معسكرات الحوثي الصيفية.. الكارثة والتداعيات على أطفال اليمن

الحوثي تحت المجهر - Thursday 11 May 2023 الساعة 04:44 pm
صنعاء، نيوزيمن، جلال محمد:

تواصل مليشيا الحوثي –الذراع الإيرانية في اليمن- تلويث عقول الأطفال والشباب عبر المعسكرات الصيفية الطائفية التي تنفق عليها مئات الملايين لتفخيخ أدمغة أعداد كبيرة من تلاميذ المدارس في صنعاء وعدد من المحافظات التي تخضع لسيطرتها.

وكشفت مصادر مطلعة في صنعاء عن تخصيص المليشيا الحوثية أكثر من نصف مليار ريال يمني -ما يقارب مليون دولار امريكي- تكاليف لطباعة أكثر من 60 ألف كتيّب (ملزمة) تحوي خطب ومحاضرات مؤسس الجماعة حسين الحوثي، وزعيمها عبدالملك الحوثي لتلقينها للأطفال المستدرجين إلى تلك المراكز.

حقوقيون في صنعاء أكدوا لنيوزيمن، أن ما تقوم به مليشيا الحوثي من غسيل متعمد لأدمغة الأطفال وتغليب فكر الموت على الحياة هو تعميق ثقافة الكراهية ورفض الآخر على أسس طائفية ومذهبية مقيتة، وزرع الحقد واستباحة دم المعارض للفكر الحوثي وعرضه وماله، وصولاً إلى الهالة التقديسية التي يتم صنعها في عقول الأطفال حول شخص مؤسس المليشيا وزعيمها الحالي.

وأضافوا، إن ما ينذر بالخطر هو ليس فقط ثقافة التدجين والتركيع التي يتم زرعها في عقول الصغار بأحقية أبناء السلالة في كل شيء، ومدى بركتهم ونفعهم وضرهم كما تروج تلك الجماعة في أوساط الصغار لكبح جماح أي ثقافة متحررة ضدهم، بل يكمن الخطر الأكبر في أن ما تقوم به الجماعة هو تفخيخ لعقول الأطفال بالحقد الطائفي، والمناطقي والمذهبي، وهذا سيكون له انعكاس خطير يهدد الحاضر والمستقبل اليمني.

ووفقاً لمراقبين، فإن الاهتمام الحوثي المتزايد بالمراكز الصيفية، والدعاية لها عبر مختلف الوسائل الإعلامية ومنابر المساجد -خصصت خطبة الجمعة لحشد ودفع أولياء الامور لإرسال ابنائهم الى تلك المعسكرات- يكمن في استغلال المليشيا لالة التفاوض معها، وتريد تسويق ذلك على أنه نصر، وتعمل من خلال ذلك لتحشيد مزيد من الأطفال، والظهور بأنها ما زالت في أوج قوتها.

سباق مع الزمن لخلق الكارثة

يؤكد حقوقيون، أن مليشيا الحوثي تسابق الزمن وتبذل جهودا جبارة لاستقطاب أطفال وشباب اليمن إلى الدورات الثقافية والدينية المفخخة من أجل إنتاج مجتمع طائفي بشكل كامل بعد ثماني سنوات من سيطرة الجماعة على الدولة وتسلطها على المجتمع، وتعمل بكافة طاقتها وقدرات الدولة المنهوبة على يدها لبناء مجتمع ينقاد لمشروعها الطائفي، وهذا ليس أمراً عادياً ولا حتى مشكلة بالإمكان التعامل معها ومواجهتها.

وأشاروا إلى أن ما تمارسه مليشيا الحوثي بحق أطفال اليمن كارثة مهولة تتحضر وتصنع بشكل سريع، عند انفجارها سيعجز الجميع عن مواجهتها؛ ولن ينجو منها أحد حين تطمر المنطقة برمتها، فالحوثي لا يرى مستقبلا لأطفالنا إلا أن يكونوا حطبا لفكرته العنصرية ووقودا لحربه على اليمنيين، وأداة لأحقاده، لا يعنيه التعليم ولا حقوق الأطفال، ومراكزه الصيفية ودوراته الثقافية فقاسة لإرهابه، وصناعة له، ستحول الآلاف إلى قنابل إرهاب وكراهية وتكفير تتجاوز بخطرها اليمن إلى تهديد الإقليم والعالم.