وسط تنامي الاتهامات باختراقات أمنية.. رعب القيادات الحوثية من تعقب التحالف المتواصل لها يدفعها للتخفي

السياسية - Wednesday 09 May 2018 الساعة 09:29 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تعيش قيادات مليشيا الحوثي حالة من الرعب والتوجس الدائم إثر تكرار استهداف اجتماعاتها بدقة من قبل طائرات التحالف رغم كل احتياطات السرية التي تتبعها، وسط تنامي الاتهامات فيما بينها باختراقات أمنية قوية من قبل موالين لقائد قوات المقاومة الوطنية العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح.

وكشف مصدر قيادي بوزارة الداخلية، التي يسيطر عليها الحوثيون، حالة الصدمة التي عاشتها القيادات الحوثية بعد استهداف اجتماعها الموسع، الاثنين الماضي، في مكتب رئاسة الجمهورية رغم ما اتبعته من إجراءات للتمويه والسرية.

وقال المصدر لـ "نيوزيمن": "كان من المقرر أن تجتمع قيادات مليشيا الحوثي، يوم الاثنين الماضي، في مبنی دار الرئاسة بالسبعين، إلا أنها وفي الدقائق الأخيرة غيرت من مكان الاجتماع ليكون في مكتب رئاسة الجمهورية بالتحرير، من باب الاحتياطات الأمنية حتی لايتم استهدافها بغارات طيران التحالف، ولايكون هناك وقت كاف لرصد مكانها والإبلاغ به".

وأضاف: "لكن تفاجأت باستهداف موقع الاجتماع بدقة بغارتين متتاليتين بعد وقت وجيز من انعقاده مما جعلها في صدمة واندهاش، خصوصا وأن هناك قيادات من الصفين الأول والثاني كانت حاضرة وبعضها أصبحت من بين قتلی وجرحی الغارتين"، لافتة إلی أن مصير القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلی، والقيادي الآخر محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا، مازال مجهولا حتی اللحظة رغم أن وسائل الإعلام الحوثية بثت خبر لقاء للمشاط خصوصا بعد اكتشاف سياسة التخفي التي تتبعها الجماعة في ضوء مصرع رئيس المجلس السياسي السابق صالح الصماد بغارات للتحالف في الحديدة وبث خبر زيارة له بعد ثلاثة ايام من مقتله.

وأفاد المصدر الأمني أنه من بعد غارات الاثنين اختفت قيادات مليشيا الحوثي من الظهور أو التواجد في وزاراتهم ومقار أعمالهم.. لافتة إلی أن الوزراء في حكومة الانقلاب لم يحضروا إلی مقر رئاسة الوزارء بينما ما تزال لجان التفتيش الحوثية تنتشر بكثافة في شوارع العاصمة صنعاء.

إلی ذلك أوضح مصدر أمني بجهاز الأمن السياسي أن موجة الشكوك والاتهامات المتبادلة بالتقصير والاختراق تضاعفت بشكل غبر مسبوق بين قيادات مليشيا الحوثي مع من بقى من حلفائهم منذ مقتل الصماد في غارات لطائرات لتحالف في الحديدة، مؤكدة أن القيادات الحوثية باتت تشعر بقرب نهايتها وتشك في أقرب المقربين لها وفقدت ثقتها بكل الأجهزة الأمنية بما فيها جهازا الأمن القومي والسياسي ما دفعها أن تلجأ للاعتماد علی جهازها السري للأمن الوقائي الذي تم تدريب قياداته من قبل أجهزة استخبارات في إيران وحزب الله في لبنان.

وأشار المصدر إلی أن القيادي الحوثي مهدي المشاط كان عقد اجتماعا فور اخياره رئيسا لما يسمى المجلس السياسي، مع القيادي الحوثي عبدالرب جرفان المعين رئيسًا للأمن القومي ووجهه بالتخلص من الضباط القدامى في الأمن القومي والأمن السياسي، متهما إياهم بالعمل لصالح ما أسماه "العدوان" لرصد واختراق الدائرة السرية لتحركات القيادات الحوثية.

وكشف المصدر أن المشاط اتهم من اسماهم بالعفافيش والمتحوثين بابلاغ التحالف اولا باول باي تحركات او مواقع اجتماعات الفيادات الحوثية .

وكانت مليشيا الحوثي باشرت بعد مقتل الصماد بإجراء تحقيقات مطولة، مع محافظ الحديدة حسن الهيج، وهو قيادي محلي في حزب «المؤتمر الشعبي العام» وأيضا مع قيادات مدنية وعسكرية، وحزبية.

وبحسب مصادر مقربة فقد توصلت لجنة التحقيق إلى قناعات أسرت بها إلى قادتها في صنعاء بأن محافظ الحديدة #الهيج إلى جانب #وزير ماليتها حسين مقبولي، هما ممن تحوم حولهما الشبهات بشأن الإدلاء بمعلومات استخباراتية، مكّنت قوات التحالف من اصطياد الصماد ومرافقيه بدقة متناهية بعد خروجه من اجتماع معهم.

ووفقًا لنتائج تلك التحقيقات فإن الصماد ومرافقيه كانوا متجهين في سيارتين لتناول طعام الغداء، ورغم تغيير مسار اتجاههم، إلا أنه كان هناك معلومات لدى استخبارات التحالف عن نوع سيارة الصماد ولونها مما سهل لطائرات بدون طيار رصدها وتتبعها وقصفها مباشرة.

وخلصت لجنة التحقيق إلی تأكيد وجود اتصالات سرية بين قيادات السلطة المحلية في الحديدة وقوات المقاومة الوطنية التي يقودها العميد طارق صالح.