7 آلاف انتهاك خلال عامين.. صيادو اليمن تحت بطش القوات الإريترية

المخا تهامة - Wednesday 14 June 2023 الساعة 10:05 am
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

لم يكن يتوقع الصياد مالك جيرد، من أبناء الخوخة جنوب محافظة الحديدة، أن تكون رحلة الصيد التي قام بها مع آخرين في البحر الأحمر، للبحث عن لقمة العيش، مخيفة ومرعبة عقب تقطع زوارق حربية تابعة لقوات البحرية الإريترية لهم واستهدافهم بالرصاص الحي.

خرج الصياد مالك وبجانبه 9 آخرون من سواحل الخوخة، للبحث عن رزقهم من الأسماك والأحياء البحرية التي تعد مصدرا رئيساً للدخل. 

بعد خروجهم على متن قاربهم للمياه الإقليمية اليمنية بالبحر الأحمر، تفاجأ الصيادون بزوارق حربية تابعة لقوات البحرية الإريترية تقوم بإطلاق النار عليهم بشكل مباشر في محاولة لتصفيتهم.

بحسب بعض البحارة في الخوخة، فإنن الصيادين حاولوا تفادي الهجوم، إلا أن القوات الإريترية أصرت على مطاردتهم تحت وابل من الرصاص الحي.

أصيب الصياد مالك جيرد، بطلق ناري في عينه اليسرى، قبل أن تتمكن القوات الإريترية من حصار القارب واختطاف كل من فيه إلى أحد السجون التابعة للقوات. 

بحسب المصادر، تم اقتياد الصيادين المختطفين وعددهم 10 مع قاربهم إلى سواحل عصب الإريترية، قبل أن يتم إعادة الصياد المصاب بحالة حرجة على متن قارب إلى سواحل الحديدة، دون أن تتمكن أسرته من نقله للمستشفى لتلقي العلاج والتدخل الطبي المناسب. 

قراصنة جدد

حادثة الاستهداف لم تكن الأولى أو الأخيرة، فالقوات الإريترية تواصل عمليات التقطع والمصادرة لقوارب الصيادين الذي يخرجون للبحث عن لقمة العيش في مياه البحر الأحمر.

وفي أغسطس من العام 2021 قتل صياد يمني وأصيب آخران في اعتداء نفذته قوات إريترية عليهم أثناء عملهم بالقرب من جزيرة حنيش اليمنية. في حين عمليات الاختطاف تجاوزت ألفا و632 صيادا أغلبهم من محافظة الحديدة.

ووفقاً لتقرير صادر عن الهيئة العامة للمصائد السمكية في البحر الأحمر، فإن القوات الإريترية مستمرة في انتهاكاتها وجرائمها بحق الصيادين اليمنيين، من استهداف واختطاف ومصادرة قواربهم وممتلكاتهم.

وأشار التقرير إلى أن عدد الانتهاكات التي تعرض لها الصيادون اليمنيون خلال العامين الماضيين، بلغت أكثر من 7 آلاف جريمة، وتركزت تلك الانتهاكات في المياه الإقليمية اليمنية والمياه الدولية. موضحا أن القوات الإريترية تقوم بعمليات قرصنة علنية للصيادين اليمنيين وأن الخاطفين يقومون بنهب قوارب الصيادين المختطفين، فضلا عن تعرضهم لشتى أنواع الإيذاء والتعذيب، ويتم احتجازهم دون الإفراج عنهم ولفترات طويلة بصورة مخالفة للأعراف والمواثيق الدولية، وهذا يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان.

وأكد التقرير أن مثل هذه الأعمال تعد انتهاكا وتعسفا صارخاً لحقوق الإنسان، وتستهدف مقومات الأمن في البحر الأحمر ومنع الصيادين من كسب رزقهم في المياه الإقليمية اليمنية.

تبريرات مفضوحة

الجهات الإريترية تبرر أن عملية الاستهداف والتقطع والقرصنة التي تقوم بها قواتها البحرية، بحجة أن الصيادين اليمنيين يمارسون الاصطياد العشوائي في المياه الإقليمية الإريترية، وأن هذه الإجراءات للدفاع عن الثروة السمكية الخاصة ببلدهم. 

الاتهامات الإريترية فضحها الكثير من الصيادين في الحديدة، خصوصا المفرج عنهم، أن عملية اختطافهم تمت في المياه الإقليمية والدولية في البحر الأحمر، وأن القوات البحرية تترصد لهم بهدف نهب معداتهم ومكائن قواربهم التي تصل لآلاف الدولارات.

تصريحات لمسؤولين في جمعية الصيادين بمدينة الخوخة، أكدت أن الجهات الإريترية تطالب الصيادين اليمنيين بمبالغ مالية كبيرة من أجل السماح لهم بالاصطياد بالمياه الإقليمية بين اليمن وإريتريا. وأصبحت عملية الحصول على تراخيص تخضع للسمسرة والابتزاز وأحيانا يتم مطاردة الصيادين إلى داخل المياه الإقليمية اليمنية لإجبارهم على دفع تلك الرسوم.

وأشاروا إلى أن الصيادين في الحديدة أصبحوا بين نارين، أما دفع مبالغ مالية تصل إلى أكثر من 1000 دولار، أو الاعتقال والاختطاف ومصادرة القوارب والمعدات الثمينة. مؤكدين أن هناك تجاهلا وغيابا شبه تام للدور الحكومي والدبلوماسي لإيقاف هذه الجرائم التي تمارس بحق الصيادين اليمنيين.

ووفقاً للمصادر في جمعيات سمكية بالحديدة فإن عدد الصيادين اليمنيين في السجون الإريترية تجاوز 350 صيادًا يمنيًا مع قواربهم. لافتة إلى أن السلطات الإريترية أطلقت أواخر مايو الماضي، سراح 183صيادًا يمنيًا من داخل سجونها اختطفتهم خلال فترة سابقة.

الكثير من الصيادين المفرج عنهم تحدثوا في شهادات لهم عن عمليات الاختطاف المهينة التي تعرضوا لها ومصادر قواربهم وشباكهم ومكائنهم. في حين البعض تحدث عن عمليات تعذيب تعرضوا لها بعد إجبارهم على ممارسة أعمال شاقة.