13 سفينة حبوب خلال أسبوع.. السفن التجارية تتجنب العبور في البحر الأحمر

السياسية - Saturday 10 February 2024 الساعة 04:14 pm
عدن، نيوزيمن:

تواصل الكثير من السفن التجارية تجنب العبور من مياه البحر الأحمر وخليج عدن، منذ أشهر، في ظل استمرار تدهور الوضع الأمني في هذه المنطقة الاستراتيجية جراء الهجمات الإرهابية التي تشنها الميليشيات الحوثية بدعم من إيران ضد خطوط الملاحة الدولية.

وعلى الرغم من جهود الغرب لتأمين مرور السفن التجارية من هذا الممر المائي، إلا أن المخاطر الأمنية تفاقمت بشكل أكبر منذ شن الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة غارات جوية منتصف يناير الماضي، وهو ما دفع الملاك الرئيسيين للكثير من شركات الشحن الكبرى في العالم لتجنب المنطقة خشية التعرض لهجمات وخسائر كبيرة في أصولها.

وخلال الأسبوع المنصرم، أجبرت 13 سفينة محملة بالحبوب على تغيير مسارها بعيداً عن البحر الأحمر والاتجاه صوب ممر الرجاء الصالح جنوب إفريقيا. وهذا الأمر أكد حقيقة أن المخاوف الأمنية لا تزال مرتفعة رغم التحشيد العسكري الدولي قبالة سواحل اليمن.

وأفاد محلل السلع الزراعية البارز في شركة كبلر الاستشارية، إيشان بهانو، بأن 13 سفينة حولت مسارها هذا الأسبوع بعيداً عن البحر الأحمر، مما رفع إجمالي الشحنات التي تحولت بعيدا عن هذا الممر إلى نحو 5.2 ملايين طن حبوب في نحو 90 سفينة منذ بدء الهجمات أواخر العام الماضي. وقال بهانو: "ما زالت الشحنات الأميركية والأوروبية تتجنب البحر الأحمر، ولا تتجه أي سفينة في المحيط الأطلسي تحمل الحبوب إلى آسيا نحو قناة السويس".

وأضاف بهانو: "تقريبا جميع الشحنات القادمة من البحر الأسود، ومعظمها صادرات من روسيا ورومانيا، تواصل السفر عبر السويس والبحر الأحمر.. تحول من هذه السفن ثلاث فقط لتسلك الطريق الأطول بين عشرات السفن المبحرة". وتابع إن السفن في البحر الأحمر تبث رسائل على نظام التعرف الآلي للبحث عن ممر آمن لإظهار أنها غير ضالعة في صراع الشرق الأوسط، بما في ذلك السفن المملوكة للصين.

ويرى رئيس شركة الشحن "ميتسوي أو إس كيه لاينز المحدودة"، تاكيشي هاشيموتو، أن اضطرابات الشحن في البحر الأحمر قد تستمر لفتره طويلة، مما يشير إلى أن توقعات الاضطرابات قصيرة المدى التي كان يعول عليها تجار الشحن البحري قد تتلاشى بسرعة.

وأضاف هاشيموتو: "سيستمر الوضع على الأقل خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة. وفي أسوأ السيناريوهات، ستة أشهر أو سنة واحدة". وأشار إلى أن هناك قدرة شحن كافية للتغلب على الاضطرابات الحالية في سلسلة التوريد. إلا أنه أطلق تحذيرا من أنه في حال توسع الاقتصاد العالمي فجأة، فقد يؤدي ذلك إلى نقص في طاقة الشحن.

وتمتلك شركة Mitsui OSK Lines حوالي 800 سفينة في أسطولها. وقالت الشهر الماضي إن جميع عمليات العبور عبر البحر الأحمر توقفت بسبب هجمات الحوثيين بطائرات مسيرة وصواريخ على السفن التجارية.

بدوره أشار الرئيس التنفيذي لشركة "ميرسك"، فنسنت كليرك، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" إلى أن كمية أو نطاق الأسلحة المستخدمة في منطقة البحر الأحمر والهجمات الرادعة لها تتوسع، ولم يتضح بعد متى وكيف سيتمكن المجتمع الدولي من حشد نفسه وضمان المرور الآمن لنا". وأكد أن جميع المُلاك سيواصلون تغيير مسار سفنهم حتى يكون السفر في البحر الأحمر آمناً.

صرح "كليرك" بأن "ميرسك" ستواصل توجيه سفنها للإبحار حول إفريقيا لعدة أسابيع أخرى، وسبق أن قال إن الشركة ستحتاج إلى أن تكون "على يقين تام" من سلامة الممر المائي قبل الإبحار هناك مرة أخرى. ويؤكد الرئيس التنفيذي لـ"ميرسك" أن تحويلاتها ستستمر لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر على الأقل.

وقال جان ريندبو، الرئيس التنفيذي لشركة "نوردن"، إنه يجب أن تظهر علامات على فترة من الاستقرار لكي تكون واثقاً من الإبحار مرة أخرى. وأضاف إن شركات الشحن التجارية قد تفكر في العودة للإبحار مجدداً، فقط إذا تزامن ذلك مع فترة خالية من الهجمات. 

وقال عبر الهاتف: "يجب أن تكون هناك هدنة، لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد. إن كان هناك شيء، فيبدو أن الأمور تتصاعد فقط".