في استقبال شهر رمضان في أبين عادات وتقاليد

الجنوب - Tuesday 12 March 2024 الساعة 12:48 pm
أبين، نيوزيمن، عبدالله البحري:

لشهر رمضان الكريم في محافظة أبين روحانيته ونكهته الخاصة وله تقاليده المميزة التي تتجدد كل عام بدءاً من مراسيم استقباله وصولاً إلى حلقات الذكر والعلم والمحاضرات والأمسيات التي يمتاز بها هذا الشهر، ناهيك عن استعدادات الأسر داخل المنازل من تجهيزات وتأمين الاحتياجات وصولاً إلى المأكولات التقليدية الشعبية التي تشتهر بها المحافظة خلال هذا الشهر الكريم.

مع دخول الشهر تتأهب الأسر لاستقباله بالكثير من التقاليد والموروثات الشعبية التي أخذت في التلاشي والاندثار بشكل ملحوظ أمام مظاهر الحياة الجديدة ومباهجها ومفاتنها وزحف وتقدم تكنولوجيا المعلومات كالتلفاز والفضائيات وغير ذلك من الوسائل المستجدة، التي أخذت تلقي بظلالها وبقوة على بركات هذا الشهر الكريم.

برغم ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش وتأخر المرتبات الا ان كثيرا من الاسر في مناطق أبين استعدت لدخول هذا الشهر منذ وقت مبكر. الكثير من الأسر ادخرت أفضل ما لديها من مؤن مختلفة لاستهلاكها خلال هذا الشهر. رغم أن ميزانية رمضان تثقل كاهل الأسرة، خاصة لذوي الدخل المحدود. ولمواجهة مثل هذه الظروف والتعقيدات فإن الناس يستعدون لاستقباله بصورة استثنائية تعكس الفرحة بدخول هذا الشهر الفضيل.

توشيحات 

ويسبق دخول  شهر رمضان الكريم تصدح الكثير من المساجد التاريخية بالتوشيحات والتهاليل الترحيبية. جامع جعار أحد المساجد التي لا تزال تحافظ على هذه العادة مع قدوم شهر رمضان وهي من التقاليد التي عرفتها المدينة في مثل هكذا مناسبات دينية منذ فترة طويلة.

يقول بسام البدوي لـ"نيوزيمن": لشهر رمضان الكريم نكهة خاصة، واستقبال هذا الشهر يبدأ بأيام من خلال التوشيحات الروحانية التي يصدح بها جامع جعار بكلمات "مرحب مرحب يا رمضان"، "يامرحبا بك يا رمضان" وهذا تقليد سنوي امتد لعدة عقود، والناس تسمع هذه التوشيحات الدينية قبل الشهر ومع الشهر الفضيل، مضيفا: "سعادة غامرة ومشاعر إيمانية بهيجة يعيشها المواطنون في جعار وأبين مع أيام رمضان". 

المسحراتي 

في ساعات الفجر الأولى، يخرج المسحراتي، صالح حسين صالح الصعيدي -من أبناء مدينة جعار- كعادته كل عام بحلته الجديدة لشهر رمضان من أجل ايقاظ الناس للسحور. وهي عادة مستمرة منذ سنوات طويلة خلال شهر رمضان الكريم.

يقول صالح حسين في حديثه لـ"نيوزيمن": مع قدوم شهر رمضان الكريم أستعد لأداء مهمة المسحراتي طوال ليالي رمضان، وأمر عند كل بيت واستخدم ميكرفونا، وعلب الزيت من أجل القرع عليها لإيقاظ الناس للسحور. واجري قبل رمضان تمارين وعلى أنغام إيقاعاتي اردد الموال واقول وقت السحور ياصايم اذكر الحي الدايم وهكذا، مضيفا: "بدأت أمارس هذه المهنة منذ عام 1992م وورثها من شخص يدعى جرباح". 

وأضاف: انا اعيل أسرة مكونه من 9 أطفال واقوم برعايتهم وظروفي صعبة البعض يعطيني الفطرة. 

فرحة مستمرة

وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش، إلا أن المواطنين لا يزالون مستمرين في إظهار احتفائهم بهذا الشهر، فالأزقة والشوارع تتزين بالاضاءات والانوار والعبارات للترحيب برمضان. كما يقوم المواطنون بتعليق الفوانيس المضاءة على جدران منازلهم. كما أن الأسواق تشهد ازدحاماً من المواطنين الذين يخرجون لشراء احتياجاتهم اليومية من مستلزمات الشهر من مواد غذائية وبهارات وغيرها من الموائد الرمضانية التي يمتاز بها أبناء أبين.

يقول الشيخ انور الوطحي عاقل حارة الوطحي بمدينة جعار لـ"نيوزيمن": قمنا نحن وشباب الحارة بتزيين الشارع بالأنوار الملونة إلى جانب كتابة عبارات ترحيبية على جدران البيوت. ولا ننسى الإفطار الجماعي في الحارة على مدار الشهر، مضيفا: "هذه الأجواء والأعمال تسهم بشكل كبير في خلق اجواء روحانية وتقرب الأهالي وتعزز روح المحبة والإخاء والألفة، وهذه عادات نقوم بعملها في كل عام خلال هذا الشهر الكريم.