البن اليافعي.. صمود أسطوري في وجه الجفاف والآفات الحشرية

الجنوب - Friday 10 November 2023 الساعة 07:09 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

صنع البن اليافعي تاريخًا عريقًا لليمن بشكل عام ومحافظة أبين بشكل خاص. يُعد هذا المحصول إرثًا حضاريًا وتاريخيًا تتداوله الأجيال. وأصبح البن جزءًا مهمًا من الاقتصاد اليمني، ولا يمكن للمزارعين التخلي عنه، فقد أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية.

يتميز البن اليافعي بشهرته الكبيرة بسبب طعمه الفريد، ونكهته الغنية، ولونه الجميل، وحجم حبوبه الكبير، وقوة الصفيحة الموجودة داخل الحبة. بكل ثقة، يمكن القول إن البن اليافعي صديق وفيّ للبيئة، حيث لم يتم استخدام المبيدات الحشرية أو الأسمدة الكيميائية في زراعته.

على مر التاريخ، جعل المزارعون اليافعيون من محصول البن منتجًا عضويًا بنسبة 100٪، حيث يتغذى البن على المواد العضوية الطبيعية مثل مخلفات الحيوانات والمخلفات النباتية الموجودة في الطبيعة. يتم تخمير هذه المخلفات لتصبح كمبوستاً طبيعيًا مفيدًا وسريع الامتصاص، ويعطي النبات مناعة ضد الأمراض والآفات. كما يساعد في احتفاظ التربة بالرطوبة، مما يعني تقليل فترات الري، ويحافظ على خصوبة التربة وتثبيت النيتروجين فيها، الأمر الذي يستفيد منه النبات دون الحاجة إلى أي مخصبات صناعية قد تضر بالبيئة والنبات والتربة والمياه.

بالإضافة إلى ذلك، يتميز البن اليافعي عن غيره باستخدام النباتات الطبيعية في مكافحة بعض الأمراض والآفات الحشرية، مثل استخدام الأثب ومبيد المريمية المعروف بالنيم، واستخدام أوراق النباتات الميتة والجافة لمكافحة خنافس البن عن طريق حرقها وإصدار دخان يستخدم كطارد للحشرات. هنا يجب علينا أن نفتخر وأن نتحدث بكل ثقة أن البن اليافعي هو من أظهر صمودًا أسطوريًا في مواجهة الجفاف والآفات الحشرية.

في ظل التحديات المناخية المتزايدة، يواجه مزارعو البن اليافعي تحديات جديدة تتعلق بالجفاف ونقص المياه. ومع ذلك، فإن البن اليافعي يتمتع بقدرة مذهلة على التكيف مع ظروف الجفاف، ويمكنه الاستمرار في النمو وإنتاج الحبوب على الرغم من ذلك. يعتمد ذلك على جذاميات البن القوية والعميقة التي تمكنه من استخلاص الماء من عمق التربة والبقاء على قيد الحياة في فترات الجفاف.

أما بالنسبة للآفات الحشرية، فقد يتعرض البن اليافعي للهجوم من قبل الحشرات مثل الحشرات الزاحفة والطائرة والقراد والديدان. ومع ذلك، فإن هذا المحصول يتمتع بمقاومة طبيعية عالية للآفات الحشرية، وذلك بفضل تراكم المواد الكيميائية الطبيعية في أنسجته. علاوة على ذلك، يمكن استخدام الوسائل البيولوجية لمكافحة الآفات الحشرية، مثل استخدام الحشرات المفترسة والبكتيريا المبيدة للحشرات، بدلاً من الاعتماد على المبيدات الكيميائية الضارة.

بهذه الطرق، يستطيع مزارعو البن اليافعي الحفاظ على جودة وإنتاجية المحصول على مر السنين، والحفاظ على تراثهم الزراعي وبيئتهم الطبيعية. يعد البن اليافعي مثالًا رائعًا على كيفية تحقيق التوازن بين الزراعة المستدامة والمحافظة على البيئة، ويمكن أن يكون مصدر إلهام للمزارعين والمجتمعات الزراعية في جميع أنحاء العالم.