عيد أضحى بلا أضاحٍ في زمن الحوثي.. الدجاج والأسماك بديلاً قسرياً

الحوثي تحت المجهر - Tuesday 27 June 2023 الساعة 07:22 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

قبيل أيام قليلة على حلول عيد الأضحى المبارك لهذا العام، تنقل أحمد اليريمي -45 عاما- موظف متقاعد، يوم السبت 24 حزيران/ يونيو 2023 بين 3 أسواق للمواشي داخل مدينة صنعاء آملاً شراء خروف العيد، كواحدة من أهم متطلبات الأسرة لمواجهة التزامات عيد الأضحى.

في سوق منطقة نقم شرقي صنعاء، ذُهل اليريمي بارتفاع أسعار الأضاحي من الكباش إلى ما بين 70 إلى 100 الف ريال يمني (نحو 140$ امريكياً) للأحجام الصغيرة، أما الأحجام المتوسطة والكبيرة فقد تجاوزت اسعارها حاجز الـ200 الف ريال (يعادل 400$ امريكي).

مثل غيره من معدومي الدخل، وموظفي الخدمة المدنية والمتقاعدين المنقطعة مرتباتهم منذ سبتمبر/ ايلول 2016م، بدأ أحمد اليريمي يفكّر في التملّص اضطرارياً من فكرة أضحية العيد برمّتها، خلافا لما اعتادت عليه الأسرة سنوياً، في ظل استمرار ارتفاع اسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية الاساسية والادوية وتعرفة خدمات المياه والكهرباء.

"تنقلت في 3 اسواق ولم اجد كبش بـ30 ألف ريال استلفتها من صديق لشراء كبش العيد"، يضيف اليريمي راوياً قصته: "سنضطر مجبرين لاستبدال الخروف هذا العيد بالدجاج أو الاسماك.. وكلها أضحية.. وكلنا ضحايا"، محاولاً اصطناع ابتسامة خافتة لا تقيه حرج الوقوف أمام أفراد اسرته المكونة من 7 اشخاص دون كبش العيد.

تحول مرتبات الموظفين إلى صدقات سنوية 

تعصف الحيرة بالموظف في قطاع التربية والتعليم بصنعاء، توفيق سفيان -40 عاما- لمواجهة التزامات عيد الاضحى 2023م، من أضحية وملابس للأطفال وحلويات (جعالة العيد) ومواد غذائية واستهلاكية لأسرة مكونة من 5 أشخاص، إضافة الى 5 سيدات من أقارب الأسرة، يفترض أن يقدّم توفيق لهنّ مبالغ مالية عيدية بالمناسبة.

يتذكّر توفيق آخر نصف مرتّب استلمه في شهر مارس 2023، هو النصف الثاني من راتب شهر يوليو 2018، والذي بات، حسب توفيق، مجرد "صدقة سنوية" لا تفي بتوفير قيمة ما تستهلكه الاسرة من المواد الغذائية الاساسية لبضعة اسابيع.

لجأ توفيق للعمل في مدرسة خاصة براتب شهري لا يتعدى الـ50 الف ريال يمني ( يعادل 90$ امريكيا) لتغطية قيمة السلع الغذائية الاساسية والادوية ومصاريف التعليم لاطفاله، واثناء العطلة المدرسية لم يجد حرجاً في العمل سائق سيارة أجرة بالأجر اليومي.

 "عيد الأضحى الماضي اشتركت مع 3 زملاء آخرين في شراء خروف العيد، وهذا العام عاد كبش العيد في علم الله.." ما يعني أن توفيق وضع كبش العيد لهذا العام آخر قائمة متطلبات العيد، مشيراً الى أن اسعار كباش العيد باتت خارج القدرة الشرائية للأسرة في صنعاء والمحافظات المجاورة لها، وأنّ الاوضاع المعيشية تزيد سوءاً من عام لآخر "فلا فتح ميناء الحديدة اعاد لنا مرتباتنا الشهرية، ولا تدفق سفن المشتقات النفطية عمل على تخفيض اسعار الوقود والمواد الغذائية واجور النقل".

لا إكراميات ولا أقساط ميسّرة

في سنوات سابقة، والى ما قبل انقلاب مليشيا الحوثي في سبتمبر/ ايلول 2014، لم يكن يشكل خروف عيد الاضحى مشكلة للموظفة بالخدمة المدنية سامية أحمد -35 عاما- والتي كانت تحصل على راتبها شهرياً بالاضافة الى اكراميات العيد وغيرها من الحقوق القانونية والوظيفية المكفولة دستوريا، الامر الذي مكنها من إعالة اطفالها بعد وفاة زوجها في حادث سير عام 2010.

"في بعض الاعياد كانوا يصرفوا لنا قيمة كبش العيد، واحيانا على شكل اقساط ميسرة من الراتب بالتنسيق مع مؤسسات حكومية"، تتذكّر سامية بحسرة وأسى شراءهم خروف عيد الاضحى قبل العيد باكثر من 10 ايام، حيث يتم الاعتناء به وتغذيته بالاعشاب المناسبة الى يوم التضحية به في عيد الاضحى.

هذا العام تنتظر سامية معونة عيدية (خروف اضحية للعيد) من شقيقتها الكبيرة المقيمة في ريف صنعاء، مستشعرة أهمية دفع مبلغ مالي لشقيقتها كقيمة رمزية للمعونة العيدية، التي قد تكون آخر أضحية، وآخر عيد أضحى تمكنت هذه الأسرة وبصعوبة بالغة من الحصول فيه على كبش اضحية..