بعد أسابيع من وضعها.. إعلان حوثي بتجاوز أهم "عقبات" خارطة السلام

تقارير - Saturday 09 December 2023 الساعة 08:22 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

أعلنت جماعة الحوثي المدعومة من إيران عن إحراز تقدم وتجاوز ما وصفتها بأهم العقبات حول خارطة الطريق التي طرحتها السعودية لإنهاء الحرب في اليمن.

وقال ناطق الجماعة محمد عبدالسلام بأنه التقى في مسقط الجمعة، بالمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ وناقش معه "المسار الإنساني والسياسي والعسكري والتقدم الذي تم إحرازه في خارطة الطريق".

وزعم ناطق الجماعة تجاوز أهم العقبات لضمان ما قاله بـ"إنهاء العدوان والحصار وصرف المرتبات لجميع الموظفين اليمنيين والإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين وخروج القوات الأجنبية من اليمن وإعادة الإعمار والتهيئة للحوار السياسي".

ولم يوضح ناطق الحوثي عن تفاصيل التقدم الذي تم إحرازه أو عن ماهية العقبات التي كانت تقف أمام خارطة الطريق التي يجري النقاش حولها بمفاوضات متقطعة خلال الأشهر الماضية، وكيف تم تجاوز هذه العقبات.

وطرحت السعودية ما يوصف بأنها "خارطة طريق" لإنهاء الحرب في اليمن بعد أشهر من المشاورات غير المعلنة مع جماعة الحوثي بوساطة عُمانية، وتتولى الأمم المتحدة حاليا التشاور حولها مع مجلس القيادة الرئاسي والجماعة الحوثية.

وكانت تقارير صحفية وتصريحات لمسئولين أكدت الشهر الماضي، قرب التوقيع على هذه الخارطة من قبل الحوثي ومجلس القيادة الرئاسي بعد تجاوز أهم نقاط الخلاف بين الطرفين، وزيارة وفد الحوثي إلى الرياض منتصف سبتمبر الماضي.

وتتركز أهم نقاط الخلاف في مسألة صرف الرواتب بمناطق سيطرة الحوثي من عائدات النفط والغاز المنتج بالمحافظات المحررة، وهو ما تصر عليه جماعة الحوثي وترفضه بشدة قوى سياسية في إطار الرئاسي وتحديداً المجلس الانتقالي الجنوبي، بالإضافة إلى خلاف حول تفاصيل توحيد العملة والبنك المركزي.

وجرى تجاوز هذه الخلافات بمقترحات بديلة من بينها أن تتكفل السعودية بموازنة صرف المرتبات لفترة 6 أشهر يتم خلالها التفاوض بين الرئاسي وجماعة الحوثي برعاية أممية على ترتيبات الجوانب الاقتصادية والمالية المتعلقة بعائدات النفط وتوحيد العملة وإدارة البنك.

مقترحات لاقت موافقة مبدئية من قبل جماعة الحوثي ومجلس القيادة الرئاسي، بحسب تقارير صحفية وتصريحات لقيادات بجماعة الحوثي، وهو ما رجح قرب الإعلان الرسمي عن الموافقة على خارطة الطريق مطلع شهر نوفمبر الماضي، قبل أن تتعرض هذه الجهود لانتكاسة مفاجئة.

انتكاسة جرت بسبب تراجع جماعة الحوثي عن موافقتها المبدئية على المقترحات وعودتها لشروطها السابقة بما يتعلق ببند الرواتب وتقاسم عائدات النفط، في خطوة تصعيدية أعقبت شن الجماعة لهجماتها ضد إسرائيل وتدشين هجماتها ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وهو ما فسره مراقبون حينها بأنها محاولة ابتزاز حوثية باستثمار هذه الهجمات لفرض شروطها في مفاوضات السلام، خاصة في ظل امتناع أمريكا وإسرائيل عن الرد على هذه الهجمات خشية من توسع الصراع بالمنطقة وهو ما فسرته الجماعة بأنه نجاح عسكري لها يسمح لها بفرض شروطها على السعودية في مفاوضات السلام.

ليأتي إعلان الجماعة المفاجئ عن تجاوز هذه العقبات إعلاناً مبطناً بتراجعها عن الموقف السابق في ظل التطورات الأخيرة والتحركات الأمريكية والدولية لردع هجماتها ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وما أحدثته من غضب وتنديد دولي.

وتخشى الجماعة من تحول الموقف الدولي خاصة مع قرب جلسة مجلس الأمن الخاصة باليمن والتي ستعقد في الـ13 ديسمبر الجاري، لمناقشة آخر الجهود المبذولة في سبيل الوصول للسلام في اليمن، ومن المتوقع أن يقدم غروندبرغ إحاطة حول آخر التطورات واللقاءات التي قام بها خلال الأيام الماضية بين الرياض ومسقط لإيقاف الحرب وإطلاق عملية سياسية شاملة.