أراضي لحج الزراعية بين مطرقة الجفاف وسندان التوسع العمراني

الجنوب - Saturday 11 November 2023 الساعة 08:05 am
لحج، نيوزيمن، خاص:

تواجه محافظة لحج الخضيرة تحدي التوازن بين تلبية احتياجات النمو العمراني والسكاني والحفاظ على الأراضي الزراعية الحيوية عقب أن واجهت الأخيرة تهديدات أهمها الجفاف واستيلاء المتنفذين عليها وبيعها للبناء العمراني.

ويظهر التوسع العمراني واضحاً في محافظة لحج في منطقة "المحلوي عبر بيزج" الزراعية من بناء المنازل وغيرها على يمين المنطقة فيما لا يزال يسارها مزروعة وتوجد فيها محاصيل زراعية. 

وقال مزارعون لـ"نيوزيمن"، إن السبب الرئيسي لبيع تلك الأراضي بمبالغ زهيدة وصلت إلى 650 ألف يمني فقط، هو تعطل  قنوات السيول المصدر الرئيس لسقاية الأراضي، حيث يظهر الجفاف جلياً بتلك المنطقة، عقب تجاهل السلطات المعنية بصيانة هذه القنوات، فيما المنطقة الأخرى حيث القنوات لا تزال تعمل خضراء وذات محاصيل.

 من جانبه شرح صدام محمد مدير الرقابة والتفتيش لجمعية المحلوي عبر بيزج، أسباباً أخرى لهذا التوسع العمراني وهو تجاهل وزارة الأوقاف محاسبة المتنفذين على الكثير من الأراضي وبيعها لأشخاص اشترطوا بناء سكن عمراني فيها وبعقود غير رسمية، حيث أنها ليست أملاك شخصية وإنما ملك للدولة.

وأكد أن هذه المخططات السكنية ليست من مصلحة الساكنين ولا أمنهم، حيث أنها على أراض زراعية.

وناشد المزارعون الجهات المسؤولة والمنظمات الداعمة لإصلاح القنوات لعودة الزراعة لهذه الأراضي ووقف بيعها ومحاسبة المتنفذين، بالتالي توقف البناء العمراني.

وتعتبر الأراضي الزراعية من الثروات الطبيعية القيمة التي تلعب دورًا حاسمًا في توفير الغذاء والأمن الغذائي للمجتمعات، وتحويلها لأغراض سكنية يمكن أن يسفر عن آثار سلبية على المجتمع والبيئة منها:

- نقص الإمدادات الغذائية: يؤدي تحويل الأراضي الزراعية لأغراض سكنية إلى تقليص المساحات المخصصة للزراعة، مما يقلل من القدرة على إنتاج الغذاء المحلي خاصة ذاك الذي يرفد المناطق الجنوبية. قد يتسبب ذلك في اعتماد المجتمع على المحاصيل آلتي تأتي من الشمال "مناطق سيطرة مليشيا الحوثي" بأسعار مضاعفة بسبب فارق صرف العملة وإتاوات ذراع إيران، تشكل عبئا آخر على جيب المواطن.

- تدهور البيئة والتنوع البيولوجي: تحويل الأراضي الزراعية يترتب عليه تدمير النظم البيئية الموجودة وفقدان التنوع البيولوجي. تختفي المساحات الخضراء والمساحات المفتوحة التي توفر موائل للحياة البرية وتسهم في تنظيم المناخ وحماية البيئة المحيطة.

- زيادة الاعتماد على الموارد المائية: قد يتطلب التوسع السكني توفير موارد مائية إضافية لتلبية احتياجات السكان المتزايدة. قد يؤدي ذلك إلى زيادة الاستغلال المفرط للمياه الجوفية والمساهمة في نقص المياه وتلوثها.

- تأثيرات اجتماعية واقتصادية: قد يؤدي تحويل الأراضي الزراعية لأغراض سكنية إلى تغييرات في الهوية الثقافية والاجتماعية للمجتمعات المتضررة. كما قد يؤدي ذلك إلى فقدان فرص العمل المتعلقة بالقطاع الزراعي وتأثير سلبي على الاقتصاد المحلي.