البخور اللحجي.. صناعة عتيقة خلقت فرصاً جديدة للعيش

الجنوب - Thursday 15 February 2024 الساعة 10:23 am
لحج، نيوزيمن، خاص:

ألقت الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها اليمن، جراء الحرب الدائرة منذ العام 2015، بظلالها على الكثير من شرائح المجتمع، ودفعت الكثيرين، خصوصاً النساء، إلى الخروج نحو سوق العمل والبحث عن خيوط نجاة تحسن من مستوى دخل الأسرة وتوفر لهم متطلبات الحياة الأساسية.

في مدينة الحوطة بمحافظة لحج تمثل صناعة البخور اللحجي العتيق خيط نجاة لمواجهة الفقر والبطالة. وتشبثت العديد من النساء بهذه الصناعة لتحسين دخلهن وخلق فرص جديدة للعيش، كما أن هذه الصناعة باتت اليوم تشهد تميزاً بين المشتغلات وأصبحت روائح البخور اللحجي تزين بيوت اليمنيين في مختلف المحافظات.

لصناعة البخور اللحجي أسراره وتاريخه ورائحته كما تعتقد سونيا عبد الباري -صانعة البخور الرائدة بمدينة الحوطة- الذي يجعله متميزا عن ماركات البخور الأخرى سواء المحلية والخارجية.

قبل 24 عاما بدأت سونيا مشوارها في عالم البخور حتى صارت واحدة من المشهورات والمتميزات في صناعة البخور اللحجي الذي تجاوز الجغرافيا المحلية إلى الخارج وباتت بصمتها واضحة من خلال التعامل الواسع مع منتجها محليا وداخليا.

تقول سونيا عبدالباري: مردود هذه الصناعة رائع جدا يسهم في تطور المشاريع والأمر لا يتعلق بالعائد المالي الكبير فقط، لكن الأمر يتعلق بالدرجة الأولى في السمعة الطيبة.

وأضافت لـ"نيوزيمن": "صناعة البخور سهلة ومرنة وموجودة في جميع البيوت اليمنية، إذ تختلف تركيبة البخور من مكان إلى آخر بجودة المنتج، بجودة العود، بجودة العطر، بجودة الظفري وتختلف تركيبة البخور من مكان إلى آخر بالجودة في حين أن تركيبته سهلة جدا من خلال إضافة سكر يغلى على الماء بعدها تضيف عليه مكونات العود الظفري وعفص وعود ومسك.

وتابعت: أن شغلها في هذا المجال يتم من خلال 15 صنفاً من العطور، وكل رائحة تعد صنفا، وكل عود مميز لمكان معين لمناسبة معينة. فالبخور جزء لا يتجزأ من الثقافة اليمنية وهو حضارة وثقافة وهوية يمنية واشتهرت اليمن منذ القدم في تجارة البخور واللبان، حيث نستمد في العمل هذه الأصول.

توضح سونيا أنه في الوقت الحالي تساعد المنظمات المرأة اليمنية لرفع مستوى دخلها المعيشي من خلال إدخال النساء في دورات تدريبية في صناعة البخور ليسهم التسويق لهذا المنتج في إفادة الكثير من النساء الذي بات المنتج يشكل لهن مصدر عيش في حياتهن اليومية.

لكن سونيا ترى أن البخور فقد هويته الجميلة، وهو يركز حاليا على التسويق وليس كمنتج مشرف. مطالبة تجار البخور وكذا الجهات التي تقوم بتدريب النساء على العمل في هذا الجانب إلى التركيز على الحفاظ على عتاقة البخور اليمني وجماله أكثر من تسويقه ودخله المالي.

وأشارت سونيا في سياق حديثها إلى أن أبرز الصعوبات التي تواجهها صانعات البخور ي

تتمثل بعدم وجود السند والتسويق ونوعية البضاعة والجانب المالي، ناهيك عن غلاء المعيشة جراء الأسعار اليومية المتقلبة وجلب الأدوات التي تكلف الكثير في سبيل جلبها لصنع منتج البخور.. مؤكدة أن المرأة في إطار عملها في هذا النطاق تحتاج للمساعدة والوقوف معها وهو متطلب رئيس لتحقيق النجاح.

وتعتمد سونيا في عملية التسويق على التسويق المنزلي عبر مواقع التواصل الاجتماعي وترى أنه الأفضل من خلال التقنية والجودة، مشيرة إلى تعدد المحلات والمصانع لصناعة البخور في الكثير من الأسواق المحلية بخلاف العمل المنزلي المتميز، حيث ترى أن الزبون القادم للشراء من المنازل يعرف تقنية العمل والجهد والجودة.

وتبدي سونيا عدم ارتياحها لمستقبل صناعة البخور في المرحلة القادمة بسبب التدريب الخاطئ للفتيات والتسويق الخاطئ، حيث يؤخذ بخور رخيص جدا وينسب للبخور وهذا مستقبل غير مبشر لهذه المهنة.

وطالبت سونيا كل امرأة تحب الخوض في هذا المجال أن تبدأ عملها بتقنيات عالية وهو الأهم وليس بالجودة الرديئة الموجودة في الأسواق، يبدأ الشخص بقصة البخور من خلال أخذ العود الجيد والعطور الجيدة ليعمل إضافات جميلة في العمل لتتمكن من خلاله المرأة من صناعة جيدة وتضع بصمتها وتكسب ثقة العملاء معها وهو ينعكس إيجابا على مستواها المعيشي.