الحديدة.. محافظة مفخخة بـ94 حقل ألغام حوثية تهدد أبناءها بالموت والجوع

السياسية - Tuesday 11 April 2023 الساعة 11:45 am
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

كشف تقرير لمنظمة محلية عن وضع كارثي لمحافظة الحديدة جراء زرع مليشيات الحوثي، ذراع إيران في اليمن، لعشرات من حقول الألغام، تهدد أرواح أبناء المحافظة في 12 مديرية من مديرياتها الـ26.

التقرير، الذي أصدرته مؤسسة رصد للحقوق والحريات والتنمية المستدامة، مؤخراً، قدم دراسةً تفصيلية حول 94 حقل ألغام زرعتها مليشيات الحوثي في 12 مديرية وفي مناطق مختلفة (زراعية – سواحل)، واصفاً تأثيرها على البيئة والأنشطة الاقتصادية وما ترتب على ذلك من آثار بالكارثية.

التقرير قال إن عدد الحقول والتحصينات المفخخة التي زرعتها مليشيات الحوثي في محافظة الحديدة تضاعف خلال العام الماضي 2022م وتضاعفت معه أعداد الضحايا وتأثيرها على حياة الناس مقارنةً بأعوام الحرب التي تشهدها اليمن، مؤكداً بأن المحافظة باتت تحتل العدد الأكبر من حيث أعداد الضحايا وعدد الحقول وتوزيعها المكاني.

وبحسب التقرير فقد نشر الحوثيون 94 حقل ألغام من بينها 58 حقلاً بلغت مساحتها 276.91 كم²، و36 مساراً طولياً ملغوماً بلغ 191.91 كم في 11 مديرية، تصدرتها مديرية الدريهمي بمساحة حقول الغام تقدر بـ66 كم²، مؤكداً بانها أكثر المديريات تضرراً من حقول الألغام والمتفجرات التي زرعتها مليشيات الحوثي بالمحافظة.

وأضاف إن عدد ضحايا الألغام والأجسام المتفجرة، خلال العام 2022، بلغ 381 شخصاً من بينهم 174 طفلاً (134 قتيلا بينهم 47 طفلاً و247 مصابا بينهم 127 طفلاً)، بارتفاع بنسبة 182% مقارنة بالعام 2021 الذي بلغ فيه عدد الضحايا 138 من بينهم 49 طفلاً.

وأدت حقول الألغام والمتفجرات وعدم نزعها من قبل جماعة الحوثي رغم انتهاء المواجهات إلى استمرار نزوح أكثر من 30 ألف أسرة من المديريات المتضررة، بسبب وصول السكان إلى قناعات بعدم وجود رغبة حقيقية أو جهود ملموسة بنزع الألغام والمتفجرات والتي تسببت في عزل وتقسيم 11 مديرية إلى مناطق شبه محاصرة، الأمر الذي تسبب في صعوبة وصول الطواقم الطبية والمنظمات الاغاثية الى أهالي تلك القرى ما أدى الى انتشار الأمراض وحرمان الأطفال من اللقاحات، وانتشار سوء التغذية الحاد، كما يقول التقرير.

كما يشير التقرير إلى الآثار الجانبية لحقول الألغام وعلى رأسها ارتفاع أعداد المجندين من الأطفال، بسبب فقدان أسرهم مصدر الرزق وانخفاض اعداد المستفيدين من المعونات الغذائية، حيث تشير احصائيات للتجنيد من 26 مديرية في المحافظة، الى أن 121 طفلاً اضحوا مقاتلين في صفوف جماعة الحوثيين خلال العام 2022.

ويلفت التقرير الانتباه إلى التبعات المستمرة لحقول الألغام في حرمان أبناء الحديدة من سبل العيش وحرية التنقل والسفر بين مديريات المحافظة وجعلتهم تحت دائرة المهددين بمخاطر وشيكة الحدوث، إضافة الى التلوث البيئي الذي يعد كارثياً وسيظل أثره على الحياة البيئية لعقود قادمة.

كما تسبب استخدام مساحاتٍ شاسعةٍ من الأراضي الزراعية في أنشطةٍ عسكرية، وكذا حرمان 40% من سكان المحافظة يعملون في الصيد التقليدي من مساحات شاسعة في السواحل، جراء الألغام البرية والبحرية إلى مضاعفة الفقر واتساع رقعته في الحديدة.