والتي تعزز روح التكافل الاجتماعي، كتبادل أطباق الفطور بين الجيران، والتنافس على تقديم وجبات الإفطار للأسر الفقيرة والمعوزة.

تقول أم يونس لـ"نيوزيمن": من عادات وتقاليد الأهالي في مدينة الحديدة قبل دخول شهر رمضان المعظم تنظيف المنازل، وتبخيرها وتغيير المفارش في المجالس، وتحضير المشروبات والحلويات الرمضانية التي يفرح بها الأطفال.

وتضيف. تحرص معظم الأسر طيلة أيام رمضان على توزيع أطباق الفطور على الجيران وعلى الأسر الفقيرة وفي المساجد، وكل أسرة تقدم ما تستطيع تقديمه مما لديهم، والأسر التي ليس لديها شيء، يأتيهم الفطور من كل جيرانهم، وهذه من العادات الجميلة المتوارثة منذ القدم في مدينة الحديدة.

فانوس رمضان بنكهة حُديدية

ويتحدث الباحث فواز فوانيس عن الألعاب الشعبية للأطفال في الحديدة خلال شهر رمضان، ويشير إلى عدد من الألعاب الشعبية، منها ألعاب ما تزال تمارس في الأحياء الشعبية من قبل الأطفال، ومنها ما اختفى ولا يزال يتذكره الآباء.

 ويضيف لـ"نيوزيمن" من هذه الألعاب لعبة "سراج امطقنبره" وهو شبيه بفوانيس رمضان بطابع تهامي وخصوصية حُديدية، حيث يتم عمل هذا السراج بتفريغ ثمرة "الحبحب" وتجويفها من الداخل، وعمل 3 فتحات في الجوانب مثل نوافذ صغيرة لتكون ثمرة "الحبحب" أشبه بالفانوس بعد أن يوضع داخلها علبة صغيرة بداخلها "جاز" وبها فتيلة يتم إشعالها، ويتم عمل خيوط في رأس ثمرة "الحبحب" ليمسك الأطفال بها وكأنها فانوس ويطوفون بها في الأحياء وهم يغنون "سراج امطقنبره.. حلاوه وصنبره".