موائد خالية من الغذاء وعرقلة حوثية.. اليمنيون على بُعد خطوة واحدة من المجاعة

الحوثي تحت المجهر - Friday 14 April 2023 الساعة 01:27 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تتصاعد التحذيرات الصادرة عن منظمات أممية ودولية بشأن انعدام الأمن الغذائي وارتفاع مؤشرات الانزلاق نحو المجاعة في اليمن، الذي يشهد أزمة إنسانية هي الأخطر في العالم.

أرقام متصاعدة ومتفاوتة تطلقها المنظمات الأممية والإغاثية العاملة في مجال إيصال المساعدات بشأن الأسر اليمنية التي تحتاج إلى مساعدات غذائية عاجلة في ظل استمرار القيود التي تفرضها الميليشيات الحوثية - ذراع إيران في اليمن، من أجل تعطيل وعرقلة العمليات الإغاثية في مناطق سيطرتهم.

المجاعة على بُعد خطوة

وأظهر تقرير حديث صادر عن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أن مستويات انعدام الأمن الغذائي مرتفعة للغاية في اليمن، وأن التقديرات تشير إلى أن 6.1 مليون شخص يقفون على بعد خطوة واحدة من المجاعة أي في المرحلة الرابعة من التصنيف الدولي للطوارئ بحلول أواخر العام الماضي، وهو أعلى رقم في أي بلد في العالم.

وأشار التقرير إلى أن 3.5 مليون شخص، بما في ذلك 2.3 مليون طفل و1.3 مليون امرأة حامل أو مرضع وفتاة، يعانون من سوء التغذية الحاد، موضحا أن الدلائل التي تحصل عليها البرنامج تؤكد أن هناك مزيدا من التدهور.

وأوضح البرنامج الأممي، أن هناك عدم كفاية استهلاك للغذاء من قبل الأسر اليمينة منذ مطلع العام الحالي، لافتا إلى أن هناك ما يقرب من نصف الأسر اليمنية (49 في المائة على الصعيد الوطني) يعاني من عدم كفاية استهلاك الغذاء، مع معدلات مرتفعة للغاية في 15 محافظة من أصل 22 محافظة.

عرقلة حوثية 

وأكد البرنامج الأممي أن الوضع الأمني المتقلب، وتقلص الحيز الإنساني، لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أثر بشكل مباشر على أنشطة البرنامج، موضحا أن قدرته على تقديم استجابة مبدئية أعيقت "بسبب الزيادة الملحوظة في محاولات التدخل، والعقبات والتأخيرات البيروقراطية، فضلاً عن القيود على الحركة والوصول"، وغالبية هذه التدخلات كانت في مناطق سيطرة الانقلابيين الحوثيين.

وقال البرنامج إن المثير للقلق بشكل خاص "هو التطبيق الصارم والمتزايد للممارسات التي تقيد حرية المرأة في الحركة"، حيث أثر ذلك على قدرة المرأة على الوصول إلى الخدمات، وكذلك على قدرة الموظفات الوطنيات في البرنامج على القيام بالعمل الميداني.

ولفت إلى مواجهة محاولات مستمرة وبشكل متزايد للتدخل في أعماله ووضع عقبات بيروقراطية مثل التأخير في الحصول على الموافقات وتصاريح التنقل والاتفاقيات الفرعية. وأكد أن ذلك أعاق الأنشطة المخطط لها، وأن القيود المفروضة على استخدام مقدمي الخدمات المالية أدت أيضا إلى تأخير البرنامج في توسيع نطاق استخدامه القائم على التحويلات النقدية.

وأوضح البرنامج، في تقريره، بأن القيود المفروضة على استخدام مقدمي الخدمات المالية أدت إلى تأخير البرنامج في توسيع نطاق استخدام التحويلات القائمة على النقد، مشيرا إلى أن المجتمع الإنساني أبلغ عن وقوع أكثر من 3500 حادث وصول في عام 2022، مما أثر على تقديم المساعدة لما لا يقل عن خمسة ملايين شخص.

كما ذكر البرنامج أن ما يثير القلق بشكل خاص هو الإنفاذ الصارم بشكل متزايد للممارسات التي تقيد حرية المرأة في التنقل، مما أثر على قدرة المرأة على الوصول إلى الخدمات، وقدرة الموظفات في البرنامج على القيام بعمل ميداني.

موائد بلا طعام

ويعاني اليمن من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، ودفع النزاع المسلح الذي تقوده الميليشيات الحوثية بدعم إيران، إلى عدم استقرار اقتصادي ومعيشي. خصوصا وأن معظم الأسر اليمنية تعيش فقراً مدقعاً بسبب قلة الوظائف المتاحة والضغوط الاقتصادية.

وأعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان، في بيان له، أن 80% من اليمنيين لا يستطيعون توفير الطعام جراء تداعيات الحرب المستمرة منذ نحو 8 سنوات، موضحا أن عام 2023، يحتاج 21.6 مليون يمني إلى مساعدات إنسانية، و80% من السكان لا يجدون طعاما على موائدهم، وحتى الرعاية الصحية الأساسية غير متوفرة على نطاق واسع.

وأفاد البيان بأنه "في خضم الصراع الطويل الأمد والانهيار الاقتصادي وارتفاع أسعار المواد الغذائية، تعد (أزمة) اليمن واحدة من أعمق الأزمات الإنسانية وأكثرها رسوخا في العالم".