نشطاء حوثيون في ذكرى 11 فبراير: "المسيرة القرآنية" امتداد لثورة الخميني في إيران

السياسية - Tuesday 13 February 2024 الساعة 09:34 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

بلسان مسئولين ورجال دين ونشطاء ومنتفعين منها، اعتبرت مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- ما تسمى "المسيرة القرآنية" امتداداً للثورة الإسلامية في إيران عام 1979م، والتي حولت إيران من نظام ملكي دستوري إلى جمهورية إسلامية بقيادة الإمام الخميني.

واستضافت وكالات أنباء ووسائل إعلامية إيرانية شخصيات يمنية موالية لجماعة الحوثيين للحديث عن تأثير الثورة الإسلامية الإيرانية في اليمن والمنطقة العربية، بمناسبة حلول 11 فبراير الذكرى الـ45 للثورة الإسلامية في إيران.

وأجمع هؤلاء على أن ثورة الخميني في إيران عام 1979 هي من وضعت اللبنة الاولى لفكرة ولاية الفقيه، والهوية الإيمانية بديلاً عن دستور الدولة الوطنية والهوية اليمنية، وهي من صدرتها لجماعات الاسلام السياسي (الشيعي) في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، وحددت لهم المسار والخطط والمناهج، تحت شعارات "الدفاع عن الدين ومقدساته والحفاظ على القيم والشيم الأصيلة المنبعثة من دستور القرآن".

ارتداء جلباب الدين وتقديس الأشخاص

وزعم نشطاء في صفوف جماعة الحوثي أنّ الثورة الاسلامية في إيران "لفتت انتباههم نحو الدين الإسلامي الذي كان ولا يزال يتعرض لهجمات شرسة"، ويتعرض لما وصفوه بـ"الانحراف الفكري الذي بدل المضامين بأخرى لا تمت للإسلام بصلة"، حسب تعبيرهم.

وزعم الناشط في صفوف الجماعة، وعضو مسمى رابطة علماء اليمن الحوثية، الحسين بن احمد السراجي، أنّ الثورة الإسلامية الايرانية جاءت بمثابة الأمل "بعد أن دقت ناقوس الخطر المحدق بالأمة الإسلامية ودينها وكينونتها ومقدساتها ورموزها". حد تعبيره.

معتقداً أنّ الاسلام واجه قبل هذه الثورة فترة عصيبة، "بقي منه اسمه فقط فالمسلمون بالهوية بينما الواقع انخلاع وتفلت وتدجين وحرف مسار". ويرى السراجي أنه قبل هذه الثورة "قُضي على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكُمّمت الأفواه، وأُودع العلماء السجون"، زاعماً أن الثورة الاسلامية في إيران أيقظت الأمة من سباتها واستعادت المبادرة.

وحول تأثير خطاب الثورة الإسلامية الإيرانية على الحركات اليمنية زعم السراجي أنّ التأثير كان على المستوى الإسلامي بشكل عام والإعجاب وصل كل مكان ومنها اليمن. واضاف: "تجاوز الإعجاب والانبهار حتى الحركات الشيعية فوصل للحركات السنية والصوفية وبقية الحركات التحررية في العالم".

شطط حوثي حول الثورة الإيرانية 

من جهته اعتبر الناطق باسم مجلس إدارة الشؤون الإنسانية -كيان حوثي مستحدث في صنعاء- طلعت الشرجبي، أنّ تجربة الثورة الاسلامية في ايران "تمت محاكاتها في العديد من البلدان العربية من حيث القفز وتجاوز خلافات الداخل والتركيز على العدو المحوري".

وينفي الواقع المعيش واحتدام الصراعات والانقسامات واتساع رقعة الخلافات، سلطات وقوى سياسية ومجتمعات محلية، وحتى داخل الاسرة اليمنية الواحدة، صحة هذه الادعاءات.

ونقلت وكالة انباء فارس الايرانية عن الشرجبي اعتقاده بتأثر معظم حركات المقاومة الاسلامية ليس في اليمن فقط، وانما حتى في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق، بالثورة الاسلامية في إيران. 

وفي سياق متصل، زعم الناشط في صفوف مليشيا الحوثي، الكاتب والمحلل السياسي اليمني عبدالجبار الغراب، أنّ "الشعب اليمني اتخذ من الثورة الإسلامية الإيرانية نموذجاً للاقتداء والاحتذاء"، معتقداً أنّ الثورة الاسلامية في إيران "حققت أهدافها نحو تكامل وتوحيد العالم الإسلامي كله".

تصدير إيراني لمصطلح "تصحيح مفاهيم مغلوطة"

الى ذلك نقلت وكالة الانباء الايرانية (فارس) عن من وصفتها بالاعلامية اليمنية، عفاف محمد، مزاعمها بأنّ "الثورة الاسلامية الايرانية اثرت في خلق الوحدة بين الجماعات الإسلامية في اليمن"، معتقدة بأن للثورة الايرانية أثرا في "خلق روح الوحدة ولم الشمل نحو أسس ثابتة لا تحيد عن مبادئ وقيم اسلامية".

وأضافت الناشطة المفترضة في صفوف جماعة الحوثي، زاعمة بوجود التفاف "حول المسيرة القرآنية، التي هي امتداد لتلك الثورة الإيرانية، التي صححت مفاهيم كانت قد بدلت وحرفت". حسب تعبيرها.

ويؤكد مصطلح "صححت مفاهيم"،في تغطية الوكالة الايرانية، تلقف مليشيا الحوثي في اليمن مخرجات الثورة الايرانية، مصطلحات وتوجهات فكرية واعلامية وسياسية وتربوية، وتسويقها حرفياً وفرضها على المجتمع اليمني، (شهد المجتمع اليمني جرائم قتل اسرية بدوافع تصحيح مفاهيم).

وخلافا للواقع المعيش وتاريخ اليمن وتنوعها المذهبي والتعايش السائد بين أبنائها، ادعت هذه الناشطة أنّ الثورة الايرانية "جمعت ابناء اليمن تحت راية دينية موحدة".

تسويق حوثي لمخرجات الثورة الإيرانية في اليمن

وفي إشارة الى مصطلحات وعبارات "المشروع القرآني، والمشروع الرباني، والهوية الايمانية"، التي تحاول مليشيا الحوثي تسويقها وفرضها على السكان في مناطق سيطرتها كمصطلحات ترهيبية وشعارات فضفاضة للاستهلاك الاعلامي وتحقيق اهداف سياسية، زعمت الناشطة الحوثية، عفاف محمد، أنّ "الثورة الإيرانية قد وضعت اللبنة الأولى لمشروع رباني". حد زعمها.

وفي ردها على سؤال الوكالة الاخبارية الايرانية، بشأن دور الثورة الإسلامية في مستقبل الإسلام السياسي في المنطقة، قالت الناشطة الحوثية إنّ للثورة الإسلامية الإيرانية "دورا عظيما مكللا بالنجاح".

وأكدت الارتباط الفكري والعقائدي والعسكري الوثيق بين إيران وأذرعها في المنطقة بمن فيهم مليشيا الحوثي في اليمن، وقالت إنّ الثورة الايرانية هي من حددت لجماعات الاسلام السياسي في المنطقة المسار وتركت أثراً واضحاً للمضي عليه على نهج من وصفتهم بـ"اعلام الهدى والتقاة الصالحين".