"الآثار النفسية للحرب والصراع" في حلقة نقاش علمية بجامعة ذمار

المخا تهامة - Thursday 26 April 2018 الساعة 06:17 pm
ذمار - نيوزيمن:

حذر أطباء استشاريون وأكاديميون من أن آثار الحرب قد انعكست سلباً على كثير من مناحي الحياة في اليمن وأفرزت أمراضاً نفسية وعضوية كثيرة وخاصة لدی النساء والأطفال.

جاء ذلك في ورقتي عمل قدمتا في حلقة النقاش العلمية السادسة التي عقدت، في جامعة ذمار تحت شعار "الآثار النفسية للحرب والصراع" ونظمها المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات) بالتعاون مع مركز الرعاية النفسية والإرشاد التربوي بجامعة ذمار، والمركز النفسي والتربوي بجامعة صنعاء وشركاء العيادة الشاملة في المركز الطبي الخيري.

وتحدث في ورقة العمل الأولی استشاري طب الأطفال الأستاذ الدكتور / نبيل منصور العودي عن "الآثار النفسية للحرب على النمو المتزن للأطفال".
وقال: "لا يوجد بلدان فقيرة، بل هناك من لا يجيد إدارة الموارد". وأضاف: "إن التطور هو سنة من سنن الكون باعتباره حركة تضبطها قوانين".

واستطرد الدكتور العودي قائلا: "إن الإنسان كيان واحد لا يتجزأ كمشاعر وجسد وروح ولكن يتم تجزئة الأمر لمعرفة أعمق، فما هو جسدي مرتبط بما هو اجتماعي وبما هو حسي".

ومضی قائلا: "الإنسان إذا لم ينم نمواً سليما على كل المستويات ابتداءً من الطفولة بجميع وظائفه على المستوى المعرفي والعقلي، فتختل شخصيته وتحصل اضطرابات نفسية كبيرة".

وأرجع استشاري طب الأطفال الأستاذ الدكتور / نبيل منصور العودي أسباب تلك الاختلالات والاضطرابات النفسية في شخصية الاطفال إلى جملة من الأسباب أهمها سوء التغذية التي يعاني منها الأطفال كنتيجة للفقر المزمن والحرب والصراع القائم الذي زاد المعاناة بصورة واضحة.. مشددا في ذات الوقت أن أهمية الأمن الغذائي لا تقل أهمية بحال من الأحوال عن جوانب الأمن الأخرى.

وتساءل الدكتور العودي قائلاً: "كيف لنا أن ننمي إنساناً قادراً على الحب والعطاء مقبلاً على الحياة مقدساً لها مرتبطاً بالآخر كما أكدت عليه كل الأديان السماوية والقوانين الوضعية ونمنحه طاقة أسمى دافعة للحياة محققاً لذاته على المستوى المعرفي والاجتماعي والعاطفي؟

محذراً في هذا الصدد من خطورة محاصرة الطاقة الإيجابية وحصرها في الكره وعدم القبول بالآخر فتصبح ضداً على الذات مدمرة له باعتبارها تحولت إلى عامل إعاقة.

ونبه استشاري طب الأطفال من أنه إذا لم يستطع الإنسان يحقق ذاته على المستوى الذاتي فسيتحول إلى عدوانية وإلى تدمير وبالتالي تنتج عصبيات تفرز الحقد وفقاً لأفكار لا تتسق مع حب الحياة فيصبح حينها التحدي الحقيقي هو احترام وجود الآخر لا إلغاؤه.

وخلص الدكتور العودي إلی القول: "إن من أخطر ما وصلنا إليه هو التجريد بأن انتفت لدينا الصفة والمشاعر الإنسانية وأصبح النزف البشري مجرد أرقام قد لا تعني للكثيرين منا شيئاً".

الدكتورة إلهام عبد الغني مطهر، حذرت من جانبها أن آثار الحرب قد انعكست سلباً على كثير من مناحي الحياة وأفرزت أمراضاً نفسية وعضوية كثيرة.. كاشفة النقاب في هذا الصدد عن ظهور بعض حالات الأمراض الجلدية الغريبة التي أصيب بها عدد من الأطفال والنساء على وجه الخصوص كنتيجة طبيعية لمخلفات السموم والغازات وتلوث البيئة نتيجة القصف الجوي.

وقالت: "إن الآثار النفسية كبيرة ومدمرة على المجتمع وعلى قدرته الإنتاجية واستقراره وسلامه الداخلي".

الجدير بالذكر أن نائب رئيس جامعة ذمار 
البروفيسور عبدالكريم زبيبه، سيقدم في ختام نقاش موضوع "آثار الحرب والصراع على الصحة النفسية" قراءة نقدية تحليلية علمية للاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية.