السيسي محذراً: تداعيات صراع السودان ستطال المنطقة كلها

العالم - Tuesday 02 May 2023 الساعة 04:51 pm
نيوزيمن، وكالات:

حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، من أن المنطقة بكلها ستتأثر بتداعيات الصراع الذي يشهده السودان حاليا بين الجيش وقوات الدعم السريع.

 وقال السيسي في مقابلة صحافية مع صحيفة "أساهي"، اليابانية نشرتها الثلاثاء، إن مصر تسعى لوقف النار في السودان وتهيئة المناخ للحوار السلمي واستكمال المرحلة الانتقالية وتشكيل حكومة مدنية، لتجنيب الشعب السوداني المخاطر الإنسانية المتفاقمة للنزاع، مؤكدا أن السياسة الخارجية المصرية تقوم على رفض التدخل في شئون الدول واحترام مبدأ السيادة وتسوية النزاعات بالطرق السلمية.

وأوضح السيسي أن مصر تواجه "صعوبات" مع فرار الكثير من السودانيين إلى مصر بسبب الصراع الدائر في بلادهم، مشيرا إلى أن مصر ستتأثر بالأزمة حتما إذا استقبلت المزيد من السودانيين في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد بالفعل بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وأفاد أن مصر تستضيف بالفعل ما بين ثمانية ملايين وتسعة ملايين شخص ليس فقط من السودان، ولكن أيضا من ليبيا وسوريا واليمن ودول إفريقية أخرى.

في سياق متصل، أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، الثلاثاء، في القاهرة مباحثات مع السفير دفع الله الحاج علي، المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان تناولت سبل حل الأزمة السودانية ودفع المسار السلمي.

وأكد شكري أن مصر لا تؤمن بوجود حل عسكري للأزمة السودانية، مشدداً على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة ودعم الجهود الدولية الهادفة لتمديد الهدنة والعودة للحوار.

 وجاءت هذه التصريحات بينما تواصلت الثلاثاء، الاشتباكات المتقطعة في السودان، الذي دخل الأسبوع الثالث من الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، رغم 

 هدنة يتم تمديدها بانتظام من دون الالتزام بها.

ومنذ اندلاع الصراع بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل، حصد القتال أكثر من 500 قتيل ونحو 5000 جريح، حسب إحصاءات وزارة الصحة السودانية.

 ودفع الصراع أكثر من 400 ألف مدني إلى النزوح واللجوء.

وأعلنت الأمم المتّحدة الثلاثاء، أنّ المعارك الدائرة منذ منتصف أبريل خلّفت أكثر من 330 ألف نازح و100 ألف لاجئ.

وحذّرت من أنّ برامجها المخصّصة لتلبية الاحتياجات الإنسانية لم تؤمّن حتى اليوم سوى 14% من التمويلات اللازمة لعملياتها لهذا العام، وبالتالي فهي ما زالت بحاجة لـ1.5 مليار دولار لتلبية هذه الاحتياجات التي تفاقمت منذ اندلاع القتال.

وخلال مؤتمر صحافي في جنيف، دعا ينس لاركيه المتحدّث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتّحدة "أوتشا" المجتمع الدولي إلى مدّ يد المساعدة لوكالات الإغاثة الإنسانية.

 وقال: إنّه "من دون ذلك، لا يمكنهم العمل، الأمر بهذه البساطة"، مشيراً إلى أنّ الوكالات الإنسانية كانت تعاني أساساً من نقص في الأموال اللازمة لتمويل عملياتها الإنسانية في السودان حتى قبل اندلاع المعارك.

من جهته، أعلن متحدّث باسم المنظمة الدولية للهجرة خلال المؤتمر الصحافي نفسه أنّ المعارك الدائرة أجبرت أكثر من 334 ألف شخص على النزوح داخل البلاد. وقال إنّ "عدد الذين نزحوا خلال الأسبوعين الماضيين يتجاوز عدد الذين نزحوا في كلّ عمليات النزوح المرتبطة بالنزاع في السودان في 2022".

أما في ما يتعلق بالذين فروا إلى الخارج، فأوضحت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين، أولغا سارادو، أنّ المفوضية تقوم حالياً بتسجيل اللاجئين لتكون صورة أفضل عن الوضع في الأسابيع المقبلة.

لكنها أشارت إلى أن "أكثر من 100 ألف شخص" فرّوا إلى الدول المجاورة.